دخلت الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي، أمس، أسبوعها الثاني لكن الزعيم الليبي يبقى متمسكا بالسلطة رغم سقوط عدة مدن جديدة في أيدي المعارضة والضغوط الغربية المتزايدة من أجل رحيله، وبينها فكرة فرض منطقة حظر جوي. وفي اليوم ال15 لهذه الانتفاضة غير المسبوقة، لم يعد القذافي وقواته يسيطرون إلا على طرابلس ومنطقتها، في حين تستعد المعارضة المتمركزة في بنغازي لمسيرة نحو العاصمة. وبدأت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى، أمس، تجميد أرصدة الزعيم الليبي وأفراد من عائلته ومسؤولين في النظام غداة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات. نشر الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود بلاده الغربية في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية ما زاد المخاوف من منحنى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي. وتنامت الشكوك في أن الزعيم المخضرم، الذي يشغل السلطة منذ أكثر من أربعة عقود، لا يفهم حجم القوة المحتشدة الآن ضده التي أنهت سيطرته على شرق ليبيا. وقال القذافي في مقابلة مع شبكة تليفزيون «إيه بي سي» الأمريكية وهيئة الإذاعة البريطانية، أمس الأول، «شعبي كله يحبني. إنهم مستعدون لأن يموتوا دفاعا عني». وبدا القذافي، 68 عاما، متمالكا أعصابه، بل ضحك عدة مرات خلال المقابلة التي أجريت معه في مطعم على ساحل طرابلس المطل على البحر المتوسط. وتعيش بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي يسيطر عليها معارضو القذافي، على وقع الخوف من هجوم جوي مضاد لقوات الزعيم. وفي ثكنة قريبة من الطريق المؤدي إلى المدينة يقوم المحتجون بأعمال صيانة ويصلحون البطاريات المتحركة استعدادا للتصدي لغارات جوية محتملة. وتكدست حول البطاريات العديد من أكياس الذخيرة المفتوحة. وحمل بعضها كتابة تشير إلى أن مصدرها كوريا الشمالية. ويخشى سكان نالوت أن تستعد القوات الموالية للقذافي شن هجوم لاستعادة السيطرة على البلدة الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية في غرب ليبيا. وقال شهود في مصراتة وهي مدينة يسكنها نصف مليون نسمة شرقي طرابلس وفي الزاوية وهي بلدة استراتيجية يوجد بها مصفاة نفطية على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب إن قوات الحكومة تشن أو تستعد لشن هجمات. وأعلن دبلوماسي أوروبي أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد سيعقدون قمة استثنائية في 11 مارس الجاري ببروكسل مخصصة للأزمة في ليبيا وشمال إفريقيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس عن مصدر في الكرملين أن القذافي «ميت سياسيا ولا مكان له في العالم المتحضر وعليه مغادرة السلطة». وصرح الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الذي يعد من أقرب حلفاء القذافي، أنه لن يدين صديقه لأنه لا يعرف بالفعل ما إذا كان قاتلا أم لا، وحذر مجددا من أن واشنطن تريد غزو ليبيا للاستيلاء على نفطها. ويرى محللون أن التحرك عسكريا ضد ليبيا ليس مرجحا. وناقشت أمريكا وحكومات أجنبية أخرى، أمس الأول، خيارات عسكرية للتعامل مع ليبيا، بينما سخر القذافي من التهديد الذي تشكله الانتفاضة الشعبية على حكومته ورفض الدعوات التي تطالبه بالتنحي. ومع دخول الانتفاضة أسبوعها الثالث، يصعب في الغالب على الصحفيين تقييم الوضع على الأرض بسبب صعوبة التنقل في بعض مناطق الدولة الصحراوية وضعف الاتصالات