هددت الخلافات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اليوم الأول من القمة في كندا، وكان آخر مشاهدها هجوم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على الرئيس دونالد ترامب. وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق من اليوم أن ترامب لن يبقى حتى نهاية قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مقاطعة كيبك الكندية التي تستمر يومين، وذلك بعد مشاحنة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو حول التجارة. وفي أحدث تغريداته عبر موقع تويتر أمس، قال ترامب: إنه «يتطلع إلى تسوية الصفقات التجارية غير العادلة مع دول مجموعة السبع. وإذا لم يحدث ذلك، فإننا سوف نخرج حتى بشكل أفضل!». وقال هايكو ماس في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة الجمعة: إن هناك اختلافات «لم يعد بإمكاننا التغاضي عنها». واعتبر ماس رفض ترامب لاتفاقية حماية المناخ والاتفاق النووي مع إيران وفرضه لقيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم القادمة من الاتحاد الأوروبي قرارات منفردة تضر بأوروبا. وذكر ماس أن ترامب «لا يمانع في إحداث أضرار مباشرة بأوروبا». وأضاف ماس: «نحن نمر بتغيير بالغ المدى». موضحا أن ترامب يُعرض عن النظام المتعدد، ويتصرف على نحو منفرد وفقا للمصالح الأمريكية فقط، ويتبع سياسة فوقية تعلو فيها دولة على أخرى، وقال: «لا شيء من ذلك سيؤدي إلى عالم أفضل أو أكثر أمانا أو سلما». ومن المتوقع أن يلقى ترامب استقبالا فاترا في القمة بسبب الرسوم التجارية التي فرضها مؤخرا على حلفاء مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي. ووجه ماكرون وترودو انتقادات لترامب في الأيام الأخيرة، قائلين: إن الدول الصناعية الست الأخرى يمكن أن تتجنب ترامب. وكتب ماكرون في تغريدة عبر تويتر: «الرئيس الأمريكي قد لا يمانع في العزلة، ونحن أيضا لا نمانع في توقيع اتفاقية بين الدول الست إذا لزم الأمر»، مضيفا: إن هذه الدول أصبحت الآن تمثل «قوة دولية حقيقية». ووصف ترودو، في مقابلة حديثة مع قناة «إن بي سي» التلفزيونية، الرسوم التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم بأنها «مهينة» وذكر أن كندا «لن تخضع لأوامر». ورد ترامب بانتقاد ترودو وماكرون. من جانبه، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج عن أسفه إزاء الخلافات التي تحيط بالعلاقات عبر المحيط الأطلسي، بينما أشار إلى أن هذه الخلافات لم تضعف التحالف العسكري. وقال ستولتنبرج: «بالطبع، سيكون أفضل شيء هو أن نكون قادرين على حل تلك الخلافات بشأن التجارة، وإيران، والمناخ. لكن طالما بقيت هذه الخلافات دون حل، فإن مسؤوليتي الرئيسية هي التأكد من أن يكون حلف الناتو قويا ومتحدا، على الرغم من هذه الخلافات». وأضاف: «هذا بالتحديد ما نسعى للقيام بعمله». وفي تطور لاحق، أعرب ترامب عن رغبته في توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتضم روسيا مجددا. وقال ترامب أمس في واشنطن قبل توجهه إلى قمة المجموعة في كندا: «يتعين أن تكون روسيا على مائدة المفاوضات، لقد كانت في الماضي مجموعة الثماني، وينبغي أن تكون روسيا ضمنها مجددا». يذكر أنه تم استبعاد روسيا من مجموعة الثماني عقب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وبسبب عدم تغيير وضع القرم، فإن عودة روسيا إلى المجموعة لم تكن مطروحة للنقاش من قبل. وذكر ترامب أن المهمة الحالية هي تنظيم العالم، مضيفا: إن هناك حاجة لروسيا في ذلك، وقال: «لقد كنت أسوأ كابوس لروسيا، لكن ينبغي أن تكون روسيا في هذا الاجتماع».