دعا ميت رومني المرشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية في السادس من نوفمبر الى "طي صفحة" رئاسة باراك اوباما و"الخيبات التي سادت هذه السنوات الاربع". وقال رومني للمندوبين الجمهوريين في اليوم الاخير من المؤتمر العام الجمهوري في تامبا بولاية فلوريدا "سيدي الرئيس (رئيس الحزب)، والمندوبين، اقبل بتسميتكم لي لمنصب رئاسة الولاياتالمتحدة". واضاف "افعل ذلك بتواضع، ولدي تأثر كبير بالثقة التي منحتموني اياها. انه لشرف كبير ومسؤولية اكبر، واطلب منكم السير معي نحو مستقبل افضل"، وسط تصفيق حار من الحضور. 12 مليون وظيفة واضاف "ما تحتاجه بلادنا اليوم ليس معقدا ولا عميقا، ما تحتاجه اميركا هو الوظائف. الكثير من الوظائف" وكشف عن خطة من خمس نقاط لخلق 12 مليون وظيفة. وفي خطاب حاول فيه اضفاء نفحة انسانية على صورته متحدثا عن عائلته وايمانه بمذهب المورمون، قال رومني "كنت ارغب في ان ينجح الرئيس، لانني اريد ان تنجح امريكا". واضاف "لكن وعوده تركت مكانها للخيبة والانقسام. هذا ليس امرا علينا القبول به". احياء الوعد الامريكي وفي خطاب تمت مقاطعته عدة مرات بالتصفيق الحار قال رومني "حان الوقت لاحياء الوعد الامريكي". واضاف "لقد تحلت امريكا بالصبر، لكن آن الاوان اليوم لطي الصفحة". وفي خطاب حاول فيه اضفاء نفحة انسانية على صورته متحدثا عن عائلته وايمانه بمذهب المورمون، قال رومني "كنت ارغب في ان ينجح الرئيس، لانني اريد ان تنجح امريكا". واضاف "لكن وعوده تركت مكانها للخيبة والانقسام. هذا ليس امرا علينا القبول به". وعلى مدى الايام الثلاثة خلال انعقاد المؤتمر الذي اعد له بشكل دقيق، تم بذل كل الجهود وخصوصا خلال اليوم الاخير لاظهار الجانب الانساني من المرشح. فقد شدد الخطباء خصوصا على صفاته الانسانية وتحدثوا عن رجل "متعاطف" مستعد على الدوام لمساعدة الاخرين بحسب ما قال احدهم. والثلاثاء سحرت زوجته آن رومني القلوب في مؤتمر الحزب حيث قالت انها جاءت "للتحدث عن الحب" وعن "الرجل الذي تحتاجه امريكا". كما تحدث اصدقاء له من كنيسة المورمون عن رومني، الذي تطرق الخميس الى ديانته امام مندوبي الحزب وهو موضوع لم يتناوله كثيرا حتى الآن. رايان نائبا كما ان اختياره عضو الكونغرس بول رايان (42 عاما) كمرشح لمنصب نائب الرئيس اعطى زخما كبيرا للحملة ونفحة من الشباب. وهي المرة الثانية التي يتقدم فيها رجل الاعمال هذا الفاحش الثراء والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس (2003-2007) والذي راكم على مدى سنوات نجاحاته في القطاع الخاص، الى الانتخابات التمهيدية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية. وسبق ان فشل في العام 2008 حيث تقدم عليه جون ماكين الذي هزمه باراك اوباما في نهاية المطاف في السباق الى البيت الابيض. كنا مورمونيين وروى رومني متحدثا امام مندوبي حزبه المجتمعين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في تامبا انه نشأ في ميشيغن التي كان والده حاكمها. وقال "كنا مورمونيين ونشأنا في ميشيغن. ربما كان الامر يبدو غير اعتيادي او في غير محله، لكنني لا اذكر فعلا الامر كذلك". وتابع "كان اصدقائي يهتمون بالفرق الرياضية التي كنا نتابعها اكثر مما كانوا يكترثون للكنيسة التي نذهب اليها". وبالرغم من التزامه الشديد على مدى سنوات بطقوس وحياة كنيسته، الا ان رومني لزم حتى الآن الصمت حول هذا الموضوع. وقبل ان يلقي رومني خطابه قدم غرانت بينيت احد الاصدقاء المقربين لحاكم ماساتشوستس السابق الذي التقاه في الكنيسة المورمونية عائلتين ساعدهما رومني ولا سيما تيد وبات اوباروفسكي من نيوهامشير اللذين كان ابنهما مصابا بالسرطان. وتحدثت بام فينلايسون من اتباع الكنيسة المورمونية ايضا عن ايمان المرشح فاكدت "حين ارى ميت فانني ارى فيه والدا عطوفا ورجل ايمان وصديقا شديد المراعاة". والكنيسة المورمونية واسمها الرسمي كنيسة يسوع المسيح لقديسي الايام الاخيرة اسسها جوزف سميث في العام 1820 في الولاياتالمتحدة . ومع تنصيب ميت رومني رسميا فهي اول مرة يعين احد اتباع هذه الكنيسة مرشحا عن حزب امريكي للسباق الى البيت الابيض. كذلك تطرقت آن رومني التي اعتنقت العقيدة المورمونية قبل ان تتزوج ميت رومني، بشكل عابر الى موضوع الديانة في خطابها الثلاثاء وقالت "حين اغرمنا ببعضنا البعض، كنا مصممين على عدم السماح لشيء باعتراض حياتنا معا. كنت من اتباع الكنيسة الاسقفية وكان مورمونيا" موضحة ان زوجها "حاول ان يعيش حياته على اساس قيم ترتكز الى العائلة والايمان وحب الغير .. وقضى ساعات طويلة يساعد الآخرين". ريبة الامريكيين ويرى تشارلز فرانكلين استاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ان احد اسباب عدم تطرق رومني الى ديانته خلال الحملة هو ريبة الامريكيين الشديدة حيال المورمون ولو انهم من اتباع المسيحية، الديانة الطاغية في الولاياتالمتحدة. وقال فرانكلين "هناك بالطبع خطر (بان يرفضه) العديد من المسيحيين المحافظين في الحزب (الجمهوري) والذين يشعرون بريبة عميقة تجاه المورمون" مضيفا ان "هذا هو السبب الاستراتيجي والتكتيكي الجوهري الذي يدفعه الى عدم التطرق كثيرا الى هذا الموضوع". واظهر استطلاع للرأي اجرته وكالة بلومبرغ نيوز ونشرت نتائجه في مارس ان اكثر من ثلث الامريكيين لديهم رأي سلبي عن المورمون. فريق اوباما يندد من جهته ,اعلن فريق حملة الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان ميت رومني ليس اقوى سياسيا بعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري الذي نصبه رسميا مرشحا للبيت الابيض مما كان عليه قبله، مبديا أسفه لعدم التطرق الى الوضع في افغانستان في خطابه. كذلك ندد فريق اوباما بالصورة التي عرضها المرشح الجمهوري لعمل الحكومة في خطابه الختامي للمؤتمر الجمهوري في تامبا بولاية فلوريدا ودقق مباشرة في مضمون خطاب رومني سعيا لتوضيح اي التباس حول ما اعتبره تشويها لاداء الادارة. وقال جيم ميسينا مدير حملة اوباما انه "كما خلال المؤتمر الجمهوري بكامله، فان خطاب ميت رومني تضمن سلسلة طويلة من الهجمات الشخصية والكلام المبتذل الاعتيادي لكنه خلا من اي فكرة عملية حول سبل دفع البلاد قدما". وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت ميسينا الى ان "ما لم يعرضه (رومني) هو اقتراحاته الفعلية التي ستعيد بلادنا الى الخلف" منتقدا ايضا رومني بشأن افغانستان. واشار ميسينا الى ان رومني سيحقق خمسة تريليونات من "التخفيضات الضريبية للاثرياء تدفعها عنهم الطبقات الوسطى" وسيحول برنامج الضمان الصحي للمسنين "ميديكير" الى نظام قسائم. وقال "خلال خطاب استمر 45 دقيقة لم يجد ميت رومني لحظة لذكر افغانستان. وهو بعدم طرحه اي خطط جديدة ولزومه الغموض حول خططه الفعلية، لم يغادر هذا المؤتمر اقوى مما كان حين وصل اليه". كذلك وجه اوباما نفسه رسالة الكترونية الى الملايين من انصاره بعد دقائق على خطاب رومني داعيا اياهم الى التبرع لحملته وكتب "هذا المساء كان مساءهم. لكن هدفنا يجب ان يكون الغد". كذلك ردت حملة اوباما على الخطاب بسيل من رسائل تويتر والرسائل الالكترونية. وجاء في احدى الرسائل "الليلة جدد ميت رومني ادعاءه الذي لطالما تم انكاره بان الرئيس اوباما اعتذر عن امريكا". كذلك حمل فريق اوباما على انتقادات رومني لسياسة الرئيس تجاه الملف النووي الايراني فجاء في احدى الرسائل الالكترونية ان "رومني فشل في اقتراح اي امر سيقوم به لم يسبقه اليه الرئيس اوباما". كذلك اتهمت حملة اوباما الجمهوريين بالتخطيط لزيادة الضرائب على الطبقات الوسطى لصالح الاثرياء واكدت انه لن يخلق وظائف مذكرة بمعارضته لخطة انقاذ قطاع صناعة السيارات في الولاياتالمتحدة.