اعتبر الناقد د.عبد الله الغذامي أن المثقف العربي» التقليدي» الذي كان قبل ثورات الربيع العربي لم يعد قائما بعد جملة التغييرات التي حققها الفعل الشعبي العربي ، جاء ذلك في حوار نشرته الأهرام المصرية امس، حيث قال الغذامي:»المثقف الذي كان موجودا قبل25 يناير في المؤسسات وفي الإعلام وعلى أغلفة الكتب, لم يعد قائما الآن, وهو الذي أسميه بالمثقف التقليدي تجاوبا مع ما كنت قلته عام2004 في كتابي الثقافة التليفزيونية عن سقوط النخبة وبروز الشعبي. كنت أقولها على المستوى النظري والبحثي واستقراء المتغير الثقافي تبعا لثورة وسائل الإعلام الحديثة» وأضاف الغذامي: إن ثمة رمزية ثقافية اكتسبها الشعب العربي من خلال فاعليته في ثورات الربيع العربي مما جعل للعرب عناوين صدارة كما للأمم الأخرى . وكشف الغذامي عن مبعث الخوف الذي يحمله الربيع العربي بقوله» الربيع العربي مخيف, لأنه فاعل وإيجابي ومؤثر ويحرك الصخور ويزحزح الجبال, فهذه رمزية ثقافية ليست عادية الآن في العواصم العربية وفي الدوائر الثقافية العالمية تتردد بمعنى عال وكبير» وحول رأيه فيما اذا كانت وزارتا الثقافة والإعلام هما من علامات الفكر التسلطي، قال الغذامي»الذي أقوله إنهما لا معنى لهما, .. ويكفي أن نأخذ مثالا من تويتر, أنت في تويتر رئيس جمهورية ووزير ثقافة ووزير إعلام, وأنت رقيب ولا أحد له سلطان عليك» وفي اجابته عن سؤال: كيف ترى المثقفين الذين عارضوا الثورة ثم تحولوا إلى ثوار بعد نجاحها؟ قال: سيحدث هذا باستمرار لأن الإنسان لا يستسلم, ولا يسلم بضياع كرسيه, ويحاول العودة إليه على مستوى الشعور السيكولوجي, ولن ترى شخصا يقول إنني آثم وملوث, فخذوا كرسيي, وطهروه واستخدموه من جديد. هذا نوع ملائكي ليس موجودا بكل تأكيد, فمن الطبيعي أن يظهر أقوام يدمجون أنفسهم مع الحادثة, وكما كان البعض يتماهي مع الأنظمة القديمة, مع عدم إيمانه بأفعالها, فإنه أيضا سيتماهى مع التغييرات الجديدة مع عدم إيمانه بها أيضا. ولو جرى تغيير المتغير, فسيتغير هو بالدرجة الثالثة أيضا.