مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تستقبل أول فوج من ساكنيها بعد 7أشهر.. والعمل يسير فيها وفق الخطة الزمنية المحددة

" الرياض" زارتها ورصدت آخر الأعمال المنجزة فيها

تستعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لاستقبال أول فوج من ساكنيها بعد 7أشهر من الآن، بعد أن أنهت مؤخراً الأعمال الإنشائية في عدد من الأبراج السكنية التي تقيمها في منطقة "البيلسان"، كما تعتزم الشركة المنفذة للمشروع تسليم المستأجرين أراضيهم في المنطقة الصناعية خلال الربع الأخير من عام 2008م.ولعل هذا خير دليل على ان العمل في المشروع الذي يعد جزءاً مهماً من مستقبل الاقتصاد السعودي، يسير وفق الخطة الزمنية المعدة له من قبل شركة "إعمار المدينة الاقتصادية".
ورصدت "الرياض" سير العمل في المدينة خلال جولة قامت بها مؤخراً إلى مقر المدينة في رابغ، واتضح ضخامة العمل والإنشاءات في المدينة التي يجري تنفيذها من قبل الشركات الفائزة بعقود التنفيذ.
وتعتبر "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" أكبر مشاريع القطاع الخاص في المنطقة، وتتألف من 6مناطق هي الميناء البحري، والمنطقة الصناعية، وحي الأعمال المركزي "ويشمل الحي المالي"، إضافة إلى المنتجعات، والمدينة التعليمية، والأحياء السكنية.
وتبلغ نسبة السعوديين في فريق عمل "إعمار المدينة الاقتصادية" أكثر من 64%، ويعمل في موقع المشروع حالياً أكثر من 5آلاف متخصص وعامل، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 10آلاف شخص خلال عام واحد.
ويرى الزائر للمدينة بوابتها الضخمة والمصممة من طراز معماري فريد، ثم طريق الخدمة الرئيسي المؤدي إلى الأعمال الإنشائية في المنطقة الصناعية أو في منطقة البيلسان السكنية. ويعد مركز المبيعات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أول مبنى يكتمل بناؤه وقد صمم ونفذ على أحدث طراز، ويقع في مجمع الأعمال الذي يضم مبنى لشركة إعمار المدينة الاقتصادية وآخر للهيئة العامة للاستثمار.
وبدأت الشركات المعنية أعمال تنفيذ القناة المائية في المدينة والتي تربط بين جميع أجزاء المدينة، وتعطيها منظراً جميلاً، إضافة إلى امكانية تنفيذ وسائل النقل العام من خلالها عبر القوارب والمراكب المائية وخدمات "تاكسي بوت".
وتضم المدينة مبنى صغيراً لصندوق المئوية قد يكون مؤقتاً، ويقوم بخدمة الشباب السعودي من خلال تمويل مشاريعهم التي يتعاونون فيها مع شركات المقاولات المنفذة لمشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
المرحلة الأولى
وتتلخص أهداف المرحلة الأولى لبناء المدينة، في إنشاء البنية التحتية وشبكة الطرق الرئيسية، وتطوير المرحلة الأولى من "انتاج - الوادي الصناعي" بمساحة قدرها 6.8ملايين متر مربع، إضافة إلى تطوير قرية البيلسان السكنية بمساحة قدرها 2.5مليون متر مربع. كما تشمل المرحلة الأولى والتي من المتوقع أن تنتهي في عام 2010، على تطوير المرحلة الأولى من منطقة المنتجعات بمساحة 4.6ملايين متر مربع، والبدء بتشغيل الميناء البحري خلال عام 2010م، وتسليم الأراضي الصناعية والوحدات السكنية والتجارية مع نهاية العام 2008م.
أعمال البناء
واشتملت آخر الأعمال التي تم انجازها في المدينة حتى نهاية مارس الماضي بحسب تقرير خاص ل "الرياض"، على إنشاء وتشغيل مركز المبيعات وهو مبنى متكامل على مساحة 4.000متر مربع لاستقبال المستثمرين ويشمل ثلاثة شقق نموذجية، وإنشاء طريق الخدمة الرئيسي من مدخل المدينة إلى مركز المبيعات بطول 17كيلومتراً، كما تم إنشاء البوابة الرئيسية التي يبلغ ارتفاعها 32متراً وعرضها 150متراً، وإقامة سياج للضلع الشرقي من حدود الملكية.
المنطقة السكنية
وفي المنطقة السكنية تم إنشاء ثلاثة فلل نموذجية شاملة أعمال التصميم الداخلي والتأثيث بقيمة 11مليون ريال نفذتها شركة سعودي أوجيه، وتم بناء فلل المنتجعات والبوابة الرئيسية للمدينة نفذها "المركز العالمي للتجارة والمقاولات" بقيمة 52مليون ريال. كما تم تنفيذ أعمال الحفر والإنشاءات للقنوات المائية بالتعاقد مع شركة "هوتا السعودية" بقيمة 250مليون ريال، وسيتم إنشاء المجموعة الأولى من الوحدات السكنية " 3أبراج سكنية" مع مجموعة بن لادن السعودية بقيمة 357مليون ريال، وتنفيذ 4أبراج سكنية " 616شقة سكنية" بتوقع عقد مع شركة "سعودي أوجيه" بقيمة 494مليون ريال.
مجمع الأعمال
وتم تنفيذ الأعمال الإنشائية في المرحلة الأولى من مجمع الأعمال الذي يتكون من خمسة مبان تتواجد فيها مكاتب الهيئة العامة للاستثمار، ومكاتب "شركة إعمار المدينة الاقتصادية"، وتنفده شركة "فريسينه السعودية" بتكلفة 348مليون ريال، كما يتم حالياً تنفيذ الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية من مجمع الأعمال مع الشركة نفسها بتكلفة 371مليون ريال.المنطقة الصناعية
وفي المنطقة الصناعية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية تم تنفيذ اعمال انشاء مبنى الإدارة والمسجد ومجمع سكن العاملين والمرافق بقيمة 106ملايين ريال ونفذته مؤسسة السعد، كما تم تنفيذ اعمال الردم والتسويه بقيمة 79مليون ريال بتوقيع عقد مع مجموعة بن لادن السعودية.
وتم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "دوبال" لإنشاء مصهر ألمنيوم في المنطقة الصناعية بقيمة 18.4مليار ريال.
الطرق
فيما يتعلق بالطرق المنفذة في المدينة حتى نهاية مارس الماضي، فقد تم تنفيذ 3مداخل رئيسية للمدينة تربطها بالطريق السريع (جدة - المدينة المنورة) ونفذتها مؤسسة مقبل الصاعدي بتكلفة 12مليون ريال. كما تم انشاء الطريق الرئيسي بين البوابة الرئيسية وقرية "البيلسان" السكنية بطول 13كم مع مجموعة بن لادن السعودية بقيمة 129مليون ريال. وتم البدء في تنفيذ الطريق الساحلي الممتد بطول 13كيلومترا (من الشمال الى الجنوب)، اضافة الي اعمال البنية التحتية الضرورية بقيمة 238مليون ريال وتنفذه مجموعة بن لادن السعودية.
التصميم والتطوير
وتسعى شركة "إعمار المدينة الاقتصادية" الى تنفيذ مشروع "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" بأعلى معايير التصميم والتطوير العمراني لتكون مدينة عصرية تساهم في تحقيق الأهداف التنافسية العالمية للمملكة، ويظهر ذلك من خلال فريق العمل، حيث يعمل لدى الشركة نخبة من المهندسين المعماريين، وتم الانتهاء في هذا الجانب من اعمال التصميم لعدد من المشاريع للبدء في طرحها للتنفيذ، ومنها اعمال التصاميم لإنشاء 2334فيلا في منطقة المنتجعات، وإنشاء 24برجا سكنيا، اضافة الى ملعب عالمي للجولف يتكون من 18حفرة، وفندقا ومركزين للتسوق.
الماء والكهرباء
فيما يختص بمرافق المياه والكهرباء بالمدينة فقد تم الانتهاء في عام 2007م من دراسات الجدوى ودراسات التشغيل وإعداد المواصفات ومستندات المناقصة للتفاوض مع الشركات المتخصصة لإنشاء محطة للطاقة في المشروع، وبناء المحطات الفرعية وخطوط النقل الكهربائي.
وجرى التفاوض مع الشركات المتخصصة لإنشاء محطة لتحلية المياه بطاقة 70ألف متر مكعب في اليوم باستخدام التناضح العكسي ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي باستخدام نظام الأغشية الحيوية العازلة للبكتيريا بطاقة انتاجية تصل الى 30الف متر مكعب يومياً، ووصلت المفاوضات مراحل متقدمة مع نهاية السنة المالية 2007م. كما تم اختيار المستثمر الذي سيقوم ببناء وتشغيل محطة التبريد المركزية وتم وضع خطة لضمان توفير خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي وخدمات الاتصالات السريعة في المشروع مع نهاية العام 2008م.
وتجري حالياً المفاوضات النهائية مع مقاولي اعمال البنية التحتية بحسب الجدول الزمني المحدد حرصاً على توفير اهم المرافق الخدمية لسكان مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لتكون جاهزة بنهاية عام 2008م.
الميناء البحري
وقعت شركة اعمار المدينة الاقتصادية مذكرة تفاهم مع شركة "دبي للموانئ العالمية" لتطوير وتشغيل الميناء البحري، ومن المتوقع ان يصل حجم الاستثمار في هذا الميناء الى 15مليار ريال سعودي.
وستبدأ اعمال الإنشاءات والحفر في الميناء البحري الذي يعد من اهم مقومات مدينة الملك عبدالله الاقتصادية قبل عام 2008، ومن المتوقع ان يصبح الميناء من اكبر عشرة موانئ في العالم وسيحتضن الجيل الخامس من السفن المتميزة بضخامته، وقليل من الموانئ على مستوى العالم تستطيع احتضان هذه السفن.
التأجير والبيع في المدينة
وفيما يتعلق بأعمال التأجير والبيع اطلقت شركة اعمار المدينة الاقتصادية "المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية" (منطقة انتاج - الوادي الصناعي)، الذي يعتبر احد اهم المناطق في المشروع ليوفر بيئة عمل مثالية مجهزة بأحدث المرافق الصناعية واللوجستية المتطورة وبما يسهل للمشاريع الصناعية الحديثة ادارة عملياتها بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة. وقد تم خلال عام 2007م تأجير مساحة قدرها 801.992مترا مربعا للعديد من المستثمرين الصناعيين الذين سيضخون استثمارات متنوعة في المدينة بقرابة 850مليون ريال سعودي، وسيتم البدء في تسليم الأراضي للمستثمرين خلال الربع الأخير من 2008م. وفي منطقة الأحياء السكنية، اطلقت شركة اعمار المدينة الاقتصادية في شهر سبتمبر من العام الماضي عمليات البيع في قرية "البيلسان" الواقعة ضمن المنطقة السكنية من "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية"، اول المناطق التي يتم طرحها للبيع امام المستثمرين في المشروع، وتحتضن القرية، التي تتكون من مجموعة من الأبراج السكنية، شققاً سكنية فاخرة بمقاسات متعددة، وتتوافر لسكانه مجموعة من المرافق الترفيهية والتجارية المتكاملة المنتشرة بين قنواته المائية، بالإضافة الى المدارس والجوامع والمراكز الصحية والاجتماعية وخدمات الأمن والصيانة التي تعمل على مدار اليوم.
المدارس والمرافق الصحية
ووقعت الشركة مذكرة تفاهم مع مجموعة (GEMS) التعليمية لتنفيذ اول مدرسة في المدينة الإقتصادية على مساحة 30ألف متر مربع وتبدأ العمل في عام 2009م، اما على صعيد تنمية الموارد البشرية فقد استمرت الشركة في تبني استراتيجيات النمو وتنفيذ خطط وسياسات ناشطة في مجال توطين الوظائف بالكوادر المؤهلة وتدريب الكفاءات السعودية في جميع المجالات، وقد وصل عدد الموظفين الى 130بنهاية الربع الأول من عام 2008م، وحرصت الشركة على تطبيق العديد من برامج التدريب لرفع مستوى كفاءة الموظفين وتطوير قدراتهم في مختلف المجالات مما يساعد على زيادة الإنتاجية والابداع.
الرشيد: العمل يسير وفق الخطة:
وفي حديث ل "الرياض": قال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لشركة "اعمار المدينة الاقتصادية" ان الاستثمارات التي استقطبتها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية خلال النصف الأول من عام 2008تفوق 50مليار ريال. واوضح ان هذه الاستثمارات تتنوع ما بين صناعية وخدمية، اضافة إلى استثمارات في الصحة والتعليم وفي المدن الذكية وتقنية المعلومات، مضيفا: "اجمالا فان هذه الاستثمارات تصب في مجال تطوير المدينة". وذكر الرشيد ان العمل متواصل في المدينة حسب الخطة المعدة لذلك، مبينا ان المدينة تشهد حاليا تنفيذ المرحلة الأولى من بنائها والتي تنتهي في عام 2010، وتشكل هذه المرحلة 10% من حجم المدينة. وزاد: قبل نهاية العام الجاري سنسلم اول الوحدات السكنية لأصحابها، وطرحنا عددا من الابراج السكنية التي تحويها المدينة للبيع وتم بيعها، والبقية ستطرح مستقبلا، كما أن الأراضي الصناعية سيتسلمها المستأجرون في المنطقة الصناعية قبل نهاية هذا العام".
وكانت شركة إعمار المدينة الاقتصادية، التي تعمل على تنفيذ مشروع "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" قد اعلنت في سبتمبر من عام 2007عن اطلاق عمليات البيع في قرية "البيلسان" الواقعة ضمن المنطقة السكنية من المشروع.
ونوه الرئيس التنفيذي لشركة (اعمار المدينة الصناعية" الى أن العمل الذي تم في المدينة خلال الفترة الماضية يتمثل في أعمال البنية التحتية وبعض الانشاءات في المنطقة الصناعية ومنطقة البيلسان السكنية اضافة الى إنشاءات في منطقة المنتجعات.
وفيما يتعلق بدور المدن الاقتصادية في مساعدة الهيئة العامة للاستثمار على تحقيق اهداف برنامج " 10في 10" قال الرشيد: المدن الاقتصادية جزء من منظومة متكاملة لتحقيق اهداف البرنامج الذي تشرف على تنفيذه الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع جميع الاجهزة الحكومية والذي يستهدف الوصول بالمملكة في عام 2010الى مصاف افضل 10دول على مستوى العالم في مجال التنافسية الدولية وفي جاذبية الاستثمار، وقد حققت المملكة تقدما كبيرا في هذا المجال خلال الثلاثة أعوام الماضية حيث قفزت من الدرحج 67في عام 2005الى 38في 2006في حين بلغت المرتبة 23في عام 2007، ونتطلع الى أن يحالفنا التوفيق لنحقق اهداف برنامج 10في 10وتشتمل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تعد اكبر مشاريع القطاع الخاص في المنطقة، على 6مناطق رئيسية تضم الميناء البحري، والمنطقة الصناعية، وحي الاعمال المركزي الذي يشمل الحي المالي، اضافة الى المنتجعات، والمدينة التعليمية، والاحياء السكنية، ويتم حاليا العمل على المنطقة الصناعية والسكنية والمنتجعات.
بيع 95% من "أزميرالدا"
وخلال الاسبوع الماضي، اعلنت شركة "اعمار المدينة الاقتصادية" ان عمليات بيع الفلل في ضاحية "ازميرالدا" اول منطقة مخصصة للفلل ومنتجع الجولف العالمي داخل المدينة قد سجلت اقبالا استثنائيا من قبل العملاء الراغبين بشراء سكن خاص حيث تم بيع 95% من الفلل المطروحة للبيع خلال الايام الثلاثة التي تم تخصيصها لعمليات البيع، واعلنت عن فتح باب التسجيل لمبيعات المرحلة الثانية من مشروع ضاحية "ازميرالدا".
ومن المقرر ان يتم تسليم منازل "ازميرالدا" الى مالكيها خلال عام 2010م لتكون الضاحية من أهم وجهات الحياة العصرية الراقية ضمن مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
ووقعت الشركة ايضا، مذكرة تفاهم مع شركة "ريتز - كارلتون" العالمية الرائدة في قطاع الضافية بهدف ادارة مشروع منتجع جديد في منطقة المنتجعات السياحية ضمن المدينة، ويتميز المنتجع الجديد، المقرر افتتاحه عام 2011، بواجهته البحرية ويحتضن مجموعة من الغرف الفندقية والفلل الخاصة التي تم تصميمها بما ينسجم مع مقاييس الجودة العالمية التي تعتمدها علامة "ريتز - كارلتون" التجارية في مشاريعها.
ويضم المنتجع عددا من المطاعم والمقاهي الراقية ومركزا للياقة البدنية ومنتجع "السبا" وقاعات للحفلات والمناسبات اضافة الى مجموعة من المرافق الترفيهية المتكاملة.
كما وقعت شركة "اعمار المدينة الاقتصادية" الاربعاء الماضي، مذكرة تفاهم مع الصندوق الاستثماري السعودي الاسباني يقوم بموجبه الصندوق بالاستثمار في عدد من مشاريع البنية التحتية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وتصل قيمة مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان الى 200مليون دولار، وتشمل المشاريع التي سيستثمر بها الصندوق في مجالات الطاقة والمياه والنقل والموانئ.