يعتبر مجمع تقنية المعلومات والاتصالات الذي تعمل المؤسسة العامة للتقاعد على تنفيذه في مدينة الرياض، من الصروح التقنية والصناعية المتطورة التي تمثل إضافة نوعية كبيرة لبرامج وخطط ومشروعات التنمية في المملكة، ويشتمل المجمع على مجموعة من البنى التحتية المتطورة لإنشاء تجمعات تقنية صناعات حديثة ذات أبعاد إستراتيجية لتطوير قطاع التقنية والمعلومات في المملكة، وسيخصص المجمع للأعمال التقنية وأنشطة التجميع والتصنيع لنماذج أولية عالية التقنية، وخدمات مساندة فنية كمصانع المواد المستعملة في أنشطة البحث والتطوير والخدمات التجارية كالفنادق والمطاعم والبنوك. ويتوقع أن يبلغ مجموع مساحات البناء في المشروع مليون متر مربع، وسيتم إنشاء المجمع بأكمله بتمويل من المؤسسة العامة للتقاعد، وسيشمل مقرات أعمال ومراكز بحث وتطوير وإنتاج لكبريات شركات الاتصالات وتقنية المعلومات المحلية والعالمية، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص والمحلي والأجنبي للاستثمار في المجمع والاستفادة من الميزات والتجهيزات العديدة التي سيوفرها للمستثمرين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. ويقدر حجم الاستثمارات المتوقعة في المجمع ما بين أربعة وستة مليارات ريال، وقد جاء العديد من عروض الاستثمار من الشركات العالمية بناء على الجدوى الاقتصادية، وأهمية المجمع من حيث دعم أعمالها في السعودية، ويهيئ المجمع بيئة جيدة للشركات التقنية المتخصصة تخدمها بشكل متكامل بالنظر إلى أن المشروع يحظى بمواصفات عالمية عالية المستوى. ويفترض الانتهاء من مرحلة الإنشاء الأولى للمجمع نهاية العام الجاري، على أن يبدأ بعدها مباشرة المرحلة الثانية والأخيرة من الإنشاء التي ستركز على المشاريع السكنية وستشتمل على أبنية بنظام الفلل، الدبلوكسات، والشقق، وستتم بنظام التأجير. وتهدف مدينة تقنية المعلومات والاتصالات إلى جعل الرياض موطنا للصناعات المعرفية المتقدمة والاتصالات في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وتشمل الصناعات المعرفية، المعلوماتية وصناعة الاتصالات والبرمجيات وأشباه الموصلات وتقنيات تطبيقها، والإلكترونيات المتقدمة، خاصة في ظل ما تتمتع به الرياض من حركة اقتصادية كبيرة تؤهلها لاحتلال موقع منافس لعديد من المدن الاقتصادية في المنطقة. كما يرمي المشروع إلى مجموعة من الأهداف والغايات أبرزها زيادة قوة المنافسة العالمية لشركات تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية، تحسين الوضع التنافسي لمدينة الرياض بسبب الميزات التي تحتضنها، ارتفاع معدلات تدفق رؤوس الأموال في قطاع تقنية المعلومات، وتطوير القوى العاملة السعودية. وقد تم توقيع ثلاثة عقود بقيمة إجمالية ثلاثة مليارات وثلاثمائة وواحد وأربعين مليون ريال لتنفيذ ثلاث مجموعات من مباني مجمع تقنية المعلومات والاتصالات بمدينة الرياض روعي في التصاميم المعمارية لها أحدث ما توصل إليه في الهندسة المعمارية والهندسة القيمية. كما روعي أن تكون التصاميم مطابقة لمواصفات (LEED)، بالإضافة إلى أن شبكات الاتصالات بالمجمع وأنظمة تقنية المعلومات والاتصالات مبنية على تقنيات الجيل القادم (NGN) وتستخدم بروتوكولات الإنترنت ما يجعل جميع الخدمات التقنية بالمجمع تمرر عبر شبكات موحدة وأنظمة عالية الدقة والذكاء تُدار من مراكز تحكم موجودة في مراكز معلومات ذات تصنيف عالٍ، والعقود الثلاثة تنقسم إلى مجموعات، الأولى ( مجموعة مباني واحة الأعمال ) وتحتوي على أربعة أبراج بارتفاع 20 دوراً ومبنيين للأبحاث والتطوير ومبنى لحاضنات أعمال التقنية ومبنى مخصص للخدمات الحكومية، بالإضافة إلى مبنى مكتبة إلكترونية ومسجد جامع ونادٍ رياضي وعيادة صحية. والمجموعة الثانية ( مجموعة مبنى الفندق وقاعة المؤتمرات ) وهي عبارة عن فندق خمسة نجوم وقاعة للمؤتمرات، ويضم نحو 230 غرفة، وكذلك 40 جناحاً ما بين أجنحة مميزة وأجنحة كبار الشخصيات وأجنحة ملكية. كما يضم عدة قاعات ضخمة للاحتفالات والمؤتمرات والمعارض، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من الخدمات الفندقية المميزة من حمامات سباحة ومطاعم ومناطق ترفيهية ونادٍ صحي ومواقف سيارات تحت سطح الأرض. أما المجموعة الثالثة (مجموعة المباني السكنية ومبانٍ متعددة الأغراض) وهي عبارة عن مجمع سكني متكامل، حيث تضم عدد 13 فيلا منفصلة. كما تضم 22 فيلا متصلة، إضافة الى مبنى متطور خاص لمواقف السيارات متعددة الطوابق صمم على أحدث النظم المعمارية والهندسية باستخدام نظام الإدارة الإلكترونية (BMS) التي تتيح للزائرين التعرف على وجود أماكن انتظار خالية ومكانها تحديداً من عدمه، حيث يوفر للزوار إمكانية ترك سياراتهم واستخدام الحافلات الكهربائية صديقة البيئة التي تنقلهم إلى جميع المناطق داخل المجمع.