«قلعة تاروت» أحد المعالم التاريخية والتراثية المهمة في جزيرة تاروتبالقطيف، ورغم الأهمية التاريخية للقلعة الا أنه لم يتم الحفاظ عليها كأحد المعالم السياحية المهمة بالمنطقة، حيث توقفت عمليات الترميم والصيانة لها منذ حوالي 35 عاما، ومع الوقت بدأت تظهر العديد من التشققات مما يهدد بقاءها، وتعالت أصوات المهتمين والمختصين التي تطالب بضرورة حماية القلعة التي تم بناؤها عام 468ه. ووقفت «اليوم» أثناء جولة لها في القلعة على المشاكل التي تعانيها وأبرزها تصدع أبراجها مما يهدد بسقوطها، كما يلاحظ تساقط «اللياسة الطينية» الخارجية للقلعة، بالإضافة الى جفاف عين العودة التي تقع بداخلها. فيما طالب باحثون في الآثار بالشرقية بصيانتها وترميمها، للاستفادة منها كمعلم سياحي بارز بالشرقية. وحذر المؤرخ د. علي الدرورة، من انهيار قلعة جزيرة تاروت التاريخية، مشيرا الى أن التصدعات ضربت جدرانها نتيجة الإهمال الذي تتعرض له، وعدم صيانتها أو ترميمها منذ أكثر من 35 عاما، مطالباً بالتحرك الفوري لترميمها وحمايتها من الانهيار. وقال: أصبحت أجزاء من السور آيلة للسقوط نتيجة الإهمال وعدم الصيانة وعوامل التعرية التي مرت بها، مؤكدا أن القلعة ورغم أهميتها التاريخية ومعرفة العالم بها إلا أنها تحتاج إلى جهد كبير لتهيئتها لاستقبال السياح، موضحا أن قلعة تاروت كانت شاهدا حقيقيا على عراقة المنطقة الشرقية مطالبا بالاهتمام والعناية بها. ولفت الى ان القلعة بهرت الكثير من السياح داخليا وخارجيا من أمثال الباحث الأثري الدنماركي جفري بيبي الذي زار المنطقة وبهرته عندما شاهدها أول مرة من الطائرة، فقرر الذهاب بنفسه للمنطقة وأعجب بها كثيراً، كما بهرته الآثار القابعة تحت القلعة والتي تعود إلى أكثر من 5 آلاف عام. ولكنها الآن في حالة سيئة وتدلل بعض الشقوق والتصدعات فيها على أنها على وشك الانهيار ما لم تسرع الجهات المختصة إلى ترميمها وصيانتها. وقال عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف م. محمد الخباز: إن القلعة تعتبر من الأماكن ذات القيمة التاريخية المهمة، مشيرا الى انها الوحيدة في الخليج العربي التي ما زالت تحتفظ بشكلها القديم، مطالبا الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإيجاد البرامج العملية للمحافظة عليها وعمل الترميمات اللازمة للمكان فهي تكاد تنهار. وأشار الى ضرورة إعادة تأهيل القلعة والمباني القريبة منها لتكون عناصر جذب سياحية لأنها تبرز الطراز المعماري للمنطقة ويمكن الاستفادة منها لعمل فعاليات اجتماعية أو ثقافية ويمكن أن تكون اقتصادية عبر استثمارها. متمنيا ان تحظى قلعة تاروت باهتمام ومشاركة رجال الأعمال والمهتمين للنهوض بهذا المعلم السياحي الكبير المتمثل في قلعة تاروت. ولفت الباحث الاجتماعي جعفر العيد نظر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الى أن الخطر لا يزال قائما ويهدد القلعة بالانهيار والمتمثل بالجرح الكبير الذي بدا واضحا على أحد أبراجها بالإضافة الى التصدعات الداخلية، مضيفا: إن القلعة وعلى الرغم من «أهميتها التاريخية ومعرفة العالم بها» إلا أنها تحتاج إلى جهد كبير لتهيئتها لاستقبال السياح والمرتادين إليها. وبين ان قلعة تاروت مرت في فترة أوشكت فيها على السقوط إلا أنها رُممت وكان آخر ترميم لها من قبل «وزارة الآثار» عام 1984م. وقال الكاتب عبدالباري الدخيل إن القلعة بحاجة إلى إعادة تأهيل بالصيانة والترميم للاستفادة منها كمعلم سياحي، مضيفا أن القلعة والمناطق الأثرية بحاجة للاهتمام والعناية والتبني بفعالية من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال إيجاد البرامج والخطط الهادفة مثل وجود إدارة داخل القلعة أو بالقرب منها والاعتناء بالساحات المحيطة بالقلعة وجعلها متنزها تتوافر فيه الاستراحات والأرصفة والمقاعد ليصبح مهيأ لاستقبال الزوار والضيوف. وتساءل عن اسباب عدم الاستفادة من القلعة كأداة جذب سياحي بدلا من تسويرها وتطويقها وجعلها أماكن يرتادها سائحو المنطقة الشرقية التي تكتظ بالمعالم الأثرية الشامخة، لافتا الى أن إنشاء متحف عام بالقرب من القلعة الأثرية يجعل الجزيرة محل جذب لمواطني المنطقة وزوارها من الخارج. مطالبا بسرعة تطبيق نظام الآثار الصادر الذي يلزم الهيئة بالعناية بكل المناطق الأثرية، حيث ان النظام ينص على أن دائرة الآثار وحدها التي تقوم بذلك. وقال إن قلعة تاروت لم تلق أي اهتمام منذ أن توقفت أعمال الترميم التي كان من المفترض أن تعيدها قبل نحو 35 سنة، وقال «هل ننتظر 35 سنة أخرى كي نرى الترميم»؟