تعتبر «الغبقة» من العادات والتقاليد القديمة المتأصلة في بلدة النابية بالمنطقة الشرقية، وذلك في شهر رمضان الكريم، وهي ولائم تقام لتجمع الأقارب أو الجيران والأصدقاء على مائدة واحدة، وهي تقليد اجتماعي ويحرص أهالي بلدة النابية على التمسك بها منذ القدم حيث يتم الاستعداد لها باكرا وذلك من أجل المحافظة على هذا الموروث الشعبي الاصيل، واستمرارها إلى الآن يعني المحافظة على موروث تاريخي عريق بمنطقة الخليج وتسعى العائلات الخليجية الى عدم انقطاعه، وتكون الغبقة بشكل دوري يتفق عليها المشاركون فيها مثل الاهل والاصدقاء ويحدد وقت ثابت لإقامتها كل ليلة وتتميز «الغبقة» بأكلاتها الشعبية. ويقول محمد عبيد الهاجري من أهالي بلدة النابية: يحرص الأهالي على استمرار هذه العادة الرمضانية للحفاظ عليها من الاندثار، فالبرغم من التطور وتغير الحياة الاجتماعية إلا أن «الغبقة» مازالت مستمرة على مستوى كبير وشامل في كل مجتمعات وأحياء بلدة النابية، لا سيما أنها ترتبط بشهر رمضان الكريم، حيث نجتمع على مائدة واحدة تتألف فيها القلوب وتقوى بها العلاقات الاجتماعية وتقرب العلاقات بين الجيران والأصدقاء، حيث التزاور بشكل يومي طوال الشهر ومن الملاحظ حرص الجميع على الحضور في هذا الاجتماع الاسري لتناول وجبة «الغبقة» وهذا ما يميزها عن باقي الموائد الرمضانية علاوة على تنوع ما يقدم بها من طعام شهي ومختلف من بيت الى بيت آخر، مضيفا إن وجبة «الغبقة» يدعى لها حتى غير المشتركين بها، ويضيف إنها تكسر روتين تناول الوجبات في بيت واحد مما يخفف عبء الطبخ على أهل البيوت، وقال: نحرص على تلبية الدعوة ل«الغبقة»، التي تأتي في وقت مناسب لدى الجميع حيث تقام بين الساعة العاشرة الى الثانية عشرة ليلا، ويؤكد الهاجري أن «الغبقة» الرمضانية موروثة عن الآباء والأجداد، متمنيا أن تستمر بجانب باقي التقاليد الرمضانية والموروثات الشعبية.