اعتدنا في نهاية العام أن نقرر سلك مسار مختلف، أو تغيير أمر ما في حياتنا، فنتخذ بداية العام الجديد بداية للانطلاقة والتغيير، قد يكون منها نزع الكآبة أو من يسببها، وقد يكون -وهو الأمر الذي يتكرر في نهاية كل أسبوع أيضا- تغيير النظام الغذائي وهو في أول قائمة البعض، وقد يكون العمل والتخطيط له من أولى أولويات التغيير لبعضهم، الاختلافات والقوائم كثيرة، لكنها تجتمع في تحديد الوقت والتخطيط له، والأهم من ذلك رغبة الشخص نفسه في تحسين ذاته وحياته. إرادة أن تغيّر شيئا ما فيك ليست بتلك السهولة، فعند فوزك بما خططت له يجب أن تكافئ نفسك بسيل من الثناء الذي تستحقه، وتبدأ في تغيير نقطة أخرى ترى من تغييرها فيك إنسانا أفضل تحبه وتفخر به. عندما تكون قائد التغيير في حياتك يختلف وقعها عن إيقاعك في تغيير لم تكن تعرفه أو تسببه، اختلاف الوضع أو التعايش معه يصيبك بفقدان للتوازن حتى تعي ما أنت فيه، وتعي كيف تخرج أو تتعايش معه. وهناك تغييرات غير محددة بوقت أو عامل، كدخول إنسان لحياتك قد يضيئها وترى الكمال الذي يسعدك، وقد يظلمها لك فتجلس أسير الندب لفترة حتى تعتاد، أو تنسى، أو تتجاوز هذه الفترة كأنها لم تحدث، صحيح أن في مثل هذا الحال يجب أن تكون لك قوة كبيرة حتى لا تكون تحت تأثير إنسان سواء بالإيجاب أو السلب، لكن إن حدث ذلك انتشل نفسك واجعل إيمانك كبيرا في قوتك وصلابتك للخروج بأقل الخسائر الممكنة روحيا. بداية العام الميلادي الجديد اقتربت، فإن كنت من الذين يكررون حياتهم أو يعيشونها بلونين فقط، انهض وانفض عنك ما خلفته فيك الرتابة والتكرار، وقدِّر قيمة الحياة والفرص، وحسِّن من نفسك بنفسك حتى تصل إلى ابتسامة الرضا عندما تقيّم أداءك الحياتي. عنّي رأيت وأعجبت بأفراد يخططون وينفذون وليس ذلك فقط بل يصلون إلى مبتغاهم، فهؤلاء هم المثل الذي يجب أن يحتذى بهم؛ لأن الحياة أجمل بالسعي لا بالانتظار، أروع بتحقيق المراد لا بالقيل والقال، وأسعد بالنظر وسرد سيرتك لا بقراءة حياة غيرك دون تأثير. بدأت في تدوين قائمتي بقلمي الرصاص حتى تُحبّر في آخر يوم من عام 2018 لأبدأ بعض التغييرات التي أراها ضرورية، ومنها أيضا أختبر إرادتي وقوتي في تنفيذها، وقد يكون لي عودة في نفس وقت كتابة هذا المقال لأصنف نفسي من أي الفريقين أنا، من المنفذين والمتممين لمهامهم والملهمين أم من المتكاسلين والمتخاذلين. وأنتم أيضا اختبروا أنفسكم وكونوا أفضل لذواتكم.