كم هم مساكين العاطلون عن العمل في بلادي, فهم دائماً يجدون اعوجاجا أو عثرة في كل طريق يسلكونه أثناء رحلتهم المضنية... فلا موانئ في الأفق, فبعد أمر خادم الحرمين الشريفين بصرف إعانات للعاطلين عن العمل لكي تقيم صلبهم حتى يكتب الله لهم الفرج بالتقاط وظيفة ما لتسترهم وتجعلهم يندمجون في المجتمع كباقي الخلق... اكتشف الكثير منهم (العاطلين), أثناء إتمام إجراءاتهم في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للحصول على بيانات تؤكد عدم التحاقهم بأي وظيفة ليتمكنوا من الاستفادة من الإعانة الملكية, وجود شركات استغلت أسماءهم من أجل استخدامها في التضليل على مشروع السعودة والاستفادة من الدعم المقدم من صندوق الموارد البشرية, وكما هو معروف فإن صندوق الموارد البشرية يقدم نسبة لا بأس بها من أجور السعودة الوهمية وعلى مدى سنوات. وهنا نتحدث عن ملايين الريالات المهدرة وبكل بساطة وبدون أي رقيب أو حسيب, فهذه الملايين تصب في جيوب مجهولين حتى يظهرهم الله, وعلى أية حال هكذا جرت العادة في كثير من الحالات والتي أعرف واحدة منها تخص النشاط السياحي. كم هم مساكين العاطلون عن العمل في بلادي, فهم دائماً يجدون اعوجاجا أو عثرة في كل طريق يسلكونه أثناء رحلتهم المضنية فلا موانئ في الأفق, فبعد أمر خادم الحرمين الشريفين بصرف إعانات للعاطلين عن العمل لكي تقيم صلبهم حتى يكتب الله لهم الفرج بالتقاط وظيفة تسترهم.قبل سنة ونصف وعند دخولي لمبنى جريدة اليوم وجدت عدة أشخاص ينتظرونني, وبعد جلوسي والتحدث معهم أخبروني بأنهم قد انضموا لأحد البرامج الخاصة بسعودة موظفي مكاتب الخدمات السياحية والذي كان يمول جزئياً من صندوق الموارد البشرية وبمساعدة وتنسيق من الهيئة العامة للسياحة والآثار, وقالوا إنهم قد قدموا للمنطقة الشرقية من مناطق مختلفة من المملكة, على أمل إيجاد عمل شريف يساعدهم على مصاعب الحياة, وحتى لقائي بهم في ذلك اليوم لم يستلموا أي أجور لمدة تجاوزت السبعة أشهر! بعد الاتصال بالشخص الذي اعتقد أنه المسئول عما وصلوا إليه (بسبب عدم المتابعة) من حالة مزرية وشرح ما شاهدت من معاناة, قال لي هل تريد مساعدتهم أو إظهار القضية إعلامياً فقط؟ قلت له الأهم بالنسبة لي هي المساعدة بتصحيح أوضاعهم أولاً وقبل كل شيء... قال لي: إذاً لا تتحدث عن شيء, وأعدك بأن حالهم سيتحول للأفضل, وبالفعل وفي خلال أسبوعين أو ثلاثة تم نقلهم لبرنامج آخر وحسب علمي فهم الآن موظفون رسميون في أحد مكاتب السياحة الرئيسية في الشرقية وهذا بفضل الله. هناك سؤال أتمنى الإجابة عليه.. هل ما زالت شركة السياحة الوهمية تتلقى الأموال من صندوق الموارد البشرية؟