حيلة جديدة بدأ النظام السوري يتبعها لضمان بقاء الميليشيا الإيرانية في أراضيه، بطريقة تمنعها من الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية على الحدود، عبر تنكر أفرادها بالزي الرسمي للجنود السوريين لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، على حد ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بعددها أمس السبت. وتراقب إسرائيل -التي قالت إنها لا تسمح للقوات الموالية لإيران بالتمركز قرب حدودها- عن كثب، تحسبا لقيام النظام وحلفائه بهجوم عسكري على المسلحين في جنوب غرب سوريا، وقالت في تقريرها الذي عنونته بكلمة «عاجل»: إن قوافل عسكرية من مقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيا الأخرى المدعومة من إيران عادت إلى كل من محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب غرب سوريا بالقرب من هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، مرتدين الزي العسكري السوري وتحت لواء الأعلام السورية، حيث كشف أحد قادة جبهة المعارضة أن القوافل التي عادت كانت مجهزة بالصواريخ والقذائف. هويات جنود وقال أحمد عزام، القائد في جيش الخلاص المتمرد بالقنيطرة: «الميليشيا تغادر ثم تعود في حالة تمويه، حيث يغادرون في الزي العسكري لحزب الله، ويعودون في سيارات النظام السوري، مرتدين الزي العسكري النظامي» مضيفا: إن العديد من المقاتلين الأجانب من لبنانوإيران والعراق وأفغانستان حصلوا على بطاقات هوية سورية، بينما كشف قائد آخر أن الهوية السورية التي كانت تمنح للمقاتلين، تعود إلى رجال ماتوا في المعارك خلال السنوات الماضية. وأكد ضياء الحريري، وهو ناشط مناهض للنظام من درعا، أيضا، أن ميليشيا حزب الله وإيران عملوا لسنوات على ترسيخ أنفسهم في الجنوب السوري. وأضاف: «لا أعتقد أن إيران مستعدة للمغادرة من دون حرب بعد كل تلك الجهود المبذولة في الداخل السوري». مقتل قائد من جهة أخرى، أعلنت صفحات موالية لنظام بشار الأسد، السبت، مقتل اللواء علي الحسين، قائد الفرقة 11 في جيش النظام، في محافظة دير الزور. وفيما لم يتم الكشف عن كيفية مقتل قائد الفرقة المذكور، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في خبر له، أمس: إن مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، ما زالت تشهد اشتباكات بوتيرة عنيفة بين عناصر تنظيم داعش من جهة، وقوات نظام الأسد وميليشيا إيران وحزب الله اللبناني وميليشيا سورية وآسيوية وإيرانية من جهة أخرى. وأكد المرصد في تقريره أن المعارك المتواصلة بين الطرفين خلفت أكثر من 30 قتيلا لنظام الأسد، والميليشيا الموالية له، بينهم «قائد عسكري رفيع في قوات النظام». ليعرف لاحقا، السبت، أنه قائد الفرقة 11. وقائد الفرقة يُعين بقرار من رئيس النظام، ويأتي بعد قائد الفيلق مباشرة. ويعتبر من أعلى الرتب العسكرية الميدانية، في جيش النظام السوري. مذكرة توقيف وعلى صعيد ذي صلة، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن الادعاء الألماني أصدر مذكرة توقيف بحق اللواء جميل حسن، مدير المخابرات الجوية المقرب من الأسد، بتهم ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية. ونقلت المجلة عن مسؤولين أمنيين أن الادعاء على جميل حسن الذي يعد من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد، جاء لإشرافه على بعض من أفظع الجرائم التي ارتكبتها أجهزة المخابرات السورية، والتي شملت تعذيب واغتصاب وقتل مئات الأشخاص بين عامي 2011 و2013. وأضافت المجلة: إن اتهامات أخرى موجهة لحسن تشمل «إعدام معتقلين سياسيين دون محاكمة». وأفاد محام سوري يقيم في ألمانيا ويعمل لصالح المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان بأن السلطات أبلغت المركز بأمر الاعتقال. ووفقا ل«رويترز»، فقد ساعد المحامي السوري أنور البني المركز في رفع دعاوى جنائية ضد حسن وقواته نيابة عن سوريين في ألمانيا. وقال البني: «هذا انتصار للعدالة، انتصار للعدالة الألمانية أولا، كما أنه انتصار للشعب السوري الذي سيستعيد ثقته في العدالة. نتمنى أن تكون مذكرة التوقيف القادمة للأسد».