أجبر انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحديثة عددا كبيرا من الشركات والمصارف والمواقع الإعلامية على تغيير هيكلة وتصميم البنية التحتية لمواقعها باستخدام تقنيات برمجة وتصميم المواقع «HTML5» المتوافقة مع متصفحات الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الحديثة، ويشير الخبراء إلى أن فترة بداية انتشار مواقع الويب، أي في نهاية التسعينيات، كان مصممو واجهات الفلاش (Flash) للمواقع من أكثر الناس جنياً للمال، حيث يصل سعر عمل الواجهة الفلاشية الى ما بين خمسين ألفاً ومائة وخمسين ألف دولار للواجهة الواحدة، لكن سرعان ما خبت هالة الفلاش مقابل التصاميم المعتمدة على المعايير القياسية التي تستخدم لغات برمجية خفيفة على المتصفح وذات تأثيرات تعادل جمالية وقوة تقنيات الفلاش، المواقع الكبرى مثل خطوط الطيران والبنوك توجهت إلى عمل نسخة من مواقعها للعمل على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للتسهل على العميل إتمام معاملاته في أي وقت وأي مكان. إضافة إلى توفير تقنيات تمكن المبرمج من بناء تطبيقات تفاعلية متميزة بشكل أقوى يتماشى مع جميع أنواع المتصفحات المتوافرة في الأجهزة وأنظمة التشغيل المختلفة، وقال الخبير التقني سعيد العمودي : «إن العوامل التي ساعدت على انتشار استخدام (HTML 5) في تطوير مواقع الويب هو ظهور أجهزة لوحية وهواتف لا تتوافق متصفحاتها وأنظمة تشغيلها مع تقنيات الفلاش مثل الايباد والايفون ما يضطر مصمم مواقع الويب للبحث عن تقنيات أخرى تساعده في عرض محتويات موقعه بالشكل الذي يريده عبرها. وأضاف أن المواقع الكبرى مثل خطوط الطيران والبنوك توجهت إلى عمل نسخة من مواقعها للعمل على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لتسهل على العميل إتمام معاملاته في أي وقت وأي مكان ولكسب أكبر عدد ممكن من العملاء، ما رشح لغة (HTML 5)، التي تعتبر حلا برمجيا يعمل على أي نظام كان وبمختلف المتصفحات الحديثة، وهو ما جعلها تتربع على عرش لغات تطوير مواقع الويب». من جانبها، أشارت مصممة المواقع أروى بايعشوت إلى أن لغة «HTML5 « عبارة عن النسخة المطورة والمبسطة للغة «HTML « التقليدية التي امتازت عنها بشكل أساس بدعمها ملفات الوسائط المتعددة مثل الصوتيات (AUDIO ) والفيديو (VIDEO) من خلال إضافة بعض الإشارات الجديدة التي تدعم عرض هذه الملفات، ومع تطور الويب واختلاف أذواق المصممين والمطورين وتنوع وسائل استخدام الانترنت أصبحت الحاجة الى إنشاء لغة جديدة مساعدة لإظهار جمالية صفحات المواقع الالكترونية ضرورية، ومن هذا المنطلق أتت لغة «CSS « التي بدأت صفحات الانترنت من خلالها الاهتمام بالجانبين الجمالي والإخراجي بشكل كبير، وأضافت أن أغلب المتصفحات الجديدة أصبحت الآن تعتمد على «HTML5 « كمعيار لها ومقياس على نجاح الموقع الالكتروني من حيث دعمها جميع العناصر الممكن استخدامها من قبل المستخدم أو المطور. كما تمتاز لغة «HTML5 « بأنها تغني المستخدم عن استخدام مشغلات الفلاش المختلفة التي لا يدعمها أغلب الأجهزة الذكية الحديثة، لذلك كان من الضروري إيجاد البديل، لكن بنفس الجودة والأداء، ونجحت «HTML5 « في اجتياز هذا الدعم وأصبحت تستخدم كبديل عن مشغل الفلاش في أغلب المواقع والتطبيقات، وقالت : «لقد تأثرت المواقع الالكترونية بصيغة الفلاش كونها تحتاج في بعض الأحيان الى اتصال سريع نوعا ما، إضافة إلى عدم دعم هذا النوع من المواقع للأرشفة الالكترونية ما قد يؤثر على ترتيب ملفات الموقع. أما المواقع القائمة على تقنيات «HTML5 « فهي تستفيد من العامل الجمالي لترتيب ملفات الموقع وتقسيم صفحة الويب، إضافة الى سهولة الأرشفة الالكترونية للموقع. كما امتازت بصغر حجم الملفات التي تكون عادة مرفوعة على سيرفر الموقع». وأكدت أن لغة « HTML5» لم تقتصر على تصميم المواقع فحسب، بل بدأت شركات الألعاب الفلاشية استخدامها في منتجاتهم مثل لعبة «Angry Beards « الشهيرة، إذ قامت الشركة بإعادة بنائها ليتمكن المستخدمون من تشغيلها عبر متصفحات الإنترنت الخاصة بأجهزتهم عبر برمجتها باستخدام « HTML5» بشكل كامل، وتعتبر أول لعبة من نوعها في استخدام هذه التقنية، إضافة إلى أن العمل بتقنياتها يتطلب جهدا أكبر في تصغير حجم الملفات المستخدمة بواسطة ضغط الملفات، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار مراعاة جودة الموقع، وسرعة اتصال الموقع على الانترنت، وبناء الموقع وفقا لقواعد العالمية من منظمات الويب مثل»W3C «. وفي سياق متصل أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة « IDC» وشركة «appcelerator» عن طريق استطلاع رأي 2173 من مطوري تطبيقات الهواتف الذكية أن أولوياتهم وخططهم وتوقعاتهم ركزت على تطبيق نظم ل « HTML5«. وكشفت الدراسة أن التطبيقات المبنية عبر «HTML5 « سوف تلعب دوراً متناميا تصاعديا خلال العام الجاري، حيث قال 79 بالمائة من المطورين إنهم سوف يدمجون بعض تقنيات «HTML5 « في تطبيقاتهم هذا العام، لكن 6 بالمائة منهم فقط سوف يطورون تطبيقات المتصفح المبنية عبر تطبيقات « HTML5 « فقط.