ما لا يقال في الصراع الدائر إعلاميا وقضائيا حول إدارة النادي الأدبي بالشرقية هو أنه خلاف وشجار حول كرسي رمزي، لا فاعلية له إلا بمقدار ما يمثله من وزن في قائمة الصراعات المحلية بين رؤى تتغزل التحديث وأخرى لا تكبر فيها إلا عظمة الماضي ومرذولية الحاضر. اختلط هذا الصراع بكثير من النوايا والرغبات التي أسبغت عليه صورة مكروهة لتضخم الذات، فتحول معه المثقف إلى صورة مصغرة لكل الملامح التسلقية التي نعرف في لحظة تسنمه موقع القيادة. الثقافة تتأرجح كلما تأرجحت الأسماء، ولا ضمانة للإبقاء على حالة ثقافية مشعة إلا بالتشديد على مقاييس حقيقية لمن يسندون ظهورهم إلى كراسي الثقافة، حتى لا ننتظر زمناً أطول لنشهد ما نحلم به من تغيير، تغيير يبدأ في النوايا والوجوه، وبعدها في المشاريع والتطلعاتتبادل الفريقان المتخاصمان لعبة الإقصاء، والتأليب، لأن كل شيء بات مأخوذاً بلعبة التصنيف، لا شيء يتحرك على الأرض خارج سياق المؤسسة التي شرعنت الخصومة التي انتجت أزمات ثقافية، والمفارقة أن هذه الأزمات التي تبدأ ثقافية تنتهي غالباً إلى تسويات عامة في نقاء السرائر وسلامة الذمم، إلى الحد الذي يستوجب اليوم ذهاب ملف الثقافة إلى القضاء لحسم صراعاتها المكشوفة على الأرض. لا أحد يسأل في الشارع اليوم عن مخالفات ارتكبت ماليا أو اداريا وفي قوائم المسجلين من الرئيس الذي نحي. هذه أسئلة من الماضي، طالما القضاء أثبت بمقاييسه سلامة الإجراءات، فيما المشكلة لدى الوسط المثقف الذي تساهل في إدارة العملية الانتخابية الفائتة هي في سلامة القسمة الإدارية المقبلة، وسلامة النوايا الثقافية التي يحضر لها رئيس تشغله الأضواء الإعلامية، وتوزيع أخبار الزيارات واللقاءات البينية. علمتنا التجارب أن الأسماء مهمة، لأن المشاريع الثقافية لم تكتب بعد، الثقافة تتأرجح كلما تأرجحت الأسماء، ولا ضمانة للإبقاء على حالة ثقافية مشعة إلا بالتشديد على مقاييس حقيقية لمن يسندون ظهورهم إلى كراسي الثقافة، حتى لا ننتظر زمناً أطول لنشهد ما نحلم به من تغيير، تغيير يبدأ في النوايا والوجوه، وبعدها في المشاريع والتطلعات.