تحول احتجاج سلمي انطلق في مدينة «خرمشهر» الإيرانيةجنوب البلاد، إلى مظاهرة عنيفة أمس، بعد مواجهات بين رجال الشرطة ومتظاهرين إيرانيين، ما أسفر عن مقتل محتجين وجرح العشرات، في وقت تعهد فيه مسؤول أمريكي سابق بتقديم طغاة النظام إلى العدالة، لافتا إلى أن التغيير يقترب في إيران. سلوك طهران وقال رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية (اف.بي.أي) السابق، لويس فري، خلال کلمته في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية الذي عقد بباريس: إن رياح التغيير تتجه نحو إسقاط النظام، لافتا إلى ان سلوك طهران لم يتغير، وشدد على ذلك بقوله: دعمه للإرهاب لا يزال مستمرا. واضاف فري في كلمته قائلا: الشيء الوحيد الذي تغيّر هناك؛ هو مقاومة الشعب الايراني، وأکد على دعمهم لانتفاضة الإيرانيين ضد حكم الملالي؛ وقال موجها حديثه لرئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المعارضة، مريم رجوي: لديّ رسالة لك ولكل من يريد نيل الحرية في إيران نحن ندعمكم، لقد تأثرنا بشجاعتكم، مضيفا: سيتحقق التغيير الديمقراطي قريبا في إيران، وسيملأ مرتكبو هذه الجرائم المحاكم الدولية. واختتم كلمته مشددا: رسالتي الثانية موجهة للطغاة الذين يحكمون إيران، نمتلك القدرة على تقديمكم للعدالة. مريم رجوي احتجاجات خرمشهر إلى ذلك، وفي سياق مواجهات جرت ليل السبت الاحد بمدينة «خرمشهر» الواقعة جنوبإيران، استخدمت قوات نظام الملالي، الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الجموع، فيما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة ما أدى إلى تطور المواجهات بإطلاق الرصاص الحي عليهم، ليقتل إثره مواطن إيراني ويصاب عشرات الاشخاص. وحاول نظام الملالي تغطية جرائمه بنفي مقتل متظاهرين، بحسب ما زعم نائب محافظ خرمشهر ولي الله حياتي، بقوله: لم يقتل احد، ولكنّ ناشطين على مواقع التواصل أكدوا ان الشرطة قتلت متظاهرا واحدا خلال هذه الصدامات، فيما قال آخرون: إن القتلى أربعة. وتجمع نحو 500 شخص «معظمهم من الشباب» في ساحة المدينة لمطالبة السلطات بالتحرك لإصلاحات اقتصادية وتأمين مياه صالحة للشرب. وبعيد رد القوات الأمنية على الاحتجاج السلمي بالقنابل المسيلة للدموع، أضرم المحتجون النار في الساحة، لتبادلهم عناصر الشرطة والأمن بالرصاص الحي. اعتراف الملالي وتواجه طهران صعوبات اقتصادية منذ اشهر، وذلك إثر اعادة عقوبات واشنطن على نظامها بعيد انسحابها من الاتفاق النووي الذي وصفه الرئيس ترامب بالمعيب، فيما اعترف النظام أن العقوبات ليست السبب الرئيس في احتجاجات الشارع الإيراني. وفي خطاب بثه تليفزيون الملالي الرسمي الاحد، اقر النائب الاول للرئيس الايراني اسحق جهانجيري ان اعادة فرض العقوبات الامريكية التي علقت بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 الذي قررت الولاياتالمتحدة الانسحاب منه، ليست العامل الوحيد الذي يفسر احتجاجات الشارع الإيراني. واضاف ان الاقتصاد الايراني يعاني من «مشاكل» بينها الاعتماد المبالغ فيه على النفط وضعف القطاعين الخاص والمصرفي. وقال جهانجيري: إن إيران ستسمح للشركات الخاصة بتصدير النفط الخام من أجل المساعدة في التغلب على العقوبات الأمريكية. في غضون هذا، أشارت قائمة سرية إلى أن أكثر من 100 من بين 155 شخصا ألغيت جوازات سفرهم الصادرة من جزر القمر في يناير، كانوا إيرانيين. وفقا لتقرير خاص أوردته «رويترز». ضوء استخباراتي وفي سياق طرق الملالي الملتوية للالتفاف على العقوبات، أكد مصدر مطلع على عمليات شراء متنفذين ومقربين من سلطات النظام جوازات سفر افريقية، ذلك بقوله: إن الاستخبارات الإيرانية أعطت الضوء لبعض كبار الشخصيات الاقتصادية للحصول عليها لتسهيل سفرهم ومعاملاتهم المالية. ومن بين هؤلاء كبار المديرين التنفيذيين في شركات تعمل في الملاحة والنفط والغاز والعملات الأجنبية والمعادن النفيسة، التي تستهدفها عقوبات دولية مفروضة على النظام، فيما اشترى بعضهم أكثر من جواز سفر صادر من جزر القمر. وتتيح جوازات السفر الصادرة من جزر القمر إمكانية فتح إيرانيين لحسابات في بنوك أجنبية وتسجيل شركات في الخارج، وبالتالي الالتفاف على العقوبات الأمريكية، ولكن التقرير أوضح أن السلطات في جزر القمر قامت بتبادل المعلومات بشأن تلك الجوازات التي منحت لإيرانيين مع واشنطن عقب محادثات في مايو الماضي. مطلوبون للعدالة من بين الإيرانيين الذين اشتروا جوازات سفر من جزر القمر بينما كان نظامهم يتعرض لعقوبات، مجتبى محقي، أحد كبار مديري قطاع النفط الإيراني، إلى جانب رئيس شركة «كوفيح» للموانئ والخدمات البحرية، محمد صادق كوفيح، الذي يدير ميناء شاهد رجائي في بندر عباس، وهو المسؤول عن إدارة معظم حركة الحاويات الإيرانية. وايضا حصل حسين مختاري زنجاني على وثيقة سفر، وهو شخصية نافذة في قطاع الطاقة الإيراني، علاوة على محمد ضراب، تاجر الذهب الذي يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية، وسبق أن وجهت له محكمة أمريكية اتهامات في 2016 لاستخدامه النظام المالي هناك لإجراء معاملات بمئات الملايين من الدولارات لحساب حرس الملالي. وفي تأكيد على انتهاج حرس إيران طرقا عديدة لتأجيج النزاعات في سوريا والعراق، عبر عناصرها الإرهابية، قال مصدر أمني: إن أجهزة المخابرات تلقت تقارير عن أشخاص قُتلوا في ساحات المعارك بتلك البلدان في السنوات الأخيرة وكانوا يحملون جوازات سفر صادرة من الجزر. وقال دبلوماسي أمريكي ل«رويترز»: إن الولاياتالمتحدة تفرض حاليا إجراءات أكثر صرامة للتدقيق في حاملي جوازات سفر جزر القمر، وأضاف: إن السلطات الفرنسية تشعر أيضا بالقلق.