دخلت الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي الثلاثاء اسبوعها الثالث لكن الزعيم الليبي يبقى متمسكا بالسلطة رغم سقوط عدة مدن في غرب البلاد في ايدي المعارضة والضغوط المتزايدة من الغرب من اجل رحيله وبينها فكرة فرض منطقة حظر جوي. عسكري معارض يساعد زميله خارج قاعدة للجيش في بنغازي (رويترز) وفي اليوم الخامس عشر لانتفاضة لا سابق لها، لم يعد القذافي وقواته يسيطرون الا على طرابلس ومنطقتها. لكن المعارضة لم تعد تتردد في تحدي السلطة في ضواحي العاصمة. وفي عدة احياء يكتب شبان شعارات مناهضة للقذافي على الجدران فيما تستعد المعارضة المتمركزة في بنغازي (شرق) لمسيرة نحو طرابلس. اما اقتصاديا، فان الزعيم الليبي اصبح مهددا بعدما سيطر المحتجون على ابرز حقول النفط في البلاد. واعلنت المعارضة عن استئناف وشيك لصادرات النفط انطلاقا من شرق البلاد. حظر الطيران وتطرح المجموعات الدولية تساؤلات حول سبل انهاء عدم الاستقرار في ليبيا وهي تفكر خصوصا بحظر المجال الجوي الليبي. من جهتها تخشى المعارضة ان تجردها عملية عسكرية تقوم بها المجموعة الدولية، من انتفاضتها في وقت ينشر فيه الجيش الامريكي قوات بحرية وجوية في محيط ليبيا. في اليوم الخامس عشر لانتفاضة لا سابق لها، لم يعد القذافي وقواته يسيطرون الا على طرابلس ومنطقتها. لكن المعارضة لم تعد تتردد في تحدي السلطة في ضواحي العاصمة. وفي عدة احياء يكتب شبان شعارات مناهضة للقذافي على الجدران فيما تستعد المعارضة المتمركزة في بنغازي لمسيرة نحو طرابلس. الجيش غربا نشر الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود بلاده الغربية في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية ما زاد المخاوف من منحنى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي. وعادت قوات القذافي لتثبت وجودها الثلاثاء في معبر ذهيبة الحدودي وزينت موقعها بالاعلام الليبية. وقال صحفيون في الجانب التونسي من الحدود ان وحدات من الجيش الليبي ظهرت قبل غروب شمس الاثنين واعلنت ان الحدود مغلقة الآن. وشاهدوا عربات للجيش الليبي وجنودا يحملون بنادق كلاشنيكوف. ويخشى سكان نالوت ان تستعد القوات الموالية للقذافي لشن هجوم لاستعادة السيطرة على البلدة الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية في غرب ليبيا من المحتجين الذين يسعون الى انهاء حكم القذافي. المعارضة تسيطر وباتت المعارضة الليبية تسيطر على مناطق شاسعة من البلاد بينها حقول نفط، في حين لا يزال القذافي يتجاهل الضغوط الدولية التي تشتد عليه ويقلل من اهمية الانتفاضة الدامية التي تصدع نظامه. ولم تعد قواته في اليوم الرابع عشر للانتفاضة غير المسبوقة، تسيطر سوى على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها. اوهام من جهتها رأت الولاياتالمتحدة ان الزعيم الليبي معمر القذافي «يعيش في الاوهام» وحركت قواتها البحرية والجوية الى مواقع حول ليبيا معززة بذلك الضغوط الدولية لدفعه الى التخلي عن السلطة. وتحدثت واشنطن عن احتمال «المنفى» كخيار لانهاء تردده. ويسعى فريق الرئيس باراك اوباما لاضعاف القذافي على عدة جبهات بينما يتعزز الضغط الدولي على نظامه الهش وتستهدف المعارضة معقله طرابلس وسط معلومات عن اعمال عنف جديدة. وتشهد واشنطن مناقشات حول مرحلة ما بعد القذافي ايضا. واعلن البيت الابيض ان المنفى هو «احد الخيارات» التي ترضي مطالبته بتنحي الزعيم الليبي. تجميد 30 مليارا كما اعلنت وزارة الخزانة الامريكية انها جمدت ارصدة ليبية بقيمة 30 مليار دولار، وهو اكبر مبلغ يتم تجميده على الاطلاق وحثت المساعدين الاساسيين للقذافي على الفرار. وقال ديفيد كوهن وكيل وزارة الخزانة الامريكية « تم تجميد مبلغ ثلاثين مليار دولار على الاقل من ارصدة الحكومة الليبية الخاضعة للسلطة القضائية في الولاياتالمتحدة». واضاف «ندرس حاليا اضافة افراد اخرين الى القائمة». شعبي يحبني من جهته، اصر القذافي على ان «كل شعبه يحبه ومستعد للموت من اجل حمايته»، متجاهلا الضغوط المتصاعدة لاجباره على الرحيل بعد حكم دام اكثر من اربعة عقود لبلده. وقال القذافي في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الامريكية و»بي بي سي» وصحيفة تايمز البريطانيتين «انهم يحبوني. كل شعبي معي. انهم مستعدون للموت لحمايتي». واضاف «انتم لا تفهمون النظام هنا، والعالم لا يفهم النظام هنا، سلطة الشعب. (لا توجد) ابدا مظاهرات في الشوارع» مضيفا «لا يوجد اي شخص ضدنا، ضدي، لماذا تنظيم المظاهرات؟». وظهر القذافي وهو يرتدي الزي الصحراوي المعتاد ويضع نظاره شمسية، وقد كرر أكثر من مرة مقولة: «ما من أحد ضدنا.. لماذا يكونون ضدي؟» . واشنطن خانتني وقال القذافي إنه ليس رئيساً كي يواجه ثورة ضد حكمه، وأضاف: «أنا أحد أفراد الشعب.. الشعب يحبني.. كل شعبي يحبني.. سيموتون للدفاع عني.. شعبي أنا؟ لا!! لا!!» كما أنكر القذافي أن يكون قد استخدم القوة ضد شعبه، وتعهد بألا يغادر ليبيا تحت أي ظرف، وقال إنه يشعر بأن الولاياتالمتحدة «خانته» . خيارات عدة اعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان الجيش الامريكي يعيد نشر قواته البحرية والجوية في المناطق المحيطة بليبيا، فيما تدرس الدول الغربية احتمال التدخل ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وصرح الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين «لدينا مخططون يعملون على عدد من الخطط الطارئة، واعتقد انه من الممكن القول انه ضمن تلك الخطط فاننا نعيد نشر القوات بحيث نتمكن من التصرف بمرونة فور اتخاذ قرارات» بهذا الشأن. وقال لابان ان اعادة نشر «القوات البحرية والجوية» ستعطي الرئيس الامريكي باراك اوباما مجموعة من الخيارات في الازمة، دون ان يحدد السفن والطائرات التي اعطيت اوامر باعادة الانتشار او التحرك المحتمل الذي تجري دراسته. ودرس القادة الامريكيون والاوروبيون الاثنين في جنيف على هامش مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الوسائل الكفيلة بوضع حد لاعمال العنف في ليبيا والاسراع في رحيل نظام العقيد معمر القذافي.