سألني أحد أصدقائي «هل تعرف فلان ؟ «.. فأجبته بسرعة «لا، لكن إذا أردت معرفة معلومات عنه ابحث في جوجل أو شبكات التواصل الاجتماعي ، فربما تجد ايضا كثيرا من الأصدقاء ممن انقطعت عنهم منذ زمن طويل «. لم يستغرق البحث بضع ثوان، فقد أخذنا موقع جوجل بكبسة زر واحدة الى رابط حساب الشخص المراد في إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، فوجدنا معلومات عنه ورقم هاتفه وتعليقات خاصة على حائطه ، لكن المفاجأة كانت في وجود بعض الصور الشخصية الخادشة للحياء في ألبومه والتي لا تتناسب مع عادتنا وتقاليدنا وخصوصية مجتمعنا. أعلم أن تلك الصور والتعليقات جزء من الحرية الشخصية ولا يمتلك أي شخص الحق في التدخل فيها، لكن ليست كل المعلومات والصور الخاصة قابلة للنشر ويمكن تداولها بين عامة المتصفحين ، لأنها قد تعطي انطباعا سيئا لا يمكن تغييره فيما بعد. وضع معلومات شخصية خاصة (غير قابلة للنشر) على شبكة الانترنت، يؤثر كثيرا على سمعة الشخص سواء في الحياة الاجتماعية أو العملية، ففي الجانب الاجتماعي تؤخذ الصورة النمطية (Stereotype)على الانترنت بشكل جدي عندما يتعلق الموضوع بمقابلة شخص أو الارتباط به كوننا نعيش في مجتمع محافظ. أما على الجانب المهني فالفاجعة أعظم، ولا أعتقد أن المستخدمين من أصحاب المراكز المهنية المعروفة يفرحهم أن يقرؤوا على صفحات الجرائد ما يسئ لسمعتهم، فأي صورة أو تغريدة في شبكات التواصل الاجتماعي تحتسب عليهم، والأفضل فصل هويتهم المهنية عن حياتهم الشخصية، قبل الندم لمجرد كشف بيانات أو معلومات شخصية، فالبشر بطبيعتهم فضوليون وبعضهم يحب الثرثرة والتفاخر وإظهار النفس سواء بالإيجابيات أو السلبيات. خيارات الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر طوق نجاة من المتطفلين أو المشهرين.. وأقولها بواقعية علينا انتقاء المعلومات التي ننشرها عن أنفسنا على الانترنت. شبكات التواصل الاجتماعي لها النصيب الأكبر في نشر المعلومات والتأثير على سمعة الناس سلبا أو إيجابا، ويفضل توخي أقصى درجات الحذر عند نشر أي معلومات شخصية، كما يفضل التحكم بخاصية من يستطيع رؤية تلك المعلومات أو الصور ومن يمتلك القدرة على الوصول إليها، وتحديد صلاحية الأصدقاء ومن يستطيع إضافة تعليق على أي معلومة أو صورة أو تغريدة. اليوم ينحصر قلق بعض المستخدمين على سمعتهم بشبكة الانترنت في خوفهم من التعرض للاحتيال او سرقة هوياتهم أو استهدافهم ببريد مزعج، لكن للمشكلة أبعاد اجتماعية وخيمة اذا لم نحسن تطويع التكنولوجيا لتعزيز ثقافتنا وفهمنا للآخرين. لا أنكر أن الشباب يحبون التفاخر بعدد أصدقائهم على الفيسبوك، وعدد متابعيهم على تويتر بعكس المتقدمين في السن الذين لا يشكل نقص عدد الأصدقاء والمتابعين أهمية كبيرة لهم، وهذا يرجع إلى أن مستخدمي الانترنت ذوي الأعمار المتقدمة يضعون القليل من المعلومات الخاصة بهم على شبكات التواصل الاجتماعي ولا يقدمون على مغامرات غير محسوبة. فصل المعلومات المهنية عن الشخصية في مواقع الانترنت قد يكون خيارا منطقيا ، فالبعض يلجأ لاستخدام حسابين مختلفين على شبكات التواصل الاجتماعي أحدهما شخصي وآخر للعلاقات المهنية، خوفا من الوقوع ضحايا لعمليات خداع أو تشهير.خيارات الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر طوق نجاة من المتطفلين أو المشهرين ممن هم ليسوا مسجلين ضمن قائمة الأصدقاء والمتابعين. وأقولها بواقعية علينا انتقاء المعلومات التي ننشرها عن أنفسنا على الانترنت.. فخير الكلام ما قل ودل. [email protected]