استهلت جماعة «فضاءات السرد» بنادي مكة الأدبي فعالياتها بلقاء سردي حول رواية «حرب الكلب الثانية» للروائي إبراهيم نصرالله، الفائزة بجائزة البوكر في دورتها الأخيرة، حيث أدارت اللقاء رئيسة الجماعة د. كوثر قاضي التي قدمت ضيفي الأمسية د.أحمد صبرة، ود.عبدالعزيز الطلحي، مشيرة إلى أهمية مثل هذه اللقاءات، وما تقدمه من إضاءات نقدية على الأعمال السردية. في البداية، قال د.صبرة: إن الرواية «حرب الكلب الثانية» تنتمي إلى عالم الهستوبيا - أدب المدينة الفاسد - وما تحمله من رؤية تشاؤمية للعالم توحي بنهايته، حيث يختفي المكان والزمان، ويطول الليل ويقصر النهار في عالم غرائبي، كما تتسم الرواية بحوافز حرة لا تدفع بأحداثها إلى الأمام، وهي ذات طابع حواري يقوم بعملية مسرحة الأحداث، وقراءتها تحتاج إلى جهد خاص. فيما أكد د.الطلحي على ما ذكره د.صبرة ومن ذلك خلو الرواية من الأسماء المعجمية، وتحررها من الزمان والمكان، ما جعل الرواية تحلق بفضاءات غير منضبطة وليس لها علاقة بمكان محدد. وشهد اللقاء عددًا من التعقيبات أكدت على عدم ارتياح الأغلبية لمثل هذه الرواية، أولهم د. معتصم يوسف الذي شعر بالإساءة منها، وأوضح أن مؤلفها مجرد محكم في مهرجانات سينمائية وهو كاتب سيناريو أكثر من كونه كاتبًا روائيًا. فيما جاء رأي عبدالله بن إبراهيم الزهراني بأن الرواية تحكي عن عالم غريب ليس فيه قيم ولا مبادئ، مع إسراف في الحوار يخلّ بالسرد، وهي لا تستحق الضجة التي أحدثتها، وحصولها على جائزة البوكر لا يعني أنها ناجحة، بينما دعا د.سعود الصاعدي لقراءة الرواية كنص مفتوح، واستنطاقها بالمنهج البنيوي وتلمس دلالات الأسماء فيها. في حين استغرب الناقد سعد الثقفي حصول الرواية على جائزة البوكر، مشيرًا إلى أنها مجرد عمل تجريبي لا يرتقي للأعمال الناجحة، واتفقت معه د.ريما عبدالجبار، مشيرة إلى أن الرواية متناقضة وغير متماسكة، ورأت فاتن حسين أن الرواية تدفع إلى التخيل، لكن طولها يحول دون قراءتها بتشوق ورغبة. كوثر قاضي تتوسط صبرة والطلحي (اليوم)