ثمة قرارات لا يمكن تأخيرها .. أو السير نحوها بسرعة السلحفاة .. فهي علامة فارقة .. ومحطة تاريخية مهمة .. في إنقاذ الكرة السعودية .. والأندية أساسها ومنبع تطورها أو تأخرها .. والسير في رعاية الأندية من قبل الشركات الكبرى لأربعة أو خمسة أندية فقط في دوري المحترفين .. خطأ فادح دفعت الكرة السعودية ثمنه .. وستدفع أكثر في المستقبل .. وبقاء الحال على ما هو عليه .. يعد انتحارا بطيئا للكرة السعودية ..!! نقر ونعترف بحقيقة ماثلة للعيان وهي أن الطلب على الأندية الجماهيرية هو طلب محق للشركات الكبرى .. للتسويق والانتشار وأيضا الربح .. وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان .. ولكن في المقابل هناك حقيقة أخرى من يدق جرس هذا الخطر .. من يتوسع في إبرازه كخطأ يجب معالجته اليوم وليس غدا .. من يصرخ ليلفت الانتباه لهذا الخنجر الذي يطعن الكرة السعودية من الظهر .. !! نعم ..المسافة اتسعت .. والهوة أصبحت ساحقة .. والتباين أكثر وضوحا .. والتباعد أصبح أمرا واقعا .. والفوارق كبيرة .. وأخاف في نهاية المطاف أن يقسم دوري المحترفين السعودي لطبقتين .. احداهما تسير في محطة الثراء .. والأخرى لا تجد قوت يومها وشهرها وسنتها ..!! والمسألة إذا استمرت على ما هي عليه .. سيكون معظم فرق دوري المحترفين ضيوف شرف لا أكثر ولا أقل .. فاللهاث وراء تأمين الرواتب والمستلزمات الأساسية سيكون الشغل الشاغل لها .. واستجداء أعضاء شرفها ، سيأخذ الوقت .. والتفكير في تطوير الفرق سيكون في خبر كان..!! اقتصار رعاية الشركات الكبرى للأندية الكبيرة .. وإهمال غيرها .. دون تدخل من إتحاد الكرة لحل هذه الأزمة .. سيجعل دوري المحترفين يسير على قدم واحدة فقط .. وهي قدم الأندية الكبيرة التي تمتلك رعاية كاملة تستطيع من خلالها أن تتطور .. وتستطيع أن تتعاقد مع لاعبين أجانب مميزين .. وكذلك مع مدربين أكفاء .. أما القدم الأخرى التي لا تمتلك رعاية وهي الأكثر عددا ستكون قدمها مبتورة .. تتكئ على عكاز .. تسير وتسقط في حفر المشاكل .. فتسبح في همها وغمها .. وتقتل طموحاتها .. وتكون حملا وديعا أمام أندية المال .. لم لا وهي تقتات .. وتستجدي .. ولا تستطيع تنفيذ برنامج موسمها المتواضع حتى بمبدأ «العين بصيرة واليد قصيرة..!! نقر ونعترف بحقيقة ماثلة للعيان وهي أن الطلب على الأندية الجماهيرية هو طلب محق للشركات الكبرى .. للتسويق والانتشار وأيضا الربح .. وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان .. ولكن في المقابل هناك حقيقة أخرى .. وهي أن دوري المحترفين السعودي مطلب شركات عالمية لرعايته .. ومستعدة تلك الشركات أن تخضع لشروط كثيرة .. منها رعاية الأندية التي لا يوجد لها راع .. وهذا نلمسه على أرض الواقع .. فقط الاتحاد السعودي المعني بالأمر يطرح مناقصة لتلك الشركات وسيجدها أفواجا على بابه ..!! لمصلحة الدوري السعودي ألا تتسع الهوة المادية في الأندية التي تشارك في دوري المحترفين .. لأنها ستسهم في انخفاض المستوى العام للمسابقة .. وستجبر معظم الأندية التي لا تمتلك رعاية تدعم خزينتها على التنازل عن نجومها .. والمحصلة النهائية هي تكدس للنجوم في فرق محدودة .. وإثارة الدوري ستكون أيضا في مباريات محدودة .. وأغلب مواجهاته ستكون من طرف واحد .. نظرا للفوارق الكبيرة ماديا التي ستنتج عنها فوارق فنية واسعة بين طبقتين في دوري المحترفين أو المسابقات الأخرى..!! بدأنا نتلمس هذه السلبية في السنوات الماضية .. ولكن الصورة لم تكتمل بعد .. وستكون أكثر وضوحا في المرحلة القادمة .. وقد دفعت فرق كثيرة ثمن هذه الظاهرة .. نجران كاد يهبط لأزمته المالية .. والاتفاق تراجع بشكل رهيب عندما رفعت الاتصالات يدها عن رعايته ..لكنه استعاد توازنه في الموسمين الماضيين .. والقادسية هبط .. وفرق ترنحت مثل الفيصلي بعد أن كان الحصان الأسود قبل موسمين .. !! المال عصب الرياضة .. نعم ليس هو كل شيء ولكنه في ظل الاحتراف أهم شيء .. ومن يمتلك فكرا رياضيا لقيادة الأندية بدون هذا الفيتامين لن يحقق شيئا .. ومن يملك مالا في خزينته حتى وان لم يملك فكرا .. قد .. أكرر قد تأتي النتائج ايجابية .. والأمثلة كثيرة في هذا الاتجاه ..!!