أعلنت محكمة اراباهو في ولاية كلورادو الامريكية في ساعة متأخرة من يوم الجمعة الماضي عن قبولها تخفيض الحكم على طالب الدكتوراه والمسجون هناك حميدان التركي من 28 سنة وهي المدة التي حكمت عليه لسجنه هناك الى 8 سنوات قضى منها أربع سنوات ونصف السنة تقريباً وبذلك سيصبح حميدان حراً طليقاً بعد 3 سنوات ونصف تقريباً من الآن حيث سيعود فور اطلاق سراحه الى وطنه وأسرته التي كانت دقائق جلسة المحاكمة الأخيرة التي سبقت إعادة النطق في الحكم الصادر ضده تمر عليها طويلة جداً وسط لحظات عصيبة عاشها أقاربه ومحبوه في انتظار ما تسفر عنه آخر الحلول القانونية الممكنة في هذه القضية. حميدان التركي وأسرته واستمرت جلسة المحاكمة الأخيرة التي كانت آخر آمال التركي في قضيته نحو 5 ساعات شهدت مداولات وسماع لاعتراض محامي الدفاع الذين نجحوا في اكتشاف خطأ قانوني فادح قبل الجلسة قدموا اعتراضهم عليه وطلبوا إعادة الحكم على التركي حسب قانون الولاية لتتم الموافقة بعد أن أقر القاضي بهذا الخطأ القانوني وقرر إعادة الحكم على التركي بجلسة أمس الجمعة التي بدأت في السابعة مساء بتوقيت الرياض. وبذلك أسدل الستار على فصول هذه القضية الساخنة التي شغلت الرأي العام منذ العام 2006 م حتى الآن. البداية "حسبي الله ونعم الوكيل".. كانت هذه العبارات منقوشة على قطعة قماش يحملها حميدان التركي تحمل في طياتها الكثير، وتحمل رائحة الحب من سجين ينتظره الملايين، لا يكلون ولا يملون كل يوم من ذكر اسمه والسؤال عن حاله والدعاء له؛ لتثمر الجهود الشعبية متكاتفة مع الحكومية في تقليص مدة المحكومية 20 عاماً؛ لتصبح 8 بدلاً من 28، وليصبح حميدان قصة طالت نهايتها كثيراً كما تعتقد "ربى" التي قضت مع أبيها 8 سنوات، ويُصرّ قاضي كولورادو أن تقضي بدونه 8 سنوات أخرى؛ ليكون الرقم 8 هو الأصعب في حياة الصغيرة "ربى"، التي تسمرت مع أخواتها وأمها وأخيها أمام سماعة الهاتف متابعين محاكمة مَنْ طالت غيبته. «الحكم المخفف لم يرقَ إلى تطلعات هيئة الدفاع وأسرة التركي، الذين كانوا يتطلعون إلى الاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن»المحاكمة ويحكي تفاصيل محاكمة الخامس والعشرين من فبراير الماضي المتحدث الرسمي باسم عائلة التركي فهد النصار؛ حيث قضت محكمة آراباهو بولاية كولورادو الأمريكية بتخفيض الحُكْم الصادر ضد طالب الدكتوراه السعودي حميدان التركي من 28 سنة إلى 8 سنوات، فيما يعتبر هذا الحُكْم جارياً من تاريخ سجنه، أي قبل نحو 4 سنوات ونصف السنة؛ وبالتالي تكون المدة المتبقية له 3 سنوات ونصف السنة. وقال النصار بعد أن شكر الله وحمده على هذا الفضل: إن الحُكْم المخفَّف لم يرقَ إلى تطلعات هيئة الدفاع وأسرة التركي، الذين كانوا يتطلعون إلى الاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن. علماً بأن القضية أُعيد النظر فيها لوجود أخطاء قانونية أدت إلى مضاعفة الحُكْم بشكل غير قانوني، وذلك بحسب إفادة القاضي مقارنة بالأحكام الصادرة في قضايا مماثلة. وأضاف النصار أن القاضي أخذ في الاعتبار عدداً من المبررات الأخرى، منها: رسائل الفيديو الموجَّهة إليه من والدة وزوجة وأبناء حميدان التركي، الذين طالبوه فيها بإنهاء معاناتهم، وكذلك رسالة سفير خادم الحرمين في واشنطن عادل الجبير التي أشار فيها إلى حسن سيرة حميدان التركي، واهتمام القيادة والشعب في السعودية بقضيته، وأنه يستبعد قيامه بالأعمال المتهم بها. برنامج تأهيلي ومن المبررات التي أخذ بها القاضي- والكلام للنصار- رسالة مدير السجن السابق الذي أثنى على أخلاق التركي، وأنه كان متعاوناً ومشاركاً في برنامج تأهيل السجناء للخروج من السجن وتسهيل انخراطهم في المجتمع. وفي تطور إيجابي قرر القاضي إمكانية دخول حميدان التركي البرنامج التأهيلي للخروج من السجن؛ حيث يتمكن من الخروج من السجن بعد انتهاء محكوميته مباشرة. وكانت قاعة المحكمة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة الماضي غاصة بأصدقاء حميدان التركي وأبناء الجالية الإسلامية والسعودية على وجه الخصوص؛ ما اضطر العشرات إلى الانتظار خارج قاعة المحكمة طوال مدة الجلسة التي استمرت أكثر من 5 ساعات، تخللها توقف واحد لمدة 15 دقيقة. تبادل السجناء وقدم النصار جزيل الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني على توجيهاتهم ورعايتهم الكريمة، وإلى وزير الخارجية والسفير السعودي في واشنطن على المتابعة المستمرة والإيجابية التي أوصلت القضية إلى هذه النتائج. وقال النصار: "لا نزال متفائلين بقرب توقيع وتفعيل اتفاقية تبادل السجناء مع الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ ليستفيد منها حميدان التركي وأي سجين سعودي في أمريكا؛ ليكونوا في وطنهم وبالقرب من أهلهم ومحبيهم". وختم النصار حديثه بإزجاء الشكر والامتنان "إلى كل مَنْ تواصل معنا واهتم بقضيتنا من مسؤولين وكُتّاب وإعلاميين وعموم الشعب السعودي النبيل". يذكر أن حميدان التركي حكم عليه ظلما وزورا ب 28 عاما بتهمة الاعتداء على خادمته الاندونيسية، لتتسارع الاحداث، وتتعالى أصوات العنصرية البغيضة ضد كل ما هو عربي وإسلامي، وتساء معاملته داخل السجن، حتى انه كان يمنع من الصلاة حتى أظهر الله الحقيقة كاملة.
موقع تم إنشاؤه بعنوان «أطلقوا حميدان» «اليوم»
حميدان عبر face book : شكرا لكم واعتذر منكم "اشكر كل من هنأنا و بارك عبر الرسائل النصية أو بالاتصال ... واعتذر لمن لم أتمكن من الرد على اتصالاتهم أو رسائلهم" هذه العبارات كتبها تركي حميدان التركي على صفحته على الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" معبرا عن شكره للجهود الشعبية متكاتفة مع الحكومية في تقليص مدة المحكومية من ثمانية وعشرين سنة إلى ثماني سنوات قضى منها 4 سنوات ونصف وتبقى 3 سنوات ونصف. وقدم تركي بن حميدان التركي جزيل الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني على توجيهاتهم ورعايتهم الكريمة، وإلى وزير الخارجية والسفير السعودي في واشنطن على المتابعة المستمرة والإيجابية التي أوصلت القضية إلى هذه النتائج، وكذلك الشكر إلى كل مَنْ تواصل معنا واهتم بقضيتنا من مسؤولين وكُتّاب وإعلاميين وعموم الشعب السعودي النبيل. وكان سعوديون قد بادروا بإطلاق حملة على مواقع الانترنت تطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإطلاق أسر السجين حميدان التركي شارك فيها ابنة التركي والكاتب نجيب الزامل والمذيع في قناة العربية تركي الدخيل والداعية سلمان العودة والشيخ حسن الصفار واللاعب نواف التمياط.