لم تكن تُدرِك « أم نواف 27 عاماً أن صعوباتِ الحياةِ ستنهال عليها وعلى أبنائها الخمسة ،أكبرُهم لم يتجاوز بعدُ العاشرة من عمره، وذلك بعد انفصالها عن زوجها بسبب خلاف حصل بينهما قبل عدة سنوات، عندما بدأت « أم نواف» تحكي قصتها ل»اليوم» بالإضافة إلى المعاناة التي هزّت كيانها الإنساني « كإمرأة « خاصةً تجاه مستقبل أبنائها الذين يتساقطون واحداً تلو الآخر بسبب حوادث « عرَضيَّة» ،حيث كان أوّلها إصابة إبنها الأكبر بحروق من الدرجة الثانية والثالثة في أنحاء متفرقة من جسده قبل ثلاثة أعوام، ومن ثمَّ تفحّم رضيعتها ذات السنة والنصف من عمرها، حيث فارقت الحياة على الفور بعد الحادث ،جعل الخوف يلازمها في حركاتها وسكناتها، لقد أصبحت هذه « المرأة البائسة « التي تسكن مع أطفالها في مسكنٍ مُتهالك لدرجة أنهم في بعض الأحيان لا يجدون ما يسدّون به جوعهم ،هي من تقوم على رعايتهم وتربيتهم بعد أن تخلّى عنهم والدهم في أصعب الظروف. « أم نواف « تقول:» حالتي المعيشيّة أصحبت صعبةً للغاية، حتى متطلبات أطفالي اليومية سواء المعيشية أو المدرسية لا يُمكنني تأمينها، فأنا « إمرأة « لا يوجد لديّ معينٌ في هذه الدنيا، ولا دخلٌ شهري ثابت أستند عليه، حتى الجمعيات الخيرية لا يمكنني الاستفادة من خدماتها، لكي أقوم بتدبير شئوني من خلالها، حتى إيجار مسكني الذي يصِل في السنة الواحدة حوالي18 ألف ريالٍ، أصبح عبأً علي، حيث شبح الطّرد والتشرّد مع أطفالي يهدِّدني، مشيرةً في حديثها بأن أحد أصحاب المساكن قد قام بطردها مع أطفالها عنوةً في الشارع و أمام مرأى من المارة ،فأيّة إنسانيةٍ تؤمِّنُ حياةَ هذه المرأة مع صغارها ..؟!. وفي نهاية حديثها ،ناشدت» أم نواف» أهل الخير مدَّ يدِ العون لمساعدتها من خلال انتشالها من الحالة المريرة التي تعيشها مع أطفالها بعيداً عن أصحاب المساكن، بالإضافة إلى تأمين علاجٍ لإبنها الذي يعاني من الحروق والتشوّهات.