كشف الجمهوريون النقاب عن عدة شعارات جذابة عندما التقوا بمرشحهم للرئاسة الأمريكية ميت رومني في مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا بولاية فلوريدا إلا أن عبارة واحدة تطفو على السطح وتلخص عيوب المرشح ألا وهي “التواصل الإنساني.” ورغم أن الناخبين الأمريكيين ربما يحترمون رومني الا انه لا يبدو أنهم يحبونه كثيرا وكانت المهمة الأساسية لمؤتمر الحزب الجمهوري هي إظهار الجانب الشخصي لمرشح ظل مترددا في الكشف عنه بنفسه. وقد لا ينتصر رومني أبدا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اختبارات الشعبية لكن الجمهوريين يتمنون أن يشعر الناخبون بارتياح كاف له في الشهور الأخيرة قبل موعد الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني حتى يمكنهم التركيز على الاقتصاد المتراجع وعلى أداء أوباما منذ توليه الرئاسة. ولهذا السبب خصص رومني الذي جنى مئات الملايين من الدولارات في عالم شركات الأسهم الخاصة جزءا كبيرا من كلمته أمام المؤتمر الجمهوري أمس الخميس للحديث عن إيمانه بديانة المورمون واسرته والصراعات التي واجهها لتأسيس عمله. ودخل رومني قاعة المؤتمر وسط الحشد واحتضن بعض الحضور وصافحهم. وقال رومني الذي كان يقدم نفسه أحيانا خلال السنوات الخمس الأخيرة على أنه مرشح رئاسي “ينبغي أن تعرفوا المزيد عني وعما سأقود بلادنا إليه.” وركز رومني خلال الكلمة على الحديث عن قصص شخصية تتعلق بالمحيطين به مثل والديه وزوجته آن والعمل الذي انتعش في ظل قيادته لشركة بين كابيتال. وبخلاف أوباما مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الذي كتب بشكل مؤثر عن صراعه من أجل الهوية بوصفه ابنا لأم عزباء بدا رومني أنه ما زال مترددا في نقل مشاعره الشخصية للناخبين. وقال توبي بيركوفيتز وهو أستاذ في الاتصالات بجامعة بوسطن “كان شخصيا لأقصى درجة بالنسبة له. ليس من نوعية الأشخاص الذين يجلسون على مقعد أمام (المحاورة الأمريكية الشهيرة أوبرا) وينفري ويفتحون قلوبهم.” لكن آخرين ركزوا على إظهار الجانب الشخصي في حياة المرشح هذا الأسبوع. ووصفت آن دعم زوجها الكبير لها في صراعها مع مرض السرطان وتصلب الأنسجة المتناثر. وأظهر فيديو مؤثر عن حياة رومني صورا له في مرحلة المراهقة وهو ينظر بعين الإعجاب لآن وأفلاما منزلية له مع أبنائه الخمسة. وكانت الفقرة الأكثر تأثيرا أمس عندما تحدث أتباع لديانة المورمون عن مساعدة رومني لأطفالهم عندما أصيبوا بأمراض خطيرة. وقال بام فيناليسون وهو من مرتادي كنيسة رومني في بوسطن “أعرف عنه أنه والد محب ومؤمن وصديق عطوف ويهتم بالاخرين.” وقال جمهوريون في قاعة المؤتمر إنهم يعتقدون أن رومني حقق التواصل على المستوى الانساني. وقال توني فراتو وهو استراتيجي جمهوري خدم في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي ينتمي للحزب الجمهوري “كان هذا المؤتمر في مجمله يهدف إلى سرد قصة شخصية عن ميت رومني الإنسان فضلا عن سياساته… إنه بحاجة للتواصل مع الأمريكيين وأعتقد أنه حقق هذا.” وكان رومني لم يظهر حتى مؤتمر الحزب الجمهوري في صورة الشخصية التي تجتذب تعاطف الناخبين. ورغم تفوق رومني على أوباما بنقطتين مئويتين في أحدث استطلاع لرويترز/ايبسوس فإنه جاء متخلفا عن أوباما بعشرين نقطة مئوية في سؤال حول الاعجاب بالمرشح. وربما كان رومني يضع هذا الأمر في الحسبان عندما كان يتولى صياغة هجماته على أوباما بدافع من الإحباط وليس الغضب. وقال رومني “كنت أتمنى أن ينجح الرئيس أوباما لأنني أريد لأمريكا أن تنجح.. لكن وعوده فتحت الطريق للاحباط والفرقة.” وقال صامويل بوبكين مؤلف كتاب “المرشح – ما تحتاجه للفوز بالبيت الأبيض والبقاء فيه” إن حملة رومني ليست بحاجة لجعل المرشحين يقعون في غرامه وإنما هي بحاجة فقط للتأكد من أن الأمريكيين يرتاحون إليه. وقال بوبكين وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو “فكروا في كل الأطباء الذين وثقتم بهم بالفعل.. أنتم بحاجة إلى أن ترتاحوا لهم وتثقوا بهم وتؤمنوا بأنهم يعرفون ما يفعلون. ليس من اللازم أن يكونوا نجوم الحفلات.” رويترز | فلوريدا