في مثل هذا الشهر «ييوليو» من العام 1997 انتقل إلى رحمة الله الفنان التشكيلي «محمد موسى السليم» أحد رواد الحركة التشكيلية في المملكة وأحد الأسماء التي نهضت بالفن التشكيلي في منطقة الرياض خاصة والمملكة عامة، أقام أول معارضه عام 1967في الرياض اتبعه بمعارض داخل المملكة وخارجها، لكنه درّس التربية الفنية قبل ذلك بعشرة أعوام تقريبا. أكدت أعماله على البيئة التي عاش فيها بالمنطقة الوسطى، راسما بداية على نحو مباشر الصحراء ومعطياتها وعلاقة إنسانها بها ومن خلالها يصل إلى شخصية لوحته وأسلوبه الفني الخاص، اشتغل على الصحراء من جانب فني استوحاه من امتداداتها وهو ما أطلق عليه «الافاقية» وهي صيغة تبناها منذ السبعينيات حتى هجرته إلى ايطاليا ووفاته فيها. كانت الهُوية المحلية هاجسه، شارك في محاضرات وندوات يؤكد عليها ويدافع عن علاقته الفنية بها، ولم يتبن مشروعه فيما بعد سوى ابنته «نجلاء» التي سعت منذ بدايات مشاركاتها على تأكيد التجربة والصيغة. رحل الفنان السليم ولم يُعمل له شيء يذكر، لا قاعة تحمل اسمه، ولا متحف أو قاعة تضم أعماله، ولا كتاب توثيقي بمستوى اسمه طُبع عنه، أو حتى إحياء لدوره بمحاضرات أو ندوات تتحدث وتناقش أعماله وموقعه الفني الريادي، جمعتني بالفنان الراحل مناسبات كثيرة أهمها نشاط جماعة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي التي انطلقت من أبوظبي 1985 بأول معارضها وانتقلت بمرافقة أعضاء المجموعة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية، وكان كل مشارك يحضر بأعماله ومطبوعاته، ما وثق الصلة والتواصل بين الفنانين، وقد استمرت الجماعة أكثر من عشرة أعوام متواصلة، وقبل ذلك كانت مشاركاتي في مسابقات ومعارض الصالة العالمية للفنون التشكيلية التي أنشأها في الرياض عام 1980. انشأ الفنان قبل ذلك دار الفنون السعودية وتعتبر من المؤسسات الفنية الأولى التي أسهمت في سد حاجة الفنانين بالأدوات الفنية. رحل الفنان السليم ولم يُعمل له شيء يذكر، لا قاعة تحمل اسمه، ولا متحف أو قاعة تضم أعماله، ولا كتاب توثيقي بمستوى اسمه طُبع عنه، أو حتى إحياء لدوره بمحاضرات أو ندوات تتحدث وتناقش أعماله وموقعه الفني الريادي، ولم نجد من أثر سوى ما تعمله ابنته أو بعض أصدقائه بإنشاء صفحات أو نشر كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي الالكترونية وهذا لا يكفي لاسم عاش عمره في خدمة الفن التشكيلي وسمعته في المملكة العربية السعودية.