في كل مرة يكون العالم على موعد مع صرعة جديدة، تنتشر وتصبح حديث الركبان ومحط تقليد «الهبلان».. ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع «تحدي كيكي»، وكيكي؛ عبارة عن رقصة يؤديها الشخص ويتمايل فيها بعد ترجله من السيارة أثناء تحرّكها، على أنغام أغنية الكندي «درايك» ويقوم آخر بتصويره. بدأ التحدي مع قيام نجم عالمي اسمه «شيغي»، بنشر فيديو له أثناء الرقص على أنغام الأغنية عبر انستجرام، ليلقى الفيديو رواجاً واسعاً ويشاهده الملايين، ولينطلق معه «الكيكي». وانتشرت حمى «الكيكي» مثل النار في الهشيم، وباركها المشاهير، وفي غضون أيام انتقلت الحمى إلى العالم العربي وأبلى مواطنون ومشاهير «كيكاويون» عرب بلاءً حسناً في تنفيذ التحدي بحماس منقطع النظير؛ ليحتل فيديو هذا التحدي المرتبة الأولى على تويتر في السعودية، حيث قام العديد من النجوم والمشاهير بتطبيقه ونشره.. وتكاثر «الكيكاويون» في مصر وغيرها. تحدي «الكيكي» اتخذ منحى خطيراً بعد أن تعرض كثيرون لحوادث مرورية وإصابات بليغة أثناء الرقصة المستوردة، الأمر الذي حمل بعض الحكومات على إصدار تحذيرات لمواطنيها من التحدي في الطريق العام، فالإمارات حذرت سائقي السيارات من تقليد رقصة «كيكي»، ومصر فرضت غرامة مالية، وفي السعودية اعتبر «المرور» أن «كيكي» مخالفة تستوجب العقوبة. لا تظن -قارئي الكريم- أن «الكيكي والكيكاويين» موضوعهم جديد، هناك تحديات اجتاحت مجتمعاتنا قبل سنوات ومن أبرزها تحدي «دلو الثلج» ورقصة «البطريق».. ومع هبوب رياح «الكيكي» جاءت حركة «زوم».. والقائمة تطول وتطول..! مؤسف أن تظل مجتمعاتنا العربية في مهب الرياح الغربية كل ظاهرة وتحد سامج يلقى رواجاً هنا. وتثير رقصة «الكيكي» وأخواتها السابقات كرقصة البطريق أو اللاحقات ك «زوم» وما قد يستجد من جديد، تثير عدة تساؤلات الإجابة عنها ليست بالأمر الهين. وقد طرح موقع BBC أسئلة وترك للجمهور المشاركة والتفاعل معها، ومن ضمنها: * لماذا يقدم الشباب وغير الشباب بشكل جنوني على رقصة فيها مخاطرة بحياتهم وبأرواح مستعملي الطريق؟ هل هو الترفيه؟ هل هو الرغبة في الشهرة؟ * لم لا يبدع العرب في تحديات على مواقع التواصل نابعة من واقعهم المعاش بهدف نشر فنونهم وثقافاتهم وتقاليدهم بدل الاكتفاء بنسخ «التحديات» الغربية شكلا ومضموناً؟ * لماذا لقيت رقصة «كيكي» رواجاً في العالم العربي؟ * ما السبب وراء تهافت مشاهير عرب على تقليد نظرائهم الغربيين في تنفيذ «تحدٍ» ما؟ انتشار «الكيكي» وغيره له أسباب؛ كالفراغ، وهوس التقليد الأعمى لكل وافد وغريب، ولا ننسى تسويق القنوات الفضائية للحمقى، ومساهمة الناس من خلال نشرهم ومتابعتهم لكل شاردة وواردة في ظل ثورة التقنية، الأمر الذي جعل السفهاء يتسلقون ويصبحون مشاهير من خلال دعمنا ونشرنا سخافاتهم فجعلنا منهم نجوماً، افتقار المجتمع للقدوات الصالحة في الإعلام الجديد. وأخيراً.. ما يقع اليوم من تأثر بثقافات وافدة يأتي مصداقاً لقول نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله؛ اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟». ولكم تحياتي.