سلّطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الضوء على التنافس الاقتصادي الحاد بين روسياوإيران، رغم تحالفهما العسكري في سوريا. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مبعث هذا التنافس يعود إلى الضغوط التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني جراء العقوبات الأمريكية، في الوقت الذي تستعرض فيه روسيا عضلاتها في منطقة الشرق الأوسط من خلال دبلوماسية النفط وإقامة علاقات اقتصادية إستراتيجية مع بعض دولها. مبيعات السلاح لمنافسي طهران وأكدت الصحيفة أنه في خضم هذا التنافس، تمكنت موسكو من زيادة مبيعات الأسلحة والتجارة مع المنافسين الإقليميين الإيرانيين الأقوياء، كالسعودية، بينما تصارع طهران من أجل ما تراه حقوقًا لها في الموارد الطبيعية في بحر قزوين. كما نبهّت الصحيفة إلى أن سوق النفط باتت أيضًا هي الأخرى ساحة للتنافس، مشيرة إلى ارتفاع إنتاج النفط الروسي في الأشهر الأخيرة؛ بسبب انخفاض صادرات إيران. وأوضحت أن هذا الوضع أثار انتقادات المسؤولين الإيرانيين الذين اتهموا موسكو بالاستفادة من ضعف طهران. ونقلت عن البروفيسور في جامعة «جورج ميسون»، والخبير في العلاقات الروسية في الشرق الأوسط، مارك ن. كاتز قوله: إيران في وضع لا تُحسَد عليه، وموسكو تستفيد من الوضع. تفاقم مشكلة إيران في مايو ومضت «وول ستريت جورنال»: تفاقمت مشكلة إيران في مايو عندما سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي، موضحة أن العقوبات الاقتصادية الجديدة ضربت الاقتصاد الإيراني الهشّ بالفعل. ونبّهت إلى أن هذه العقوبات شلت صادرات النفط؛ ما دفع العملة الإيرانية إلى الهبوط وزيادة أرقام التضخّم والبطالة، ولفتت إلى أنه في الوقت الذي انهارت فيه صادرات النفط الإيرانية بمقدار الثلث عن شهر يونيو، زادت روسيا من إنتاجها النفطي بمقدار 250 ألف برميل إلى 11.6 مليون برميل يوميًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وتابعت الصحيفة الأمريكية: في شهر أغسطس، ارتفعت عائدات النفط والغاز الروسية بنحو 50٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلى حوالي 83 مليار دولار. نفط موسكو لمنفذي العقوبات وأضافت الصحيفة: يذهب معظم النفط الروسي الإضافي للمشترين الذين خفضوا مشترياتهم من إيران، خشية الوقوع في عقوبات أمريكية مثل اليونان وإيطاليا وتركيا، بحسب بيانات رسمية تتعلق بتتبع الشحنات ومن مسؤولي الشركات. وفي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، اتهم محافظ إيران لدى منظمة أوبك، حسين كاظمبور، روسيا بتضخيم آثار العقوبات الأمريكية على إيران باستخدام النفط كأداة سياسية، مشيرًا إلى أنه تجري مكافأة روسيا؛ بسبب عدم تنفيذ الاتفاق النووي. ومضت «وول ستريت جورنال» تقول: بينما تعزز روسيا من دورها كوسيط رئيسي في الشرق الأوسط، تزيد من حجم التجارة مع منافسي إيران. الروس يقتنصون فرص سوريا ولفتت إلى أنه فيما يتعلق بسوريا، فإن روسيا لها اليد العليا، موضحة أن روسيا ستعيد تأهيل حقول النفط والغاز وتنمية رواسب الموارد الطبيعية قبالة الساحل السوري بالبحر المتوسط، كما منح نظام الأسد شركة «سترويترانس غاز» الروسية حقوقًا في مناجم الفوسفات بالقرب من (تدمر)، وهو مشروع كانت الشركات الإيرانية وعدت به في البداية. وفي الوقت نفسه، فإن الاتفاقات السابقة التي أبرمتها إيران مع سوريا لم تترجم لواقع بعد. واختتمت الصحيفة الأمريكية: إضافة إلى التنافس، تظل إيرانوروسيا على خلاف حول رواسب نفط بحر قزوين حتى بعد توقيع اتفاقية تاريخية في أغسطس بين الدول المتاخمة، حيث ترغب إيران في الحصول على خُمس حقوق بترول قزوين، فيما تريد موسكو تخصيص 11٪ فقط لها.