مشاكل كثيرة وجروح غزيرة أتعبت جسد الرياضة السعودية وأودعته طريحا دون أن يجد ذلك الجسد من يسنده ويعتكز عليه للنهوض من جديد ، فالاعلام منشغل وكلٌ يغني على ليلاه ، وفي الوقت ذاته المشاركات الخارجية ليست على مايرام ، بينما تبقى مشكلة المنتخبات السعودية هي الأكبر والافجع والأكثر تعقيدا و احباطا . في كل مرة ومع كل سقوط جديد نتحدث عن حلول وقتية فقط ، فتارة تحتكم أراؤنا للتعصب والميول ، وتارة أخرى تحكمنا العاطفة تجاه أشخاص نحبهم ، ولذلك لم نكن نقوى على قول الحقيقة ، بل لم نعتقد في يوم من الأيام ان تلك ( التخبيصات ) التي كنا نقدمها ونطرحها هي من وسعّت الجراح وهي من ( غرّق الغرقان أكثر ) . الإعلام الرياضي الذي هاجمه الأمير نواف بن فيصل بعنف لم يكن سوى اعلام هش ، واستمد هشاشته من موقف الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه معظم القضايا والملفات المحيطة به ، ومن دقق في ميزانية الدولة الأخيرة على سبيل المثال سيتأكد ان الاعلام الرياضي السعودي اعلام ضعيف وهش ، بل انه اعلام غير مؤثر على مستوى الدولة ، فجميع القطاعات المختلفة كالصحة والتعليم وأمانات المناطق والبلديات شملتها مخصصات مالية بأسمائها الصريحة والوزارات التي تتبع لها ، بينما لم يكن هناك أمر واضح بخصوص الرئاسة العامة لرعاية الشباب أقول ( لرعاية الشباب ) وليس لرعاية الرياضيين ومحبي كرة القدم . اعلامنا وللأسف انشغل بالهلال والنصر ، وشطحات حسين عبدالغني ، ومشاكسات هيئة دوري المحترفين ، وتخبطات لجان المسابقات والانضباط والتحكيم ، وقفشات القناة الرياضيةاعلامنا وللأسف انشغل بالهلال والنصر ، وشطحات حسين عبدالغني ، ومشاكسات هيئة دوري المحترفين ، وتخبطات لجان المسابقات والانضباط والتحكيم ، وقفشات القناة الرياضية ، وغيرها من الأمور الفرعية ، ولم يتبن في يوم من الأيام قضية عامة تستحق ان تنال اهتمام الدولة والجهات ذات العلاقة كما تفعل الصحافة الاقتصادية والمحلية مع متطلبات المواطنين الأخرى والتي اجزم ان للاعلام دورا كبيرا في اقرارها . الإحصائيات الحديثة تقول ان نسبة الشباب هي الأكثر في التركيبة السكانية بالمملكة أي أن أكثر من نصف سكان السعودية هم من فئة الشباب ومع ذلك لم نشاهد مقرات تحتويهم من التسكع بالشوارع والأسواق ، ولا أماكن ترفيهية تحتضنهم وتبعدهم عن الافات والسموم والمخدرات، كما لم نشاهد اي بوادر من المؤسسة الشبابية الرياضية الرسمية لإقامة مشاريع تنموية في مجال اختصاصها ، ولذلك اختلط الحابل بالنابل وأصبح جهاز حكومي مهم كالرئاسة العامة لرعاية الشباب أشبه بما يقدمه الاتحاد السعودي لكرة القدم .. أي أن كرة القدم هي كل شيء في الأول والأخير . أعود للاعلام الرياضي المحترم ، فقد نتفق أحيانا مع الأمير نواف بن فيصل فيما قاله بحق الاعلام الرياضي خصوصا فيما يتعلق ( بالفوضى ) التي يعيشها هذا الاعلام ، ولكننا أيضا في الجانب الآخر نختلف معه في أمور كثيرة ، أهمها أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تقدم برامج شبابية حتى الآن بإمكانها أن تستحوذ على اهتمام الاعلام ، أي أن ما يحصل الآن في القنوات الفضائية وفي الصفحات الرياضية ما هو الا ملء للفراغ الذي أوجدته الرئاسة . في تصوري الشخصي أن العمل الرياضي بات يحتاج لجرأة ( مؤدبة ) وليست كجرأة ( ضيوف المقهى الشعبي ) ، وتتمثل هذه الجرأة في طرح الرؤى الصادقة في اعادة بناء الاتحادات الرياضية من جديد والتفريق بين عمل تلك الاتحادات مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمطالبة بتطبيق الانتخابات الحقيقية في تشكيل الاتحادات الجديدة وإعادة غربلة اللجان المختلفة بكل شفافية أمام الناس ، وقتها سيكون العمل ( على المكشوف ) وبإمكان الاعلام محاسبة المقصرين ، كما سيكون بإمكان المسئول الأول عن الرياضة السعودية محاسبة كل المتجاوزين في انتقاداتهم . وعلى المحبة نلتقي [email protected]