حينما تنطلق المنافسات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، فإن العديد من المقارنات والأرقام، وكذلك الذكريات تحضر كما العادة في أذهان عشاق اللعبة ومتابعيها، وبالأخص للقريبين منها كلاعبين ومدربين واعلاميين. وخلال مونديال 2018 بروسيا، كانت الأرقام والحسابات والذكريات تسابق بعضها البعض، فالعديد من الأرقام والعقد قد «كسرت»، في الوقت، الذي ما زالت الذكريات الايجابية منها والسلبية تتداول بين الجميع. أما الحسابات، فباتت الشغل الشاغل للجميع، حتى إن الكثيرين توقعوا أن تشهد النسخة الحالية تتويج بطل جديد، حيث إن نهائيات كأس العالم كانت تشهد منذ احراز البرازيل اللقب للمرة الأولى في العام (1958)، تتويج منتخب جديد كل (20) عاما، حيث توج المنتخب الأرجنتيني للمرة الأولى في العام (1978)م، كما حقق المنتخب الفرنسي اللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخه في العام (1998)م. وتبقى العقدة واحدة من أبرز سمات نهائيات كأس العالم، فالمنتخب الهولندي على سبيل المثال، عجز عن فك شفرة المباراة الختامية في ثلاث مناسبات مختلفة، رغم تقديمه لأداء فني رفيع كان كفيلا بقيادته للتتويج بالذهب. العقدة، قد تكون نفسية بالمقام الأول، حيث إن تضخيم الحدث اعلاميا، يساهم في ترسيخه بين اللاعبين والمحبين، لتستمر حينها المعاناة، لكن عقدة المونديال الروسي، كانت حقيقة لم يصنعها الاعلام، فقد كان ملعب كازان أرينا شاهدا على خروج (3) من أبرز المرشحين لتحقيق اللقب العالمي، وهم: ألمانيا، الأرجنتين، والبرازيل. وتمثلت البداية بحامل اللقب المنتخب الألماني، الذي تسببت خسارته على هذا الملعب أمام المنتخب الكوري الجنوبي، في مغادرتها للمونديال من الدور الأول. الأرجنتين هي الاخرى، ودعت مونديال روسيا من على نفس الملعب بخسارتها أمام فرنسا في الدور ثمن النهائي، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. ولم يشأ ملعب كازان أرينا، مغادرة النسخة الحالية من نهائيات كأس العالم، دون ترسيخ للعقدة، فقد كان شاهدا أيضا على رحيل المنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين لاحراز اللقب العالمي، من الدور ربع النهائي، عقب الخسارة أمام بلجيكا بهدفين مقابل هدف واحد، وهو ما قاد العشاق لإطلاق مسمى «مقبرة الكبار» على هذا الملعب