في وقت حثت واشنطن، لندن الأحد على التخلي عن دعمها للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران وتوحيد جهودهما لمواجهة التهديد العالمي الذي تمثله طهران، كشفت الخارجية الأمريكية أن واشنطن تستهدف بعقوباتها 38 كيانا مرتبطا بإيران، داعية طهران لتغيير سلوكها. وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، نايثان تك في تصريح خاص ل«اليوم»: إن معظم الشركات العالمية أعلنت عن نيتها مغادرة السوق الإيراني، وهناك دول أخرى ستقلل من واردات النفط الخام مع احتمالية توقفها بالكامل، ونحن نحث مختلف الدول على اتخاذ خطوات مماثلة لنوضح للنظام الإيراني أنه لا يوجد خيار أمامه إلا بتغيير سلوكه الذي يهدد استقرار المنطقة. نايثان تك ترحيب أمريكي وأشار تك، إلى أن واشنطن ترحب بشراكة الدول التي تتفق معها في نفس النهج، مؤكداً مواصلتها الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الذي عانى طويلا، وهو الضحية الفعلية لسياسات النظام. وبين المتحدث الإقليمي بأن بلاده اتخذت إجراءات تقضي بإعادة فرض العقوبات المتعلقة بالمسائل النووية بشأن إيران والتي كانت قد رفعت بما يرتبط مع خطة العمل الشاملة المشتركة بالاتفاق النووي، التي كانت تعاني من خلل كبير في جوهرها وفشلت في ضمان سلامة الشعب الأمريكي وأمنه، وستستأنف المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية المتعلقة بالمسائل النووية في 5 نوفمبر المقبل، وتستهدف قطاع الطاقة الإيراني، بما في ذلك المعاملات المتعلقة بالنفط، وكذلك المعاملات التي تجريها المؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني. صفقة سيئة وفي السياق، لفت تك، أن الاتفاق النووي المشترك صفقة سيئة للغاية وقد فشل في تحقيق هدفه الأساسي المتمثل في سد مختلف الطرق المؤدية إلى قنبلة نووية إيرانية، وبالتالي أوصل شريانا حيويا من النقد إلى ديكتاتورية مجرمة استمرت في نشر العنف وسفك الدماء والفوضى. وأوضح أن التهديد الإيراني للولايات المتحدة وحلفائها مستمر من خلال دعمها للمنظمات الإرهابية والميليشيات في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز الأنظمة القمعية وزعزعة استقرار المنطقة وإساءة استخدام حقوق الإنسان لشعبها، الأمر الذي دعا الحكومة الأمريكية إلى الانسحاب من الاتفاق السابق بهدف حماية الأمن القومي وتطبيق أقصى ضغط اقتصادي على النظام الإيراني. دعوة بريطانيا وفي شأن قريب، دعا السفير الأمريكي في لندن، روبرت وود جونسون؛ الحكومة البريطانية لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقفه ضد إيران. وانفردت صحيفة «صنداي تلغراف» بنشر مقال لوود جونسون وخصصت تقريرها الافتتاحي في صدر صفحتها الأولى بخصوص الدعوة الامريكية إلى بريطانيا بالتخلي عن جيرانها الأوروبيين الذين مازالوا يدعمون الاتفاق النووي والانضمام إلى أمريكا التي وصفها بأنها «الحليف الأقرب» لها، لتطبيق العقوبات المشددة التي فرضها الرئيس الأمريكي على نظام إيران. ويضيف مقال الصحيفة: أن السفير الأمريكي وجه في مقاله انذارا واضحا للشركات البريطانية لوقف تعاملاتها مع إيران وإلا واجهت «عواقب خطيرة» في علاقاتها التجارية مع الولاياتالمتحدة. اقتراب «بريكست» وترى الصحيفة في المقال الافتتاحي الذي كرسته لهذه القضية أنه مع اقتراب الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حان الوقت لأن تنظر في الكيفية التي ستكون عليها سياستها الخارجية في المستقبل. وتضيف: أن رفض الحكومة البريطانية الالتحاق بإدارة ترامب في اتخاذ فعل حاسم ضد تهديدات إيران سيضعها في مسار صدام غير ضروري مع واشنطن، في وقت لا يمكن للبلاد تحمله. كما عدت الصحيفة تعليق السفير الأمريكي تحديا مباشرا لحكومة تيريزا ماي، بعد أيام من رفض أحد وزرئها صراحة الوقوف مع عقوبات ترامب على طهران واستمرار الالتزام بالاتفاق الذي وصفه الرئيس الامريكي ب«المعيب» وووصف الموقعين عليه ب«المجانين». وانتقد السفير الأمريكي، طهران لتمويلها «حروبا بالوكالة وأنشطة خبيثة» بدلا من الاستثمار في اقتصادها والعمل على تحقيق الرفاهية لشعبها، وقال: إن إيران تحتاج لإدخال تغييرات ملموسة وهيكلية لتتصرف كدولة طبيعية.