تتجه الصين نحو توطيد علاقاتها بالاتحاد الأوروبي في ظل استمرار صراعها التجاري مع الولاياتالمتحدة، حيث عرضت تحسين فرص وصول الشركات الأجنبية إلى أسواقها والعمل مع الاتحاد الأوروبي على إصلاح منظمة التجارة العالمية. ويقول تقرير لصحيفة «وول ستريت جونال» الأمريكية: إن قادة الاتحاد الأوروبي والصين اتفقوا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما خلال قمتهم السنوية العشرين والتي عقدت في العاصمة الصينيةبكين مطلع الأسبوع الجاري. وينوه التقرير إلى أن بكين قدمت لقادة الاتحاد الأوروبي الكثير مما كانوا ينشدونه. كما اتفق الجانبان على إنشاء مجموعة عمل لبحث إصلاح منظمة التجارة العالمية، وأحرز الجانبان تقدمًا ملموسًا على صعيد إبرام معاهدة للاستثمار بينهما، وكذلك تعهدا بالتعاون نحو تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وتعهد رئيس مجلس الدولة الصيني «لي كه تشيانج» ورئيس الاتحاد الأوروبي «دونالد تاسك»، ورئيس المفوضية الأوروبية «جان كلود يونكر» في مؤتمر صحفي مشترك بدعم النظام التجاري العالمي. كما أصدر الجانبان للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات بيانًا حول بنود اتفاقهما. وتأتي القمة بعد يوم واحد من قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتسمية الاتحاد الأوروبي بأنه أكبر عدو للولايات المتحدة على مستوى العالم بسبب ما يفعلونه ببلاده في مجال التجارة، على حد قوله. ويقول التقرير إن قادة الاتحاد الأوروبي يشاطرون واشنطن العديد من الانتقادات التي توجهها لسياسات الصين التي تعتبرها تمييزية ضد الشركات الأجنبية. ويعتبر الاتحاد الأوروبي بدوله الثماني والعشرين ثاني أكبر شريك تجاري للصين بعد الولاياتالمتحدة وتبلغ قيمة الصادرات الصينية للتكتل الموحد نحو 375 مليار يورو. ودعا رئيس الاتحاد الأوروبي قادة الصينوالولاياتالمتحدة وروسيا للعمل معًا من أجل إصلاح منظمة التجارة العالمية. وعلى وجه التحديد تبني قواعد جديدة لمنظمة التجارة العالمية للتعامل مع الإعانات الحكومية وحماية حقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا بالإكراه وهي القضايا التي ينتقد الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالصين بشأنها. ويقول التقرير: إن بكين شاركته نفس الرؤية بضرورة إصلاح منظمة التجارة العالمية. وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني مجددًا تعهداته بزيادة فرص وصول الشركات الأجنبية إلى الأسواق الصينية وخفض التعريفات الجمركية على بعض السلع. ولكنه لم يقدم جدولًا زمنيًا بهذا الشأن مثلما لم يتطرق للإعانات الموجهة لبعض الصناعات. وكانت بكين قد كشفت النقاب في وقت سابق عن رغبتها في العمل على مراجعة أسس منظمة التجارة العالمية، وأنها ستقدم لها شكوى بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية. وفي المقابل اقترح قادة الاتحاد الأوروبي أن تبدي الصين مزيدًا من الجدية في معالجة الانتقادات الموجهة لسياساتها التجارية. وتحاول بكين بنشاط تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ولا سيما بعد تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن. وفي إشارة إلى استعداد بكين لتلبية الأولويات الأوروبية، أصدرت الصين والاتحاد الأوروبي أيضا بيانًا مشتركًا لدعم اتفاق باريس لتغير المناخ. ويؤكد التقرير امتناع زعماء الاتحاد الأوروبي عن توجيه انتقادات للصين بشأن حقوق الإنسان، ولكن تاسك قال إن الخلافات لا تزال قائمة. وأشار إلى أنه طرح قضايا فردية لحقوق الإنسان خلال القمة دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وفي الأسبوع الماضي، أفرجت بكين عن «ليو شيا» أرملة ليو شياوبو الحائز على جائزة نوبل للسلام، بعد ثماني سنوات من الإقامة الجبرية، وسمحت لها بالسفر إلى ألمانيا. واعتبرت هذه الخطوة الصينية بادرة حسن النية تجاه ألمانيا والاتحاد الأوروبي لضمان دعم القارة العجوز في صراعها مع الولاياتالمتحدة.