قال مستثمرون في القطاع البحري والصيد إن الانخفاض في أسعار بعض الأسماك الذي تشهده الأسواق حاليا والذي وصل الى 25 بالمائة ناتج عن توفر كميات من الصيد في هذا الموسم الذي يوصف بأنه موسم لبعض الأسماك المعروفة مثل أسماك الصافي والشعري والقرقفان والفاسكر وغيرها ، مشيرين الى أن أسعار بعض الأسماك ظلت عند نفس المستوى بسبب قلة المعروض منها ومن بينها أسماك الهامور والكنعد التي تتراوح اسعارها بين 45 و60 ريالا للكيلو في سوق القطيف . وكان عدد من المستثمرين قد اشاروا الى أن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك في الفترات السابقة يعود لأسباب متعددة من أهمها ازدياد الجور على البيئة البحرية بدفن البحر وتدمير البيئة الطبيعية للأسماك وقطع أشجار القرم ( المانجروف ) التي تعتبر أهم الملاذات التي تعيش فيها الأسماك ، وقلة الكميات التي تصل الى المملكة من الخارج نتيجة النقص في البلدان المصدرة ، بالإضافة الى أوضاع تتعلق بالعمالة والطقس ، وأسباب أخرى . مشكلات القطاع البحري بدأت منذ دخول العمالة الأجنبية اليه وبخاصة القادمون من إحدى الدول التي تقع شرق القارة الهندية ، حيث تحول بعض هؤلاء مع مرور الزمن ومع تراخي الأنظمة الى أصحاب أعمال وتجار وأصبح كثير منهم أثرياء على حساب ابناء البلد فنافسوا المواطنين في لقمة عيشهم بعد أن كانت المهنة حصرا لأهل البلد وأشار رئيس اللجنة الزراعية السابق بغرفة الشرقية عيسى المنيف الى أن مشكلات القطاع البحري بدأت منذ دخول العمالة الأجنبية اليه وبخاصة القادمون من إحدى الدول التي تقع شرق القارة الهندية ، حيث تحول بعض هؤلاء مع مرور الزمن ومع تراخي الأنظمة الى أصحاب اعمال وتجار وأصبح كثير منهم أثرياء على حساب ابناء البلد فنافسوا المواطنين في لقمة عيشهم بعد أن كانت المهنة حصرا لأهل البلد . وأضاف : إن بعض العمالة وخاصة الآسيوية تقوم بسرقة القوارب والشباك بما تحمل من سمك ، كما يتحكم بعض هؤلاء في أسواق الأسماك في حراج الأسماك ويفرضون الأسعار التي يرغبونها في ظل ضعف الرقابة ، بل ويتكتلون ضد السعوديين الذين يحرجون على بضاعتهم بالسوق .. وهو أمر غريب .. حيث يشعر السعودي أنه غريب في بلده في ظل تحكم هؤلاء الأجانب وهذا الامر من الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار الاسماك . وأشار المنيف أيضا الى وجود مشكلة قديمة ومازالت قائمة ويعاني منها البحارون والمستثمرون في القطاع البحري تتمثل في تفريغ بعض حاملات النفط العملاقة بقايا الحمولات السابقة من الزيت في مياه الخليج قبل إعادة الشحن من جديد ، وهذا بالطبع يكون له تأثير مباشر على البيئة البحرية وعلى كل ما يعيش فيها من أسماك وربيان وأحياء بحرية ، يضاف ذلك كله الى الصيد الجائر الذي تقوم به بعض الجهات والأفراد وخاصة المصحوب بجرف قعر البحر والذي يمثل البيئة التي تتكاثر فيها الأسماك والربيان ، وبالطبع فإن قلة الصيد البحري في الوقت الحاضر وارتفاع اسعار الأسماك تعود في جزء كبير منها الى تأثر البيئة الطبيعية للتكاثر . أما محمد الخباز من مؤسسة سعيد مهدي سليس التجارية المتخصصة في تجارة الأسماك فيشير الى أن هناك انخفاضا نسبيا في أسعار بعض الأسماك الا أن الانخفاض مؤقت حيث مازالت الأسباب التي ادت إلى ارتفاع الأسماك قائمة السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الأسماك هو قلة المعروض منها عما كان قبل 10 سنوات أو 15 سنة مثلاً وكثرة الطلب ، أما عن سبب قلة المعروض فلوجود شح في مناطق الصيد الرئيسية ، وقلة العمالة التي يعتمد عليها صاحب العمل ، حيث لا تمنح وزارة العمل العدد الكافي من التأشيرات ، أو تجبر على استقدام عمالة غير مؤهلة ومن بلدان بعينها . ونحن نرى أن العمالة الهندية هي العمالة التي تتميز بالقدرة على اداء كافة الأعمال البحرية والصيد في عمق البحر وفي مناطق بعيدة بينما لا يستطيع الكثير من العمالة القادمة من الدول الأخرى سوى الصيد في المناطق القريبة من الشاطئ ، وهذا الأمر يستطيع فعله حتى هواة الصيد العاديين فضلا عن المحترفين . ويرشح الخباز أسعار الأسماك للعودة للارتفاع من جديد في ظل تناقص المعروض ، مشيرا الى أن بعض الأسماك لم تنخفض اسعارها ، كما لا يمكن للمستورد أن يغطي حاجة السوق المحلية في ظل حاجة المستورد الى النقل المثلج وسعي الدول المصدرة الى الاحتفاظ بالكميات الأكبر من الأسماك في ظل تناقص الأسماك لديها أيضا ، وسرعة تلف بعض الأنواع منها .