ضيقت قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي الخناق على ميليشيات الانقلابيين في مدينة الحديدة الأربعاء، فيما كشف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون في أبريل الماضي على ناقلة نفط سعودية حصلوا عليه من إيران. وبتضييق قوات الشرعية الخناق على الانقلابيين، بات الجيش الوطني اليمني، على بعد 15 كيلومترا من مدينة الحديدة، مع استيلائه على أسلحة ثقيلة وصواريخ باليستية كانت بقبضة الحوثيين، فيما لا زالت المعارك تدور في محيط مطار المدينة. وعثرت القوات اليمنية، على صواريخ باليستية وأخرى مضادة للسفن تركها الحوثيون قبل فرارهم من مواقعهم بمديرية الدريهمي الساحلية المتاخمة لمدينة الحديدة. وأكد مصدر ميداني عثورهم على صاروخين باليستيين تركتهما الميليشيات، موضحا أن الحوثيين كانوا يستخدمون مديرية الدريهمي كنقطة انطلاق لشن هجمات صاروخية ضد الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، ولاستهداف المدنيين في المخا والخوخة. خلو الشوارع وشهدت شوارع الحديدة انسحابا مفاجئا للحوثيين من نقاطهم الأمنية تزامنا مع فرار مشرفيهم وقياداتهم إلى العاصمة المختطفة صنعاء. وقال شهود عيان أمس الأربعاء: إن مسلحين استهدفوا إحدى الدوريات العسكرية التابعة للحوثيين في الحديدة، وأوضح الشهود، أن عددا من العناصر الانقلابية أصيبت في الهجوم. ونفذت الميليشيات حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات من شباب مدينة الحديدة، وذلك بتهم «الخيانة والتآمر» والعمل مع قوات المقاومة اليمنية، التي اقتربت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة غربي اليمن. إلى ذلك، قالت مصادر في القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي: انهم استقدموا تعزيزات تمهيدا لبدء «عملية جديدة» لدخول الحديدة والسيطرة على مينائها، المهدد الاول للملاحة الدولية، وشريان الحياة الرئيس للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. وقال العقيد صادق دويد المتحدث الرسمي لقوات «المقاومة الوطنية»، أحد ثلاث قوى رئيسة مشاركة في العملية: ان هذه القوى تتعزز بقوات جديدة، ستشارك في استعادة مدينة الحديدة، وأضاف: في البدء سنعمل على قطع خطوط الامداد، خصوصا بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى بدون قتال. تأمين الملاحة من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في اتصال هاتفي مع محافظ الحديدة، الحسن طاهر أنه بتحرير ميناء المدينة ستتمكن القوات الحكومية من تأمين الملاحة الدولية وحفظ الأمن في المياه الدولية. وأضاف بن دغر: الحديدة باتت على موعد قريب للعودة إلى حضن الوطن، وحضن الدولة والجمهورية، ونحن نقف على أعتاب نصر جديد، داعيا سكان المحافظة، التي تعتبر مدينة الحديدة عاصمتها إلى رص الصفوف والتكاتف في مواجهة الميليشيا الحوثية التي باتت تفقد قواها كل يوم. وفي تعز، واصلت قوات الجيش الوطني اليمني في جبهة مقبنة غربي المحافظة تقدمها الميداني واستعادة السيطرة على مواقع جديدة من الميليشيا الانقلابية. وقالت مصادر ميدانية في تصريح لموقع «سبتمبر نت»: إن قوات الجيش الوطني احكمت السيطرة أمس، على تبتي البركنة وعسيلة بالقرب من منطقة الاخلود في جبهة مقبنة، كما تمكنت من تحرير واستعادة السيطرة على جبل العويد الاستراتيجي، الذي يطل على وادي الجسر ومفرق العيار ومنطقة البرح، وسط خسائر في صفوف الانقلابيين. صاروخ إيراني وعلى صعيد آخر، كشف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات الحوثي في أبريل الماضي على ناقلة نفط سعودية حصلت عليه من إيران. واعتبر ماتيس في تصريح للصحفيين أن تهديد الملاحة في البحر الأحمر كان جليا حين شُوهد كيف أصاب الصاروخ الذي أرسلته إيران ناقلة النفط. وعبر المجتمع الدولي، مرارا عن مخاوفه من استهداف الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر. وتعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم «حوثي إيراني» بالمياه الدولية قبالة ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الميليشيات، وفق ما أعلن سابقا، المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، العقيد تركي المالكي. وأوضح المالكي وقتها، أن محاولة الهجوم باءت بالفشل بعد تدخل إحدى سفن قوات التحالف، وشدد على أن هجوم الحوثي الإرهابي ومن يقف وراءه، يشكل تهديدا خطيرا لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر. وسبق أن أشار تقرير أممي عرض على مجلس الأمن الدولي في يناير الماضي، بأصابع الاتهام إلى إيران بالمسؤولية عن وصول صواريخ باليستية إلى الحوثيين خارقة بذلك حظرا دوليا بإرسال أسلحة إلى اليمن.