خلال جلسة متوترة في مجلس الشيوخ للموافقة على تعيين جينا هاسبل«61 عاما» مديرة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية، تليت قائمة من التحديات الأمنية القومية التي يمكن أن تواجهها كأول امرأة تتولى هذا المنصب. وعلى رأس هذه التحديات، العدوان الروسي، والطموحات الإيرانية في الشرق الاوسط، بالاضافة للتوسع العالمي المتزايد للصين، والهجمات الإلكترونية المدمرة والمميتة للجماعات الارهابية. لكن اعضاء مجلس الشيوخ ركزوا كل أسئلتهم حول السجون السرية بالخارج، التي تم فيها تعذيب المشتبهين بالإرهاب لانتزاع اعترافات منهم حول هجمات 11 سبتمبر2001. تقول صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»: إنه بعد موافقة الشيوخ على تعيين هاسبل، فإن ضباط المخابرات المركزية المحترفين سينطلقون من فصل مظلم في تاريخهم وتاريخ الولاياتالمتحدة إلى مجموعة من التهديدات والفرص عبر العالم. وتشارك وكالة الاستخبارات المركزية في مساعدة الرئيس ترامب للإعداد للقمة مع الزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة، حيث سيحاول إقناع الزعيم الكوري الشمالي بالتخلي عن أسلحته النووية. وقد حذرت المخابرات الكونغرس من محاولات روسيا للتدخل في السياسة الأمريكية خلال انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر، مثلما فعلت في الانتخابات الرئاسية عام 2016، لكن ترامب قلل من شأن هذه الاستنتاجات باعتبارها خدعة. ومن المنتظر أن تواجه هاسبل تحديات في البيت الابيض، ورغم أن ترامب دفع بقوة من أجل الموافقة على تعيينها، وأشار لها باعتزاز باسم جين، لكن من غير الواضح ما اذا كانت تستطيع إقامة نفس العلاقة الوثيقة مع الرئيس مثل سلفها مايك بومبيو. وقال مسؤول بالمخابرات رفض ذكر اسمه، إن هاسبل أقامت علاقات «محترمة» مع الرئيس خلال عملها نائبة لبومبيو خلال الستة عشر شهرا الماضية. لكن البيئة السياسية غير الاعتيادية في عصر ترامب، قد تكون عقبة أمام جاسوس مخضرم، اعتاد أكثرعلى تقييم الخصوم في الخارج، من الابحار فى التيارات السامة في واشنطن، وهاسبل هي أول ضابط عمليات تابع للسي آي إي يرتقي في الصفوف ليصل أعلى منصب في الوكالة خلال خمسة عقود. وكان ترامب مرتابا من مسؤولى الأمن القومي، واستهزأ علنا بوكالة الاستخبارات المركزية، لدرجة أنه قارنها بالنازية بعد الحديث عن وجود مزاعم بتدخل روسيا في الانتخابات. وتقول الصحيفة، إن الوضع يصبح أكثر تعقيدا عندما يتنازع ترامب مع وكالات الاستخبارات التي يسيطر عليها. وشهد التصويت لتثبيت هاسبل انقساما ومعركة ساخنة في مجلس الشيوخ، أعادت فتح الجدل في البلاد حول استخدام وكالة المخابرات المركزية للتعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر، لكنها وجدت دعما قويا من الجمهوريين. وهذه أول وظيفة عامة تتقلدها هاسبل التي تجيد التركية والروسية، في الوكالة بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل السري في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وفي مقر وكالة المخابرات المركزية في لانجلي بفرجينيا. ومن المتوقع أن تشدد هاسبل على بعض الأولويات مثل التدريب اللغوي الأفضل للنشطاء والمحللين، ونشر المزيد من ضباط الوكالة في الخارج لتجنيد عملاء، وجمع المعلومات الاستخبارية والتجسس. وقد أدت هاسبل اليمين القانونية أمام الرئيس ونائبه ووزير الخارجية، وامتدحها ترامب مرة أخرى.