أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" توزيع 6 مليارات ريال أرباحًا نقدية لمساهمي الشركة عن النصف الأول من العام 2012م بواقع (2) ريال للسهم الواحد، مشيرة الى أن تاريخ أحقية الأرباح لمالكي أسهم الشركة المقيدين في سجلات "تداول" بنهاية تداول يوم السبت 28/7/2012م على أن يبدأ الصرف 13/8/2012م. وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي أن توزيع هذه الأرباح النقدية ينطلق من حرص الشركة الدائم على تحقيق عوائد مجزية لمساهميها، مشيرًا الى أن الهبوط في الأسعار في ظل الظروف الحالية ليس كبيرًا جدًا على مصنع رأس ماله 12 مليار ريال. وكشف الماضي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح الاربعاء بمقر الشركة في الرياض أن معضلة الديون الأوروبية وبعض المشكلات الفنية في التشغيل خصوصًا الأسمدة من الأسباب التي أدت الى هذه النتائج في هذا الربع الثاني من هذا العام، مؤكدًا أن السبب الرئيس يعود لنزول الأسعار الكبير في كافة المواد، مستبعدًا تأثير الأوضاع العربية بشكل كبير على الشركة بسبب أن استهلاكها للمواد قليل جدًا، مؤكدًا أن الكمية المستخدمة لا تؤثر على الشركة إذ إن الانخفاض لم يتجاوز ال 10 بالمائة. وقال إنه متى ما وجدت الفرص المناسبة لابد من استثمارها، مؤكدًا أن أفضل أوقات التوسّع تكون وقت الظروف الصعبة والاضطرابات، وأشار الى وجود فريق يعمل على تخفيف تكاليف رأس المال العام ليسهم ذلك في زيادة الإنتاج. وأوضح الرئيس التنفيذي أن الخسائر الكبيرة التي تعرّضت لها شركة كيان تعود لوجود بعض المصانع تحت المشاكل التشغيلية بالإضافة الى وجود مصانع جديدة لم تعمل بكامل طاقتها ولا بكامل مواصفاتها بالإضافة الى وجود وقوع أخطاء من بعض المشغلين تتسبب في إيقاف المصانع، كما أن التنافس على الأيدي العاملة الممتازة والتي تؤثر على المصانع إذا ما عرفنا أن العروض التي تصل لموظفينا ب 40 بالمائة فوق ما يتقاضون لدينا، مؤكدًا وجود نقص فيها ومستبعدًا في الوقت نفسه توظيف 10 أو 20 بالمائة للاحتياط من تسرب الموظفين لدينا. وفيما يخص مصنع المطاط وتمويله وتشغيله، أكد أنه سوف يتم عمل اجتماع لذلك خلال شهر رمضان المبارك، وكشف أن وجود نقص في بعض الأحيان للحاويات يسهم في حدوث التكدّس في الموانئ، مشيرًًًًًًا الى أن ميناءي ينبع والجبيل التجاري يسهمان في تسهيل العملية رغم أن توجّه السفن للموانئ يسهم في رفع التكلفة ويؤثر على عملية التصدير مما يدفعنا الى استئجار حاويات أخرى. ووفقًا للنتائج المالية للشركة فقد بلغ صافي الربح خلال الربع الثاني 5.30 مليار ريال، مقابل 8.10 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق بانخفاض قدره 35 بالمائة ومقابل 7.27 مليار ريال للربع السابق بانخفاض قدره 27 بالمائة. وقد تراجعت أرباح الشركة إلى 12.57 مليار ريال ( 4.19 ريال/ للسهم)، بنهاية النصف الأول من عام 2012، مقارنة بأرباح قدرها 15.79مليار ريال تمّ تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2011.
خبراء : تراجع الأرباح «مفاجأة غير متوقعة» وجد بعض الخبراء في تراجع الأسواق العالمية وتباطء النمو مبررا لهبوط أرباح شركة سابك التي تتعامل مع كثير من الأسواق الدولية الرئيسة، ووصف الخبير الاقتصادي فضل البوعينين في تحليله لتراجع أرباح "سابك" رغم توقعه للتراجع بأنها فاقت المعقول، وقال : " أعتقد أن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي لم يكن طارئا فمنذ العام 2011، وهناك مشكلات اقتصادية في غالبية الدول الصناعية، وهذا لم يمنع الشركة من تحقيق أرباح متميزة في الربع الأول، فنتائج سابك غير المتوقعة تعيد فتح ملف توقعات الأرباح وضرورة أن تكون الشركات الكبرى مصدرا لها كما يحدث في الأسواق العالمية". وحول توقعاته لنتائج الشركة في الربع الثالث، أضاف " متفائل بمستقبل أرباح سابك في الربع الثالث خاصة مع ارتفاع مؤشر أسعار البتروكيماويات عالميا وإذا ما أضفنا الى ذلك تنوع منتجات سابك فهذا سيساعدها في الاستفادة من المتغيرات الإيجابية في السوق والأسعار". من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي راشد الفوزان أن ضعف النمو الاقتصادي في الصين أثر على عمليات البتروكيماويات التابعة للشركة، حيث إن الصين تعتبر من أهم أسواقها. وأضاف أن أحد العوامل الأخرى التي أدت إلى تراجع الأرباح في سابك هي ضعف النمو الاقتصادي في دول أوروبا التي تعتبر من أهم الأسواق في الشركة، فضلا عن وجود شركة مملوكة لسابك في أوروبا، بالإضافة إلى ضعف الأسعار وتراجعها أثر على المنتجات المسعرة من قبل الشركة، ووجود منافسة أكبر في ( الغاز ). وتوقع الفوزان أن مستقبل شركة سابك سيكون "أكثر صعوبة" لقطاع البتروكيماويات إلا في حالة واحدة وهي وجود نمو اقتصادي من جديد، مشيرا الى أنه لا يوجد طريق تعويض للشركة إلا بتحسن الاقتصاد العالمي وارتفاع النمو، بالإضافة إلى تحسن الأسواق التي كانت سابقاً تعتمد عليها ، بالإضافة إلى ضرورة الزيادة في المنتجات واستيراد سلع جديدة. وعزا أستاذ المحاسبة الدكتور سالم سعيد باعجاجة تراجع أرباح الشركة لعدة عوامل أهمها استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بسبب أزمة الاتحاد الأوروبي التي أثرت سلباً على أسعار المنتجات البتروكيماوية. كما أن هذه الفترة شهدت بعض التوقفات المجدولة لبعض مصانع الشركة خصوصاً مصانع الأسمدة والحديد وبعض المصانع البتروكيماوية، وكذلك انخفاض أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام لبعض المنتجات، بالإضافة إلى تقليص حجم المخزون لدى بعض الشركات من المواد البتروكيماوية ما يضيف ضغطا إضافيا على أسعار تلك المواد.