أجّلت موسكو مجدداً تسليم طهران أنظمة دفاع صاروخي روسية متطورة من طراز «إس - 300»، إلى آب (أغسطس) أو أيلول (سبتمبر) المقبلين. ورجّح رئيس مجموعة «روستيك» الصناعية الروسية سيرغي تشيميزوف تسليم الصواريخ «بحلول نهاية السنة»، مضيفاً أن الشحنة الأولى منها ستُسلّم إلى إيران في آب أو أيلول المقبلين. وقال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن طهران أصرّت على تزويدها صواريخ من طراز «إس - 300»، إذ رفضت عرض موسكو بيعها صواريخ من طراز «إنتي - 2500». ورجّح ألا تصنّع روسيا مجدداً طراز «إس - 300»، بعد استكمال تنفيذ الصفقة المُبرمة مع إيران. وتطرّق تشيميزوف إلى رفع طهران دعوى أمام محكمة التحكيم في جنيف، مطالبةً موسكو بأربعة بلايين دولار تعويضاً عن تجميد الأخيرة صفقة الصواريخ، بعدما شدد مجلس الأمن عقوباته على إيران عام 2010. وأشار إلى أن مداولات المحكمة ما زالت مستمرة، لافتاً إلى أن إيران «تعهدت إسقاط الدعوى، بعد تسليمها الشحنة الأولى» من الصواريخ. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن محمد نهاونديان، رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن «لا مشكلات» في شأن تسليم بلاده الصواريخ، مؤكداً أن «العملية سارية». وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أجرى زيارة مفاجئة إلى طهران في 21 شباط (فبراير) الماضي، وسلّم روحاني «رسالة خاصة» من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتعلّق بالعلاقات بين الجانبين. وقالت مصادر أن بوتين طلب من روحاني التريث في تسلّم الصواريخ، وتفهّم الموقف الروسي. لكن أوساطاً إيرانية تخشى وقوع بوتين تحت ضغط مارسته إسرائيل والولايات المتحدة، للامتناع عن تنفيذ الصفقة. وقبل أسبوع من زيارة شويغو طهران، أفادت وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية للأنباء بأن موسكو سترسل الدفعة الأولى من الصواريخ إلى طهران، من ميناء أستراخان الواقع على بحر قزوين، خلال احتفال يحضره وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان الذي كان يزور روسيا. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في شكل مفاجئ تأجيل تنفيذ الاتفاق، وإلغاء الاحتفال في أستراخان. واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الحديث عن تسليم طهران الأنظمة الصاروخية، ما زال سابقاً لأوانه»، لافتاً إلى «نقاط عالقة، بينها مشكلة دفع ثمن الصفقة التي لم تُسوَّ بعد في شكل نهائي». في المقابل، برّرت وسائل إعلام إيرانية التأخير في تنفيذ الصفقة، بأن طهران طلبت تسليمها «جيلاً جديداً» من الصواريخ. في غضون ذلك، اعتبر عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن القدرات الصاروخية لبلاده «جرّت الدول العظمى إلى طاولة المفاوضات» مع طهران. وأردف: «لو كان الغرب قادراً على ضرب المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها، لما تفاوض معنا، لكن صواريخنا حالت دون ذلك». إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن الإدارة الأميركية تعتزم تحميل متسلّلين إيرانيين المسؤولية علناً عن هجوم إلكتروني استهدف عام 2013 سداً للسيطرة على السيول في نيويورك.