قال: لدي صديق سلبي جدًا وعينه كأنها عين الذبابة لا ترى إلا القاذورات والسلبيات، وهو حساس جدًا وكثير النقد وأفكر أن أتركه وأبتعد عنه على الرغم من أني حاولت أن أجعله شخصية إيجابية ولكني لم أنجح، فهل لديك وصفة اجتماعية ذكية في التعامل معه؟ قلت: قبل الجواب عن سؤالك لا بد أن نفرق بين شخصيتين، الأولى: الشخص السلبي الذي ليس لديه إحساس بالآخرين ولا يرى نفسه أنه سلبي، والثانية: الشخص السلبي الذي يقر بأخطائه ولديه الرغبة بالتغيير وقلبه طيب ولكنه مستمر بسلبيته، قال: أعتقد أن صاحبي من النوع الثاني وليس الأول ولكنه لا يستجيب لكلامي. قلت إذا كان من النوع الثاني فإنى أقترح عليك عدة خطوات ذكية تعملها معه، أولها: أن تكون مستمعا جيدا لما يقول حتى لو كان كلامه لا يعجبك أو كان سلبيا لكي تكسب محبته وثقته. ثانيا: اضبط انفعالك وأعصابك وراقب نفسك عندما يرى شيئا جميلا ولكنه لا يرى الجمال الذي فيه، في مثل هذه الحالات لا تعارض كلامه بل اطرح فكرتك والزاوية الجميلة التي أنت رأيتها ليتعلم كيف يرى الآخرون الإيجابيات والجمال، واضرب له الأمثلة بين فترة وأخرى في حياته ونفسه، وأحيانا بعض الناس يكونون سلبيين؛ بسبب ظرف صحي يعيشونه أو حالة نفسية يمرون بها أو تجربة بالحياة سابقة مروا بها، وأذكر امرأة تطلقت من رجل ظالم فقالت لي لا يوجد رجل مخلص في العالم وبعد سنتين تزوجت من رجل آخر فسمعتها تقول يا ليت كل الرجال مثل زوجي هذا، فالإنسان عبارة عن عدة تجارب وخبرات في الحياة شكلت نظرته للحياة وأحداثها. ثالثا: تعرف على ما الذي يسعده فاعمله له ستجده سعيدا، رابعا: لا مانع من سؤاله بين فترة وأخرى لو كانت علاقتك قوية معه ما الذي جعلك تغضب من هذا التصرف أو لماذا لم تر الجانب الإيجابي في الموضوع الفلاني، وتصارحه بما يؤذيك من سلوكه وتصرفاته، خامسا: احرص ألا ترد على كلامه السلبي ردا سريعا بل حاول أن تفكر مرتين وترد عليه مرة واحدة، فلا ترد عليه بنفس الطريقة التي يتكلم بها، ولا تفكر في تأديبه أو تربيته لأنه كبير وناضج، سادسا: في حالة لو تكرر في سلبيته ونظرته السوداوية عليك أن تبتعد منه قليلا وخذ مسافة حتى تكون أنت سعيدا فلا تتأثر بسلبيته، واعمل ما يسعدك وتعرف على أصدقاء آخرين ينظرون للحياة بنظرة إيجابية فتكون لديك محطة استراحة بين فترة وأخرى وخاصة إذا كان الشخص السلبي قريبا منك مثل أحد والديك أو زوج أو زميل عمل. سابعا: لو كنت أنت دائما تضحى من أجل إسعاده فلا يهمك ردة فعله لو كانت سلبية، ولكن حاول أن تكون طبيعيا معه ولا تكثر من التضحيات، قال: ولو كان هو من النوع الأول الذي لا يرى أنه سلبي أبدا، قلت: في هذه الحالة أرى الابتعاد عنه أو وضع مسافة طويلة بينك وبينه لو كان صديقا، وتطبيق الخطوات السبع لو كان قريبا، لأن في بعض الناس مهما حرصت على تغييرهم فإنهم يرفضون التغيير، ولهذا القرآن الكريم ذكر الشخصية السلبية بمسمى (كل) وهو الشخص الأكثر من سلبي، فالشخصية السلبية هو الشخص غير الفعال وينظر للأمور بطريقة تشاؤمية بينما (كل) معناها زيادة على ذلك أنه كسول وسلبي ولا يتكلم، قال تعالى «وضرب اللهُ مثلا رجُلينِ أحدُهُما أبكم لا يقدِرُ على شيءٍ وهُو كل على مولاهُ أينما يُوجِههُ لا يأتِ بِخيرٍ هل يستوِي هُو ومن يأمُرُ بِالعدلِ وهُو على صِراطٍ مُستقِيمٍ». قال: شكرا على هذه الخطوات الذكية في التعامل وسأجربها مع كل من أجده سلبيا من المقربين أو الأصدقاء ولكن المهم أن يكون لدي برنامجي الخاص والذي يسعدني.. وانتهى اللقاء.