قتل 4 متظاهرين إيرانيين، مساء السبت، بينما جرح عدد آخر بنيران الحرس الثوري الذي هاجم تظاهرة ليلية بمدينة «درود»، الواقعة بمحافظة لورستان وسط البلاد، في اليوم الثالث من انتفاضة الإيرانيين المستمرة ضد النظام الحاكم، يأتي هذا في وقت حذر فيه الرئيس الأمريكي نظام إيران من أن «العالم يراقب». ونشرت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق تلغرام، بجانب موقع «بيك إيران» المعارض، مقطعا يظهر شبابا يهتفون «الموت لخامنئي»، وهم يحملون القتلى والجرحى الذين سقطوا برصاص حرس الملالي وميليشيات الباسيج التابعة لها. ولفت ناشطون تلقى أحد القتلى رصاصة مباشرة في قلبه. وفي السياق، عنونت صحيفة «آرمان» المحلية أمس، على صفحتها الأولى «جرس إنذار للجميع»، فيما برز انتقاد واضح من المرشح الخاسر أمام روحاني، ابراهيم رئيسي بقوله «إن الشعب يتعرض لضغوط». تأييد همداني في المقابل، أعلن المرجع الديني الإيراني في مدينة قم، نوري همداني، مساء السبت، دعمه للاحتجاجات الشعبية المنددة بغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية في البلاد. ونقلت وسائل إعلام عن همداني، الذي يعد من المؤيدين للنظام قوله «إن الناس يطالبون بحقهم ويجب علينا دعمهم»، داعيا الحكومة إلى العمل للحد من الفقر والبطالة وتجنب غضب الشعب. من جهته، حذر دونالد ترامب، طهران من أن «العالم يراقب» بعد أن هزت مظاهرات مناهضة للحكومة ست مدن إيرانية على الأقل الجمعة، وغرد ترامب على (تويتر)، مرددا بيانا سابقا للبيت الأبيض «هناك الكثير من التقارير بشأن مظاهرات سلمية لمواطنين إيرانيين سئموا من فساد النظام، وتبديد ثروة البلاد على تمويل الإرهاب في الخارج». وأضاف «الحكومة الإيرانية يتعين عليها أن تحترم حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في الإعراب عن آرائهم. العالم يراقب!». تصاعد واتساع ومع تصاعد واتساع الاحتجاجات المناهضة للنظام والمرشد، أغلقت السلطات شبكة قطارات طهران؛ منعا لتوسع نطاق التظاهرة. وفي الوقت ذاته، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات اليوم الثالث في مدن بينها طهران وشهركرد وكرمانشاه، حيث أوضح تسجيل مصور عشرات من المحتجين يزيلون صور المرشد بعد أن أعلنت الشرطة عبر مكبر للصوت أن أي تجمع يعد غير قانوني. وتجمع مئات الطلاب أمام جامعة طهران ورشقوا الشرطة بالحجارة، وأوضح تسجيل مصور تم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي الطلبة وهم يهتفون «الموت لحزب الله»، «الموت لخامنئي». واستخدمت الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين في مناطق الأهواز، وقامت بضرب العديد منهم بالهراوات، كما اعتقلت مجموعة كبيرة منهم، فيما أطلق المتظاهرون شعارات منددة بالمرشد خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. وقفة باريس بدورهم، نظم ابناء الجالية الإيرانية وجمعياتها وقفة احتجاجية أمس أمام سفارة نظام الملالي في باريس بساحة ايينا، للإعراب عن تضامنهم وجميع الأحرار مع مظاهرات أهالي مدينة مشهد، وسائر المدن الإيرانية المنتفضة. من جانبها، حيت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، مريم رجوي المتظاهرين وقالت «إن الانتفاضة العارمة اليوم تمثل ناقوس إسقاط دكتاتورية الملالي الفاسدة تماما وبزوغ الديموقراطية والعدالة والسلطة الشعبية». وأضافت «لا مستقبل لنظام الملالي، الرهان عليه محكوم عليه بالفشل، وحان الوقت لكي لا يربط المجتمع الدولي مصيره بهذا النظام، وأن يعترف بمقاومة الشعب الإيراني التي تعمل على إسقاطه». من جهته، قال رئيس لجنة شؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدثين في تصريح تلفزيوني «لقد ثبت يوم أمس واليوم مرة أخرى أن هذا النظام ضعيف وواهن للغاية وهو في طريق الزوال». واردف «الشعب الايراني، سرعان ما أدرك أن الحل الوحيد لهذه المشكلات والمسائل، هو اسقاط نظام الملالي». احتجاجات عامة وفي مدينة راشت الواقعة على بحر قزوين، شارك المئات في الاحتجاجات، بينما ردد المتظاهرون في مدينة حمدان بغرب البلاد «الموت للطغاة»، أما في مدينة قم، فقد هتف الشباب الموت ل«حزب الله»، وواصل المتظاهرون تظاهرتهم الاحتجاجية غير آبهين بتهديدات قائد قوى الأمن. وأغلقت القوات الأمنية الجسر الرئيس للمدينة، غير أن عددا من المواطنين عبروا النهر عبر الزوارق للانضمام إلى التظاهرة. وفي اصفهان، احتشد المواطنون في ساحة «انقلاب»، مع هتافهم ب«الموت للدكتاتور»، فيما داهمت وحدة مكافحة الشغب صفوف المتظاهرين واعتقلت عددا منهم. في غضون ذلك خرجت مدينة زاهدان بشعار «غادروا سوريا - فكروا فينا» في حين رفع أهالي مدينة قزوين هم الآخرون شعار «لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران»، تزامنا مع تجمع مئات الإيرانيين في مدينة ساري. إجراءات الشرطة ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن محسن حمداني مدير أمن محافظة طهران قوله: «ليس هناك ترخيص لاحتجاجات مثل ذلك»، مضيفا «إن الشرطة ستتخذ إجراءات صارمة إذا جرت احتجاجات على الرغم من ذلك». من جانبها، أدانت الولاياتالمتحدة الجمعة، «بشدة اعتقال متظاهرين سلميين في إيران». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت «إن القادة الإيرانيين حولوا دولة ثرية ذات تاريخ وثقافة غنية إلى دولة مارقة مستنفدة اقتصاديا صادراتها الرئيسة هي العنف وإراقة الدماء والفوضى». وتفيد التقارير بأن مظالم المتظاهرين شملت ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة وسياسات طهران في الشرق الأوسط. وتردد أن السلطات الإيرانية اعتقلت 50 شخصا بعد اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في ميدان الشهداء بمدينة مشهد. انتشار أمني كما انتشرت صور تظهر انتشارا مكثفا لقوى الأمن والشرطة ووحدات مكافحة الشغب في أنحاء مختلفة من العاصمة، وسط تحذيرات من السلطات بمواجهة المنتفضين. وكانت السلطات الإيرانية قد سيرت صباح السبت، مسيرات مؤيدة للنظام في العديد من المدن الإيرانية في ذكرى مظاهرات مماثلة نظمتها السلطات في 30 ديسمبر عام 2009 ضد الانتفاضة الخضراء المناهضة للنظام، التي قمعت بعنف دموي. في مقابل ذلك، تجمع العشرات من طلاب جامعة طهران، أمام مدخل الجامعة، وهم يهتفون: «لعبة الإصلاحيين والأصوليين قد انتهت»، وأفادت صفحات عبر مواقع التواصل وقنوات على تطبيق «تليجرام»، تغطي مظاهرات إيران، بخروج العشرات بمدينة كرج، جنوب العاصمة طهران. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر امتداد الاحتجاجات إلى مدينة شهركرد، وسط إيران، التي شهدت صدامات مع الشرطة، ومدينة كرمانشاه غربا، حيث ألقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على جموع المتظاهرين. من جهته، طالب وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، المواطنين الإيرانيين بعدم المشاركة في المظاهرات، وزعم أن التجمعات الاحتجاجية الأخيرة «غير قانونية»، وقال «إن الشرطة والقضاء حاولا عدم تحويل المظاهرات إلى قضية مثيرة للقلق». على حد ادعائه. طالبان في مواجهة الغاز المسيل للدموع (أ ف ب) طلاب يرفعون لافتة تندد بنظام إيران (أ ف ب) طالبة ترفع قبضتها وسط دخان الغاز المسيل للدموع في طهران (أ ف ب) متظاهرون يهتفون بسقوط النظام منددين بسياسته الخارجية (ا ف ب)