يتهم اهالي البصرة مهربين عراقيين وايرانيين في منطقة القرنة 70 كلم شمال البصرة بالمسؤولية الكاملة عن استفحال ظاهرة التهريب على جانبي الحدود. ويقولون ان"التهريب تجاوز النفط والمخدرات إلى مختلف انواع الاسلحة التي يتم استخدامها في تغذية اعمال العنف في العراق". ويؤكد شهود عيان من قرية مزيرعة في القرنة بأن انواعا مختلفة من الاسلحة، منها البنادق والألغام وصواريخ الهاونات وغيرها، تُستورد من ايران وتُباع الى جهات مجهولة .... وقال مواطنون ان اغلب المهربين هم من عرب"المعدان"المعروفين بالجرأة والنعرات العشائرية، الذين انتموا الى الأحزاب الإسلامية اخيراً ومن الذين سبق لهم ان اقاموا في ايران بعد أحداث انتفاضة الشيعة العام 1991. وهم على علاقة وثيقة بالمهربين الإيرانيين وتربطهم روابط العمل المشترك معهم وربما طوروا نشاطهم من المخدرات إلى الاسلحة بعد الحرب الاخيرة. وذكر المواطنون ان مجموعات من الشباب العاطل عن العمل تُهرب الاسلحة بعد الادعاء"انها من مخلفات الحرب العراقية - الإيرانية"وتقول"انها متروكة في منطقة"السويب"حيث دارت معارك طاحنة بين قوات عراقية وايرانية ابان حرب الثماني سنوات بين البلدين". واوضح آخرون انهم ابلغوا السلطات المحلية في البصرة عن عمليات تهريب واسعة للسلاح بين جانبي الحدود العراقيةوالايرانية إلا إنها"لم تُعر اهتماماً للموضوع"، مؤكدين خطورة الجماعات التي تتاجر بالاسلحة على امن الاهالي. وقال علي، من سكان قرية"القرنة"شمال البصرة، ان مجموعات المهربين تستخدم الزوارق والقوارب الصغيرة في الاهوار المشتركة بين العراقوايران، التي لا تخضع لرقابة حكومية من البلدين، في تجارة تهريب الاسلحة والعتاد منذ سقوط النظام السابق. واكد شهود عيان ان الاسلحة ليست من مخلفات الحرب العراقية - الايرانية كما يدعي المهربون انما هي اسلحة جديدة يتم استيرادها من ايران وضمنها اسلحة ثقيلة ومواد متفجرة، وتُباع الى تجار محليين. ويُعتقد على نطاق واسع في العراق ان توافر كميات كبيرة من الاسلحة فيه وسهولة الحصول عليها وتبادلها يتيح استمرار العنف ويغذي الجماعات المسلحة ويدعم سطوة الميليشيات في مدن جنوبالعراق على حساب سلطة القوات الامنية. ولا يوجد في"القرنة"، وهي من المناطق المحاذية لايران، مخفر حدودي أو نقاط تفتيش، ويشترك معظم اهلها بصلات قرابة ونسب مع الكثير من العشائر العربية التي تسكن مناطق الاحواز الايرانية في الجانب الآخر. ويؤكد سكان البصرة أن المنطقة"ذات صلة قديمة بتهريب الأسلحة والمخدرات"وهي المصدر الوحيد لتجارة عتاد الصيد منذ مطلع القرن الماضي. ويشتري الصيادون بنادق وعتاد الصيد من المهربين الذين توارثوا المهنة عن آبائهم. حرس الحدود وتتسع منطقة التهريب لتشمل اغلب المناطق الحدودية بين العراقوايران تقريباً، ويتهم محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي قوات حرس الحدود الايراني بتأمين الحماية اللازمة لمهربي النفط في مياه شط العرب مقابل عمولات يتقاضونها منهم، ما قاد قبل اسابيع إلى حدوث ازمة بين العراقوايران على خلفية اعتقال حرس حدود ايرانيين ثمانية من حرس الحدود العراقي ومقتل آخر خلال محاولتهم احباط محاولة تهريب عبر شط العرب المتشاطئ بين الجانبين. وتحدث شهود عيان عن"تهاون حرس الحدود العراقيين في القرنة مع تجار الاسلحة والمخدرات"وحتى غياب السلطة الرسمية عن تلك المناطق ما"يُسهم في تفاقم الازمة ويُغرق المناطق والمحافظات القريبة مثل العمارة والناصرية بالاضافة إلى البصرة بسيل من الاسلحة المتداولة التي تدعم سلطة الميليشيات الناشطة على حساب السلطة الرسمية"ويعتقدون"ان جزءاً كبيراً من تلك التجارة يصل بطريقة او اخرى إلى المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من العراق". وكانت الشرطة العراقية عثرت اكثر من مرة على كميات كبيرة من المخدرات، مهربة من ايران الى العراق، عبر هذه المناطق، سواء في شط العرب او في القرنة أو المناطق المجاورة لها. وتمتد مساحة التهريب من حدود القرنة لتشمل الأهوار المشتركة مع محافظة العمارة مروراً بمناطق العزير والكسارة والبيضة والسودة وغيرها. واكد ابناء المنطقة ان مهربي الأسلحة هم أنفسهم من مهربي المخدرات، خصوصاً حشيشة الكيف، التي تضاعفت نسبة المتاجرة بها على خط التهريب الرابط بين افغانستانوايران إلى الخليج مروراً بالعراق.