شهد عام 2014 مفارقات وأحدث كثيرة، كان من أهمها أن ألمانيا نجحت أخيرا في معانقة لقب كأس العالم لكرة القدم الذي عاندها لمدة 24 عاما، وتوجت به للمرة الرابعة في تاريخها بافضل طريقة ممكنة من خلال إحرازها لقب بطلة مونديال 2014 في معقل البرازيل "ماراكانا" وعلى حساب ألد أعدائها الأرجنتين بالفوز عليها 1-صفر بعد التمديد في المباراة النهائية. وتوجت ألمانيا باللقب المرموق لأول مرة خارج حدود القارة العجوز وعن جدارة واستحقاق، لأن المنتخب الذي يسحق برتغال كريستيانو رونالدو (4-صفر في الدور الأول) ثم تخطى البطلة السابقة فرنسا (1-صفر في ربع النهائي) قبل أن يذل البرازيل المضيفة ويلحق بها أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتها في العرس الكروي العالمي (7-1 في نصف النهائي) ثم تخطى أرجنتين ليونيل ميسي في النهائي يستحق اللقب والتقدير. منذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاما كما هذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي. وتألقت ألمانيا دفاعا وهجوما، إذ لم تتلق شباكها سوى أربعة أهداف في سبع مباريات، فيما سجلت 18 هدفا بينها خماسية للواعد مولر الذي رفع رصيده إلى عشرة أهداف في مشاركتين وهو إنجاز كبير للاعب لم يتجاوز ال25، ما يجعله مرشحا لتحطيم الرقم القياسي الذي خطفه "العجوز" كلوزه (36 عاما) من البرازيل ونجمها رونالدو في معقل الأخير بتسجيله ثنائية رفع بها رصيده إلى 16 هدفا في العرس العالمي. سقوط البرازيل عرفت البرازيل بالجمالية والإبداع والأسلوب الهجومي الرائع الذي صبغ منتخباتها بأقدام لاعبين أسطوريين مثل بيليه وجارينشا وجايرزينيو وليونيداس وريفيلينو مرورا بزيكو وسقراطيس وفالكاو وصولا إلى رونالدو وروماريو، لكن ما حصل في نصف نهائي المونديال ترك جرحا عميقا في قلب عشاقها الذين شاهدوها تنهي مشاركتها بهزيمة أمام هولندا (صفر-3) على المركز الثالث. نجحت البرازيل في استضافة النسخة ال20 من المونديال رغم الشكوك بسبب تأخر الأعمال في الملاعب والتظاهرات والاضرابات المطلبية، لكنها أخفقت على أرضية الملعب شر إخفاق بعدما تلقت أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم بخسارتها في الدور نصف النهائي 1-7 أمام ألمانيا التي ظهرت في هذه المباراة وكأنها البرازيل بأفضل حالاتها بفضل أسلوبها الهجومي السلس والقاتل في آن معا. سقطت البرازيل على أرضها للمرة الأولى منذ 39 عاما وكانت في بيلو هوريزونتي أيضا أمام البيرو 2-3 في نصف نهائي كأس كوبا أميركا، وتلقت أقسى هزيمة منذ سقوطها أمام الأوروجواي صفر-6 في عام 1920 في كوبا أميركا، واستقبلت شباكها خمسة أهداف للمرة الثانية في المونديال منذ عام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5. كانت نتيجة مباراة الدور نصف النهائي كارثية على البرازيل لأنها رفعت الأهداف التي دخلت شباكها في هذه النسخة إلى 11، أي أكثر بهدفين من أسوأ دفاع في البطولة (الكاميرون وأستراليا بتسعة أهداف)، فعادلت أكبر عدد أهداف يدخل شباكها في نسخة واحدة (1938)، وأصبحت أول مضيف يدخل شباكه هذا العدد من الأهداف، ثم أضافت ثلاثة أهداف أخرى في شباكها خلال مباراة المركز الثالث أمام هولندا، لتصبح أول منتخب منذ 1986 يدخل شباكه 14 هدفا أو أكثر (بلجيكا حينها واهتزت شباكها 15 مرة). إسبانيا.. خروج مذل باتت اإسبانيا رابع منتخب بطل يخرج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم إثر خسارتها أمام تشيلي صفر-2 في الجولة الثانية، وكانت الثانية على التوالي بعد الأولى أمام هولندا 1-5. وكان منتخب البرازيل أول بطل يخرج من الدور الأول وذلك عام 1966 في إنجلترا عندما خسر أمام البرتغال والمجر 1-3 وفاز على بلغاريا 2-صفر، بعد أن توج في النسخة السابقة في تشيلي. أما المنتخب الثاني فكان الفرنسي عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما خسر مباراتين أمام السنغال صفر-1 والدنمرك صفر-2 وتعادل في واحدة سلبا مع الأوروجواي من دون أن ينجح في تسجيل أي هدف. وانضم المنتخب الإيطالي إلى القائمة في المونديال الأخير في جنوب أفريقيا بتعادله مع الباراجواي ونيوزيلندا بنتيجة واحدة 1-1 وخسارته أمام سلوفاكيا 2-3. وكان المنتخب الإسباني يمني النفس في أن يصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ البرازيل عامي 1958 و1962، علما بأن إيطاليا كانت أول من حقق هذا الإنجاز عامي 1934 و1938 بقيادة مدربها الشهير فيتوريو بوتزو. خيبة وتألق في بلد شهد ميلاد الأسطورة بيليه وجارينشا والفينومينو رونالدو، كان من المتوقع أن يشهد المونديال البرازيلي قصصا جيدة للمهاجمين، ولكنه عرف أيضا خيبة أمل وخروجا مخيبا لأبرز النجوم على الكرة الأرضية في الوقت الحالي. البداية كانت مع صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي خرج خالي الوفاض من الدور الأول مع منتخب بلاده، والأمر ذاته مع واين روني وإنجلترا، وماريو بالوتيلي وإيطاليا، وإينييستا مع إسبانيا، في المقابل، خرج نيمار والسيليساو من دور الأربعة. وظهر وجهان جديدان في المونديال البرازيلي، الأول للنجم الواعد لكرة القدم الكولومبية خاميس رودريجيز، صاحب الوجه الطفولي الجميل الذي أبدع بمراوغاته وأهدافه الستة التي وضعته في صدارة لائحة الهدافين. الوجه الثاني كان صورة سيئة جدا يتعلق بعضة المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز لمدافع إيطاليا جورجيو كييليني في مباراتهما في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول وفرض الاتحاد الدولي أقسى عقوبة في تاريخ كأس العالم على "دراكولا" سواريز فأوقفه تسع مباريات ومنعه من أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة أربعة أشهر.