سألني أحد أصدقائي قائلا : أريد الاشتراك في إحدى الشبكات الاجتماعية، فهل أختار الفيسبوك أم تويتر ؟ وهل أضع معلومات حقيقية كاسمي وصورتي أم أخفيها ؟! فسألته : هل بإمكاني أن أختار لك بيتك أو عملك ؟ فقال: لا. فقلت له: لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية تطغى على ما كان يعرف في علم الاجتماع باسم (المكان الثالث) أي المكان الذي يلجأ إليه الإنسان بعد مكانه الأول وهو البيت، أصبحت الشبكات الاجتماعية تطغى على ما كان يعرف في علم الاجتماع باسم (المكان الثالث) أي المكان الذي يلجأ إليه الإنسان بعد مكانه الأول وهو البيت، ومكانه الثاني (العمل أو الجامعة). ومكانه الثاني (العمل أو الجامعة) إلا أن ذلك يعتمد على هدفك من الاشتراك فيها، فلكل منها هدف واستخدام مختلف عن الآخر فشبكة «فيسبوك» عادة تستخدم في إبراز الجوانب المرئية مثل نشر ومشاركة الصور الشخصية الفيديو. كما توفر الكثير من أدوات التسلية كالألعاب والمحادثات المباشرة، وقد تكون مكانا للثرثرة الزائدة. أما «تويتر» فلا يحتوي على كثير من هذه الخدمات، ويمكنك استنباط ذلك من الاسم، حيث لا مجال فيه للكلام الكثير، فكل ما عليك أن تفعله هو أن تغرد تغريدات تخلو من الثرثرة أو الكلام الزائد، لأن التغريدة في «تويتر» لا تستوعب أكثر من 140 حرفا، وكل ما ستبرزه هو أفكارك ونقاشاتك. وحول إخفاء شخصيتك، فهذا ما ستحدده بنفسك سواء هنا أم هناك، لكن عليك بسؤال نفسك ما إذا كانت معلوماتك أو صورك أو تغريداتك ونقاشاتك في الفيسبوك أو تويتر ستشكل عائقاً أمام حياتك الشخصية؟ مثل فرص العمل أو الزواج أو العلاقة مع الأصدقاء، لكن بإمكانك التحكم في درجة الخصوصية وعدم جعل ملفك الشخصي ظاهرا لأي شخص، فهناك خيارات للخصوصية يمكنك تحديدها للآخرين. كما أنك لست مجبرا على إضافة أشخاص لا تعرفهم. في نظري لا شيء يجبرك على أن تدخل العالم الرقمي باسمك الحقيقي، إن كنت لا تريد ذلك، ففي العالم الرقمي يمكن أن تكون لك هوية أخرى، أنت من يحددها، وهذا لا يعني أن كل من اختبأ خلف هوية رقمية يحاول الهروب عن هويته الحقيقية، فهذه هوية وتلك هوية أخرى، وكل له أسبابه الخاصة سواء في إخفاء المعلومات أو إظهارها، لكن أقول: لا تفعل شيئا في السر تخشاه في العلن. فبعض مستخدمي المواقع الاجتماعية يسيؤون استخدام هذه المواقع، دون ملاحظة الغرض من استخدامها، فهي وسيلة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والتعرف على آخر أخبارهم. وفي النهاية لا أستطيع إلا أن أكون حياديا بينهما، وأقول لمن أراد الترفيه والتسلية والتواصل مع الأصدقاء والألعاب: اذهب لموقع الفيسبوك، ومن أراد الأخبار والمعلومات وتبادل الأفكار والزيادة الثقافية ليذهب لموقع تويتر، وأترك الخيار لك في إظهار هويتك أو إخفائها. Ahmad_Bayouni@ : تويتر