في فرصته الأخيرة لاستعادة زمام المبادرة في السباق وإعادة تعريف الأميركيين به، أعطى ميت رومني صورة نقيضة بالكامل للرئيس باراك أوباما، متعهداً في حال انتخابه، إعطاءَ أولوية لخلق الوظائف، وتوجُّهاً أكثر قيادية في الخارج، و «اخلاصاً» لإسرائيل، منتقداً الرئيس الحالي ل «رميه إسرائيل تحت الحافلة». وقال رومني في خطاب ختم فيه المؤتمر الجمهوري الحزبي، أن «الوقت حان لطي الصفحة» وتخطي «خيبات الأمل» التي أتى بها عهد أوباما . ودعا رومني الأميركيين الى النظر للمستقبل وانتخابه على أساس رصيده الاقتصادي وفهمه للتحديات الكبيرة، بينها حجم العجز (15 تريليون) ونسبة البطالة (8.3 في المئة) . وتعهد ميت رومني بإنهاض الاقتصاد الاميركي وخلق ملايين الوظائف عند قبوله تسمية الحزب الجمهوري في ختام مؤتمر بُذلت فيه كل الجهود من أجل إظهار الجانب الانساني لدى المرشح. وبعدما دعا الى «إحياء الوعد» بأميركا التي «خاب أملها» نتيجة أربع سنوات من رئاسة اوباما، اعتبر رومني ان «ما تحتاجه بلادنا اليوم ليس معقداً ولا عميقاً، ما تحتاجه اميركا هو الوظائف، الكثير من الوظائف». وكشف امام مندوبي الحزب الجمهوري الذين اختتموا مؤتمرهم العام في تامبا (ولاية فلوريدا) عن خطة من خمس نقاط لخلق 12 مليون وظيفة، إدراكاً منه بأن الاقتصاد يشكل أبرز اهتمامات الاميركيين. وفي أهم خطاب في حياته نُقل مباشرة امام ملايين المشاهدين الاميركيين، حاول رجل الاعمال الثري، البالغ من العمر 65 سنة، الانفتاح على الاميركيين، وتحدث للمرة الاولى عن ماضيه وأصله وعائلته وكنيسته المورمونية. وقال: «حان الوقت لإحياء الوعد الاميركي». وأضاف: «لقد تحلّت أميركا بالصبر، لكن آن الاوان اليوم لطي الصفحة. الوقت حان لوضع خيبات السنوات الاربع الماضية وراءنا، ووضع الانقسامات والانتقادات جانباً». «التواصل الإنساني» وحاول رومني طيلة الخطاب التكلم بشكل أكثر تواضعاً وعاطفيةً، لإعطاء وجه انساني يكسر الصور النمطية المحيطة به، والتي تحصره في نطاق نخبوي ومتعجرف. وسعى الجمهوريون الى التركيز على قضية أساسية، وهي «التواصل الإنساني» مع الناخبين وإظهار الجانب الشخصي لمرشحهم، أملاً في ان يحترمه الناخبون، وإن كان كثيرون منهم لا يحبونه. ولهذا السبب خصص رومني، الذي جنى مئات الملايين من الدولارات في عالم شركات الأسهم الخاصة، جزءاً كبيراً من كلمته أمام المؤتمر الجمهوري للحديث عن إيمانه بديانة المورمون وأسرته والصراعات التي واجهها لتأسيس عمله. ودخل رومني قاعة المؤتمر وسط الحشد واحتضن بعض الحضور وصافحهم. وقال: «ينبغي أن تعرفوا المزيد عني وعما سأقود بلادنا إليه». وركز رومني خلال الكلمة على الحديث عن قصص شخصية تتعلق بالمحيطين به، مثل والديه وزوجته آن والعمل الذي انتعش في ظل قيادته لشركة «باين كابيتال». وسخر رومني من وعود أوباما قبل انتخابه في العام 2008، وقال إنه: «فيما وعدكم أوباما بوقف صعود مياه المحيطات وإنقاذ الكوكب، أعدكم أنا بمساعدتكم ومساعدة عائلاتكم». وشرح رصيده المهني ونجاحه في ميدان الاستشارات التجارية، وقارن ذلك بأوباما، الذي لا يملك أي خبرة في القطاع الخاص. وفي السياسة الخارجية، حافظ رومني على مستوى الانتقاد نفسه لأوباما، متهماً إياه ب «رمي اسرائيل تحت الحافلة وتقديم اعتذارات للديكتاتوريات». وقال المرشح الجمهوري، في نبرة تعكس هيمنة الخط المحافظ المتشدد على حملته، إنه في حال فوزه فسيعتمد سياسة أصرح وأقوى حيال كل من روسيا والصين وايران. وشدد على ضرورة استعادة أميركا قيم الدفاع عن الحرية والديموقراطية في أي مكان في العالم. ورأى نقصاً كبيراً في القيادة الأميركية على الساحة الدولية، وتعهد تقوية الاقتصاد واستعادة الدور الأميركي في الخارج. ولم يأت رومني على ذكر أيٍّ من حربي العراق وأفغانستان، نظراً الى قلة شعبية الانخراط في هذين الملفين بين الأميركيين. وسبق خطاب رومني كلمة تعريف من نجم الجمهوريين السناتور الكوبي الأصل ماركو روبيو، كما شارك الممثل والمخرج كلينت إيستوود في المؤتمر، ودعا الأميركيين الى انتخاب رومني. ويأتي المؤتمر الجمهوري قبل أيام من انطلاق المؤتمر الديموقراطي في ولاية كارولاينا الشمالية الإثنين، والذي سيكون فرصة لرد الديموقراطيين على اتهامات اليمين بالتقاعس والتراجع في القيادة.