رغم ما يشهده الاستثمار في قطاع المطاعم في الوقت الحالي من فرص مغرية مع انخفاض إيجارات المحلات وعروض تيسير الحصول على التجهيزات، إلا أن المختصين الاقتصاديين يرون أنه لدى راغبي الاستثمار مخاوف من ارتفاع تكلفة التشغيل، كما أنه لا بد من الحرص على الإدارة الناجحة واتباع الأساليب التسويقية المبتكرة، وكذلك استنساخ تجربة المطاعم الناجحة عالميا مثل مطاعم الهمبرجر ومحلات الآيسكريم عن طريق نظام «الفرنشايز» لضمان استمرار المشاريع. وقال أحد رواد الأعمال المستثمرين بقطاع المأكولات في المنطقة الشرقية سلطان المسعري: إن الوقت الحالي هو أفضل وقت للاستثمار بنشاط المأكولات والمشروبات؛ لأن إيجارات المحلات انخفضت عن السنوات السابقة بحوالي 50%، حتى أن أصحاب بعض المواقع أصبحوا يؤجرون عن طريق العروض؛ بحيث يمنحون المستأجر أول 3 شهور بالمجان والالتزام بعقد يصل إلى 5 سنوات بنفس السعر المتفق عليه وبدون أية زيادة، مما يساعد على تقليل التكاليف التشغيلية على المستثمر، حيث إن الاستثمار في المطاعم الذي كان يكلف 200 ألف ريال قبل عامين أصبح اليوم يكلف 150 ألف ريال أي بمعدل انخفاض يبلغ حوالي 30% نتيجة انخفاض إيجارات المواقع. وأشار المسعري إلى أن أغلب المستثمرين أصبح لديهم تخوف من الأعباء المتعلقة بتكلفة التشغيل وفي مقدمتها أعباء رسوم العمالة الأجنبية وارتفاع رواتب العمالة الوطنية، مضيفا: إن هناك توجها لدى بعض المطاعم للجوء لتوطين عمالتها باعتباره حلا أقل تكلفة من تحمل تكاليف رسوم العمالة الأجنبية وتجديد الإقامات وتذاكر الطيران وغيرها؛ من أجل تخفيض التكاليف التشغيلية. وأوضح المسعري أنه خلال هذا العام خرج العديد من المطاعم والمقاهي من السوق بسبب ضعف الإدارة وعدم الاهتمام بالتسويق، فكل محل يفتح يغلق مقابله مشروعان. من جهته أكد المختص الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني أن مشاريع قطاع الأغذية مثل المطاعم إذا لم تقم على آلية تشغيلية دقيقة وإبداع في التسويق يسهم في انتشارها كما انتشرت المطاعم الأجنبية العالمية بكل مكان فإنها لن تستطيع المنافسة، فهذه المطاعم الأجنبية تأتي إلينا بالأفكار المبتكرة التي نحن بحاجة ماسة إليها، وعلى سبيل المثال المطابخ والمطاعم الشعبية بحاجة للعمل بالآلات التي تمكن المستثمرين من الاستغناء عن العمالة في ظل عدم توفر مواطنين يعملون في المطاعم، موضحا أن أصغر مطعم يحتاج على الأقل 6 عمال تتوزع مهامهم بين الطبخ والتغليف والتنظيف والتجهيز، وهؤلاء كلهم مكلفون في ظل ارتفاع رسوم العمالة. وطالب رواد الأعمال الذين يرغبون في الاستثمار بقطاع الأغذية بضرورة مكننة مشاريعهم والاعتماد على تخصص في مجال معين، وملامسة التوجه العالمي إلى السرعة، حيث أصبحت الوجبات تأتي إلى المستهلك بعدما يطلبها ببضع دقائق، وكذلك الابتكار المستمر؛ لأن المستهلكين في يومنا هذا يبحثون عن الإبداع، مثل رسم الصور الشخصية على الآيسكريم والقهوة مثلما فعلت بعض المطاعم، ولهذا فإذا لم يكن هناك إبداع في قطاع المطاعم فإن المنافسة ستكون صعبة. وفيما يتعلق بوسائل ضمان نجاح مشاريع المأكولات مثل المطاعم والمخابز ومحلات الحلويات قال القحطاني: يجب الحرص على أعمدة التوازن لنجاح المشروعات وهي الإدارة الناجحة وامتلاك الإمدادات، بحيث يكون لدى المستثمر مصنع يغذي كافة الفروع التي يمتلكها، ويكون مستوى التشغيل على أعلى مستوى ويتسم بالجودة والسرعة، وكذلك التوجه إلى نظام «الفرنشايز» العالمي؛ لأنه سيساعد المستثمرين المحليين على التوسع والانتشار من خلال استنساخ خبرة ومنتجات المشاريع الناجحة عالميا مثل بعض مطاعم الهمبرجر ومحلات الآيسكريم بمقابل على المبيعات تبلغ نسبته 12%، وذلك نظير الاسم والنظام الممنوحين للمستثمر في المملكة، إضافة إلى استخدام الأتمتة الذكية في الحسابات والتشغيل وتبادل المعلومات.