في 2006 كانت الانطلاقة الأولى لموقع التواصل الاجتماعي تويتر، وفي 2008 بدأ انتشار الموقع في المملكة تحديداً، وفي 2011 كان تويتر الوسيلة الأولى لنقل أخبار الثورات العربية، والعامل المشترك في كل هذا أن من أنشأ الموقع من الشباب، ومن استخدمه هم أيضاً من الشباب، أما الآن فتويتر يكتظ بكل أطياف المجتمع، وبكل الأعمار. ضجيج الشبكات الاجتماعية والذي أفقد الشباب شيئاً من خصوصيتهم، وجمع كافة المجتمعات في مكان افتراضي واحد، يتيح للمتصفح التنزه في عقول البشر، ومعرفة الخبر لحظة وقوعه، شغل العقول وأشغل الأذهان، حتى غدا هناك من لا يستطيع الاستغناء عن حرية الشبكات الاجتماعية، حتى لو استغنى عن خصوصيته، فضاق المكان بما رحب، وأصبح البحث عن الخصوصية فيه ضرباً من الخيال. بعد زهاء الخمس سنوات من بدأ تويتر، وبعد أن تحول إلى الوسيلة الأولى والرئيسية لبث أخبار المجتمع بكافة أطيافه، بدأ المستخدمون الأوائل للتويتر، والذين شغلهم منذ انطلاقته الأولى يبحثون عن مكان آخر لينشروا فيه إبداعاتهم، ويحافظوا فيه على خصوصيتهم من الانتهاك المباشر من متصفحي الإنترنت، وبعيداً عن الضجيج الذي امتلأت به جنبات تويتر، وهروباً من إسقاطات السياسة، وجدوا المتنفس الحقيقي لهم في الشبكة الاجتماعية التي تحمل اسم (Path)، وتعني المسار، وهي ترسم مسار يومك، أو بالأحرى كيف يكون اليوم منذ أن تستيقظ صباحاً وإلى أن يزور عيناك النوم. الشبكة الاجتماعية (Path) والتي تعمل فقط من خلال الهواتف الذكية، وعن طريق الويب فقط، تستطيع من خلالها مشاهدة حالة صديقك إن سمح لك بذلك، ولا يستطيع أحد أن يرى محتويات الجزء الخاص بك على الشبكة إلا الحصول على الإذن منك، وبعد السماح له بأن يكون صديقك. منحت شبكة (Path) الاجتماعية متصفح الإنترنت خصوصية من نوع فريد ينتقي فيها صداقته، بل ويقيده (Path) بعدد معين من الصداقات لا يتجاوز (150) صديق، ويتيح لك إمكانية إيقاف التشارك في المعلومة مع أحدهم في أي وقت تشاء، بل ويمكنك من تصفح الجزء الخاص بمن يريد متابعتك قبل أن توافق عليه، لتتمكن من معرفة تفكيره، ومدى مناسبة صداقته لك. يحتوي (Path) على هجين رائع من الخصائص الموجودة في الشبكات الأخرى، فهو يأخذ من شبكة (انستقرام) الاجتماعية إمكانية مشاركة الصور، ومن شبكة (قوالا) والتي أقفلت موقعها مؤخراً وشبكة (فورسكوير) إمكانية تحديد المكان الذي تتواجد به على خريطة إلكترونية في الموقع، وتغريده (تويتر) يطلق عليها مسمى (فكرة) ويتيح لك المجال أن تكتب فيها أكثر من (140) حرفاً، بل وترفق مع (الفكرة) صورة، أو تتشارك (الفكرة) مع شخص آخر من قائمة الأصدقاء، ويضيف على هذه الخصائص إمكانية مشاركة الأصدقاء بما تسمع من موسيقى، أو أن تشارك صديقك مشاعره، وذلك بتسجيل حالتك على فكرة الصديق من خلال رموز محددة مسبقاً تحمل المعاني التالية (الضحك، الحزن، الحب، الدهشة، والابتسامة). تقوم شبكة (Path) الاجتماعية بحساب عدد ساعات نومك، وتقديم النصيحة لك بناءً على عدد هذه الساعة، ولك الخيار بأن تخبر أصدقائك بأنك تخلد للنوم، أو أنك مستيقظ، وبالطبع تتيح الشبكة للأصدقاء التعليق على نشاطاتك في الشبكة بمختلف أنواع هذه النشاطات. ضجيج تويتر والذي سمع به القاصي والداني، وأزعج المستخدمين الأوائل للموقع، الذين وجدوا في الشبكات الاجتماعية متنفس للبوح بمشاعرهم، وهروباً من الضجيج إلى خصوصية فردية وفريدة أيضاً، وجد بعضاً من هؤلاء الشباب ضالتهم في شبكة (Path) الاجتماعية، يحافظون من خلالها على مسافة كبيرة تفصلهم عن الآخر، وتعيدهم إلى المجتمع المقيد بدلاً من مجتمع تويتر المفتوح، حتى أضحى تويتر بالنسبة لهم مكان لمعرفة الخبر والمعلومة والحدث لحظة وقوعه، و(Path) غرفة الخصوصية المنشودة. واجهة تطبيق الهواتف النقالة