حذر باحثون متخصصون في مجال الآثار والتراث من انهيار قلعة تاروت التاريخية التي ظهر التصدع في بعض جدرانها الأساسية، مؤكدين أن ذلك حتمي إن استمر الحال من دون ترميمها، داعين لأهمية الوقوف عليها وتقييم الوضع ميدانياً وبشكل استثنائي وسريع. وذكر د. علي الدرورة عضو الجمعية التاريخية السعودية والباحث في شؤون التراث أن القلعة ستسقط وتنهار لا محالة إن لم يتم العمل على ترميمها، رافضاً أن يدلي بأي حديث حول ترميم قلعة تاروت، نظراً لأنه تعب من المطالبة بترميم القلعة على مدى 30 عاماً، مشدداً على أن مسألة الترميم هامة جداً، وبدونها يتفاقم وضع القلعة، فيما شدد مهتمون بشؤون الآثار والتاريخ في المنطقة على أن المطلوب ليس تسوير القلعة وتركها لتواجه عوامل الزمن والتعرية، بل المطلوب يكمن في الترميم. ووقفت "الرياض" أثناء جولة خارجية لها على القلعة على شقوق في جدران القلعة، ما ينذر بتهاوي أجزاء منها أو تحولها إلى منطقة آيلة للسقوط، وذكر سكان في المنطقة أن قاطني المنطقة يخشون على القلعة التاريخية من الانهيار كلياً أو جزئياً بسبب عدم ترميم المناطق المتصدعة، وتظهر تصدعات في داخل أحد الأبراج التي تشكل مبنى القلعة، وتشكل التصدعات التي تتمركز قرب جذوع النخل التي تربط أجزاء المبنى، ما عده خبراء في المباني القديمة علامات إنذار تستوجب التدخل السريع قبل تحقق أي انهيار للمعلم الأثري الأقدم في المنطقة الشرقية. إلى ذلك تشكل قلعة تاروت موقعاً تاريخياً وأثرياً مهماً، وتشير تقديرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن القلعة تم بناؤها بين عامي 1515م - 1521م، وأنها بُنيت وفق باحثين في مجال الآثار بهدف الحماية من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم، فيما يرى باحثون آخرون أن الغزاة البرتغاليين هم الذين بنوها لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم، إلاّ أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوال -البحرين الآن-. يشار إلى أن القلعة تتكون من أربعة أبراج، وفناؤها مستطيل وبها بئر عميقة يطلق عليها السكان عين القلعة، وكانت تزود المنطقة بالماء الجاري، كما أن القلعة تقع على تل مرتفع يشرف على كامل المنطقة، ما يمنحها موقعاً إستراتيجياً في ذلك العصر، ويجعلها حصناً منيعاً على الغزاة. التصدعات قد تتسبب في انهيار القلعة عين القلعة التاريخية