الرياضة ليست معادلة كيميائية معقدة ، وليس لها أي علاقة بمتتالية فيبوناتشي الممّلة بل هي اسهل من كل ذلك .. وارقى من كل الفوضى التي تحيط بها .. الرياضة ابداع وفن ومهارة وامتاع وقبل ذلك هي هواية بسيطة نجح التطور المالي في تحويلها الى صناعة خطيرة جدا قل من استغلها بالشكل الصحيح . في المملكة .. تغيّرات كثيرة طرأت على الوسط الرياضي خلال السنوات القليلة الماضية .. تغيّرات في التعاطي مع القضايا الجوهرية .. وتغيّرات في فهم المفاهيم .. وايضا تغيّرات في التعامل مع الرياضة وأهدافها ، ومع كل تغيير يحدث تنِشأ معه معادلات مختلفة داخل الميادين وخارجها وهو ما تسبب في احداث هزة غير مسبوقة في عملية قيادة التوجه الرياضي . موسم يتلو الآخر .. وسنة تلي ما بعدها ونحن لا نعلم من يقود من ؟ ومن يسيطر على من ؟ ولذلك غاب التوجه وغاب معه الرأي العام وظلت الامور تسير على البركة .. كل ذلك يحدث ونحن مشغولون في التسابق نحو الخيبة التي كنا نعتقد انها المنجز حتى فشلنا فأصبحنا نقدم العربة على الحصان . على سبيل المثال .. نطالب بحضور ذهبي للمنتخبات الوطنية ونواصل في القسوة تجاه كل من له علاقة بهذه المنتخبات وفي الوقت ذاته ننسى او نتناسى ان هنالك خللا واضحا في التركيبة العامة وطريقة بناء هذه المنتخبات من الاساس ، ولا يجرؤ احد على انتقاد جهات اخرى بسبب تقصيرها في ضخ الاموال بقطاع الشباب والرياضة . في الاعلام الرياضي نتسابق لانتقاد كل من (نقوى عليه) بل ونقسو عمدا دون ان نفكر كيف ننتقد ولماذا وما هي المسببات !! بل لم نفكر في الامور الخارجة عن ارادة المؤسسة الرياضية الرسمية كتقصير وزارة المالية في ضخ الملايين لتشغيل واحد من اهم قطاعات الدولة واكثرها اهمية وحساسية . في الاعلام الرياضي نتسابق لانتقاد كل من (نقوى عليه) بل ونقسو عمدا دون ان نفكر كيف ننتقد ولماذا وما هي المسببات !! بل لم نفكر في الامور الخارجة عن ارادة المؤسسة الرياضية الرسمية كتقصير وزارة المالية في ضخ الملايين لتشغيل واحد من اهم قطاعات الدولة واكثرها اهمية وحساسية . المنابر الاعلامية انشغلت في التعصب وبث السموم والكراهية والعداء حتى اصبحت شريحة كبيرة جدا من المجتمع الرياضي تكره بعضها ولا تتقبل السماع الآخر مما انتج لدينا جيلا جاهلا لا يعرف كيف يحب ويشجع بعد ان اعتاد على الكره والحقد والتشنج في جميع امور الحياة .. وكل ذلك بسبب الرياضة !!! .
قلتها في السابق واكررها ثانية .. اعلامنا الرياضي انشغل على مدى 30 عاما في قضايا تافهة وغير مؤثرة لم تتجاوز الاربعة الكبار ومشاكل التحكيم التي لم ولن تنتهي بينما لم يفطن لقضايا اكثر اهمية كالميزانيات والمنشآت وانعدام الرقابة والتقصير المالي في دعم قطاع الشباب والرياضة والذي يمثل الشريحة الاكبر بالمجتمع السعودي . الرئيس العام لرعاية الشباب الامير نواف بن فيصل كان حاضرا وبقوة في التعاطي اليومي مع قضايا الرياضة ومن يطلع على الحساب الخاص لسموه على (تويتر) يلاحظ مدى التقارب بين المسئول والآخرين فالرئيس العام يطرح الحلول ويناقش ويتعمق في قضايا مهمة وحساسة دون تردد ولعل ما حدث قبل ايام من (سجال) بينه وبين احد الاعلاميين اقرب دليل لوجود الحوار بعد ان كنا نفتقده لسنوات طويلة جدا حتى وان لم يكن ذلك الحوار لائقا من قبل ذلك الزميل تجاه سمو الرئيس . الرياضة تخوض مرحلة مهمة جدا تتطلب المزيد من التكاتف والمزيد من الصراحة والشفافية ، ومثلما حضر نواف بن فيصل بوضوح وشفافية نتمنى من وزراء ومسئولين آخرين بالدولة حضورهم الاعلامي والاجابة عن تساؤلات الاعلام بخصوص الميزانيات والخطط الخاصة بالقطاع الرياضي ، هي امنية وقد تكون في المستقبل القريب امرا تتطلبه المرحلة . وعلى المحبة نلتقي .. @f_alshoshan [email protected]