هاجم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز مرشح المعارضة الأبرز في الانتخابات الرئاسية المقبلة انريكي كابريليس رادونسكي خلال تجمع حاشد في مسقط رأسه بمدينة سابانيتا جنوب غرب البلاد. وشق شافيز طريقه وسط آلاف المؤيدين لحزبه اليساري، في المدينة التي تشكل المحطة الأولى من جولة على ست ولايات يقوم بها بمنزل متنقل قبل الانتخابات التي ستجرى الاحد المقبل، وقال شافيز «أحيي مدينتي العزيزة»، مشيرا بيده الى أشجار نمت منذ ان كان طفلا في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وهتف : «تحيا سابانيتا! تحيا الثورة!». وعلى هامش التجمع الذي احتشد فيه آلاف من أنصاره، صرح شافيز للصحفيين بأن «رجال الأعمال المهمين قدموا أموالا لحملته جاءت من الخارج من مافيات ومصرفيين فارين وتهريب المخدرات وغسل» الأموال، إلا أن شافيز لم يقدم أي تفاصيل تثبت صحة هذه الاتهامات، وتؤكد المعارضة ان ثمانين بالمائة من الأموال التي مولت حملة كابريليس جاءت من عمليات سحب يانصيب وتبرعات في الشارع وعلى الانترنت، وهي تتهم شافيز بأنه أساء استخدام أموال عامة في حملته لاعادة انتخابه، وخلال جولته في سابانيتا عاد شافيز الذي يؤكد انه شفي من مرض السرطان الى أسلوبه القديم وحيا جيرانه السابقين وأصدقاءه وأقرباءه وروى ذكريات من طفولته قطعها بالغناء في بعض الأحيان، وقال العسكري السابق البالغ من العمر 58 عاما : «عند منعطف شارع قريب من هنا ولدت». وأكد الرئيس الفنزويلي اليساري مجددا ان فوز كابريليس سيعني «عودة البرجوازية الكبيرة الى السلطة من جديد وعودة الفساد المعمم وعودة امبراطورية اليانكي» في اشارة الى الولاياتالمتحدة. من جهته، توجه كابريليس الى ولايتي امازوناس وبوليفار الجنوبيتين، بعد يوم على خطاب القاه في كراكاس بحضور عشرات الآلاف من مؤيديه، مؤكدا انه واثق من الفوز بأغلبية الأصوات، وقال كابريليس لصحفيين أجانب : «لا أعتقد انها ستكون منافسة حامية. أعتقد اننا نستطيع الفوز بفارق أكثر من مليون صوت»، وأضاف ان «الحكومة ستواجه صعوبة في الاعتراف بهزيمتها». كما القى شافيز خطابا آخر في مدينة سان كارلوس شمال غرب البلاد، وقال : إن «البرجوازية لديها خطط لزعزعة استقرار» البلاد وان «اليمين المتطرف ينوي عدم الاعتراف بانتصار الشعب». وفي نيويورك قال السفير الفنزويلي في الأممالمتحدة خورغي فاليرو، في الجمعية العامة : إن «الفئات المعادية للديمقراطية والمؤيدة للانقلاب المتحالفة مع مصالح قوى أجنبية تخطط لاستخدام العنف ورفض ارادة الشعب». وشهدت الحملة أعمال عنف السبت. فقد قتل اثنان من مؤيدي كابريليس بالرصاص وهما في طريقهما الى تجمع انتخابي في ولاية باريناس، وقد دعا رئيس منظمة الدول الامريكية خوسيه ميغيل اينسولزا الحكومة الى فتح تحقيق، لكنه عبر عن «تخوفه من امكانية تزايد حوادث العنف السياسي». وخلال جولته في سابانيتا عاد شافيز الذي يؤكد انه شفي من مرض السرطان، الى أسلوبه القديم وحيا جيرانه السابقين وأصدقاءه وأقرباءه وروى ذكريات من طفولته قطعها بالغناء في بعض الاحيان، وقال العسكري السابق البالغ من العمر 58 عاما «عند منعطف شارع قريب من هنا ولدت»، وعلى ايقاع الموسيقى، حاول مؤيدوه الاقتراب منه لمصافحته أو تسليمه رسائل صغيرة، وقالت خوانا دي سانخوان (60 عاما) : «إنه أفضل رئيس في تاريخ البلاد»، وأضافت انه «يهتم بالفقراء. اذا جاء رئيس آخر سينتهي الأمر وستصبح فنزويلا كارثة من جديد». وبعد 13 سنة في الحكم سيترشح شافيز الأحد المقبل لولاية ثالثة ليواصل قيادة بلد نجح في تقليص التفاوت الاجتماعي فيه بفضل العائدات النفطية، لكنه مازال يواجه تحديات كبيرة مثل العنف المزمن ونقص المساكن. ومازالت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الاقتراع لولاية جديدة من ست سنوات، لكن كابريليس تمكن من تقليص الفارق بينهما بمقدار النصف الى عشر نقاط، كما كشف آخر استطلاع للرأي.