قام وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمس الخميس، بزيارة إلى جزيرة تاروت محافظة القطيف، بهدف درس تطوير قلعة تاروت الأثرية والمنطقة المحيطة فيها، التي تشمل عين العودة الأثرية والسوق الشعبية وبعض المنازل القديمة في منطقة الديرة. وجال الوفد الذي كان برئاسة نائب رئيس الهيئة لشؤون الآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان، برفقة أعضاء المجلس البلدي في محافظة القطيف، في المنطقة المحيطة في قلعة تاروت، للتعرف على معالمها التاريخية، ومناقشة سبل تطويرها، وإعادتها إلى صورتها التاريخية السابقة، وإجراء عمليات تطوير لها، بما يتناسب مع خطط الهيئة التنموية والسياحية. وأكد الغبان، أن عملية التطوير ستشمل"قلعة تاروت الأثرية، وعين العودة الأثرية، وربما أبعد من ذلك، إضافة إلى التنقيب عن الآثار الموجودة تحت الأرض، التي قد تكون مهمة جداً". وقال في تصريح إلى"الحياة":"نسعى أن نعطي الزائر كل مراحل تاريخ، التي مرت على الموقع". وأضاف"كان بالإمكان البدء الآن، في التنقيب الأثري في هذا الموقع، لولا الظروف الأسرية للشريك الأميركي في التنقيب". وإذ كانت قلعة تاروت تعرضت منذ فترة طويلة إلى إهمال، على رغم الوعود المتكررة من المسؤولين، فان الغبان قال:"إن هذا الموقع شهد الكثير من عمليات الترميم السابقة. وبذلت جهود معينة من قبل، لصيانة القلعة وتأهيلها، والآن جاء دور الهيئة لتأهيلها والمناطق المحيطة فيها، وتحويلها إلى مناطق تستقطب الزوار". وأكد ان موقع قلعة تاروت"ينال الصدارة في الاهتمام، لما له من عمق تاريخي، يمتد إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة. ومن هذا المنطلق"نحن هنا للبحث مع البلدية والمجلس البلدي، آفاق التعاون، لإبراز هذا الموقع، لينضم إلى منظومة من المواقع الأثرية المهمة على مستوى المملكة، التي توليها الهيئة كل الاهتمام والعناية". وحول إنشاء متحف أثري إلى جوار القلعة، كونها إحدى أهم المناطق الأثرية في الخليج العربي، قال:"هناك متحف المنطقة الشرقية الذي سيقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، في الواجهة البحرية في مدينة الدمام. وتصل مساحات العروض المتحفية فيه إلى ثمانية آلاف متر مربع. وسيكون لجزيرة تاروت نصيب الأسد في العروض الأثرية، إضافة إلى ان الموقع سيتحول إلى متحف موقع. وسيرى الزائر الآثار القائمة في الموقع، إضافة إلى عرض المواقع الموجودة"، مضيفاً ان المنطقة"مليئة بالآثار". وعن عملية التطوير قال:"ستكون شراكة مع جهات عدة، وأولى الخطوات ستكون ترميم انقاذي للقلعة، خصوصاً في الأجزاء السفلى، إضافة إلى تنظيف عين العودة، وإبراز الواجهة الرئيسة المُطلة على الشارع الرئيس، وإزالة بعض العناصر التي أدخلت على الموقع، التي تسببت في الحيلولة دون رؤية القلعة من بعض الجهات، إضافة إلى تطوير السوق الشعبية الموجودة في المكان. ولا زالت باقية ولكنها مُهملة حالياً". وأضاف"يمكن ان تساهم هذه السوق في جذب السياح السعوديين، خصوصاً ان تاروت تملك الكثير من المفردات التي يمكن ان تُسوق، إضافة إلى تطوير المقهى الشعبي، وربما يتم إنشاء مركز استقبال، خصوصاً ان الزائر يحتاج إلى مشاهدة فيلم قصير، لتعريف الزوار بالمكان. كما سيتم تركيب لوحات إرشادية، إضافة إلى تنفيذ أفلام وثائقية وملفات صوتية، سيتم توفيرها ووضعها ضمن برامج، بالتعاون مع الجهات الأخرى، خصوصاً أعضاء المجلس البلدي، الذين اجتهدوا ووضعوا تصوراً معيناً لتطوير موقع القلعة. ونعمل حالياً على ان يكون هذا التصور المبدئي متوافقاً مع متطلبات العمل في المواقع الأثرية". وذكر ان رؤية الهيئة تقوم على"تطوير جزيرة تاروت كافة، ليشمل البلدة القديمة. ويجب أن تكون هناك مخططات رئيسة، وفي حال البدء في جزء معين، لا بد ان يتوافق مع الأجزاء الأخرى". وعن موعد البدء في أعمال التطوير، قال الغبان:"نعتبر أنفسنا بدأنا من خلال هذه الزيارة اليوم، على رغم أننا قمنا بزيارة الموقع قبل شهر، إضافة إلى ان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، يرغب في زيارة الموقع. ونتمنى أن نعمل شيئاً قبل موعد هذه الزيارة، حتى تكون زيارته تدشيناً للمشروع". علي الغبان ووفد السياحة والآثار والمجلس البلدي خلال زيارتهم لقلعة تاروت أمس. حسين الرويعي "بلدي القطيف"يقدم دراسة لتطوير 16 ألف متر مربع في الموقع أعد المجلس البلدي في محافظة القطيف، مشروعاً لتطوير منطقة الديرة، المحيطة في قلعة تاروت. وتصل المساحة التي يغطيها المشروع إلى أكثر من 16 ألف متر مربع. وقدم المجلس تلك الدراسة في وقت سابق، إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقال عضو المجلس المهندس نبيه البراهيم، الذي أعد المشروع:"إنه يهدف إلى إبراز الجانب التاريخي للمكان، ويسعى إلى الجذب السياحي، وتنمية المنطقة الحاضنة لهذا الأثر التاريخي، واستثمار المنطقة سياحياً". وأضاف البراهيم، أن"عناصر المشروع تكمن في القلعة والمباني الأثرية وحمامها، وجميعها تقع في محيط يصل إلى 2500 متر مربع". وأبان أن الحمام"لم يتبق فيه سوى ماء ملوث، وكان هو مصدر المياه الوحيد في جزيرة تاروت"، مشيراً إلى ان جميع المباني الأثرية الطينية"تستحق إعادة تأهيل، لتكون عناصر جذب سياحية، لأنها تبرز الطراز المعماري للمنطقة، ويمكن الإفادة منها في إقامة فعاليات اجتماعية أو ثقافية، بل يمكن أن تكون اقتصادية، عبر استثمارها في إنشاء مطاعم وغيرها". وذكر أن المشروع"يشمل متحفاً وبانوراما، على مساحة 2900 متر مربع، يفترض ان يقام بالقرب من القلعة، ليتيح للزائر التعرف على تراث هذا المكان وحضارته. ويمكن ان تعرض البانوراما مراحل تطور المنطقة". كما اعتبر البستان المجاور للقلعة، الذي يقع على مساحة 5000 متر مربع،"عنصراً أساساً للمكون الجمالي للموقع، إذا ما استغل بشكل جيد لتعزيز موقعه السياحي". وأشار إلى وجود مواقع استثمارية على مساحة ألفي متر مربع، يمكن ان"تخصص لإقامة مطاعم، وأسواق شعبية، تحوي مشغولات شعبية. كما يمكن استغلال الأرض المحيطة في القلعة، لعمل مواقف تخدم المشروع. كما يحوي المخطط بركة مائية على مساحة 656 متراً مربعاً".