إدانات كثيرة وجهت الى "لص الكتروني" قام بسرقة بيانات جهات اتصال عدد كبير من مستخدمي الهواتف الذكية دون علمهم وكشفها على الملأ، لكن قد يكون هذا اللص المتهم بريئا من جميع اتهاماتهم، ولم يكن سوى تطبيق مخصص للهواتف الذكية يحمل اسم "Number Book". وللذين لا يعرفون كثيرا عن برنامج "Number Book" فهو تطبيق فريد من نوعه، بقوم بمجرد اختيار دولة معينة وكتابة رقم هاتف معين بإظهار اسم صاحب هذا الرقم، وذلك عبر البحث ضمن قاعدة بيانات تحتوي على الملايين من جهات الاتصال للأشخاص الذين قاموا بتحميل البرنامج على أجهزتهم ونشر بيانات ومعلومات وجهات الاتصال المحفوظة في أجهزتهم. ويعتبر الكثير من المستخدمين هذا البرنامج لصا منتهكا للخصوصية لانه عند تحميله لأول مرة يقوم بارسال قائمة جهات الاتصال الخاصة بالمستخدم الى قاعدة بيانات الشركة المطورة ومن ثم إظهارها للمستخدمين الذين يقومون بدورهم بتثبيت البرنامج ليستفيدوا منه من وجهة نظرهم، لكنهم كغيرهم تؤخذ نسخة من جهات اتصالهم. للذين قاموا بتحميل هذا التطبيق على هواتفهم اقول ان التطبيق بريء من جميع التهم المنسوبة اليه، فنحن من نسمح للاخرين بانتهاك خصوصياتنا.. وأترك لكم الحكم حول المذنب الحقيقي. وسبب تبرئتي لهذا التطبيق الذي مازال متهما في نظر الكثيرين هو جهل شريحة كبيرة من المستخدمين الذين قاموا بتحميل البرنامج لمختلف الأهداف دون بذل جهد في قراءة الشروط والأحكام الخاصة بهذا التطبيق، والتي تظهر للجميع بشكل إجباري قبل تشغيل البرنامج، في انتظار الموافقة عليها ليسمح التطبيق بالاستفادة من خدماته، والتي تنص في الفقرة الثانية من الشرط الرابع تحت عنوان "حقوق ومتطلبات المستخدم" (أن المستخدم مسؤول عن قراره في تحميل واستخدام هذا التطبيق، الذي سيقوم في حالة الموافقة على أخذ الإذن للدخول إلى ذاكرة الهاتف وجمع قائمة جهات الاتصال الخاصة بالمستخدم ومشاركتها في جهاز الخادم الخاص بالتطبيق). وأعتقد بأن المشكلة الأساسية في هذا التطبيق ترجع بشكل كبيرة الى اختلاف الأعراف، فمعرفة اسم صاحب رقم معين في احدى الدول الغربية ينظر إليه على أنه أمر اعتيادي وحق لمستقبل المكالمة فقط في حال كان الاتصال من رقم غير معروف له، إلا أنه ينظر إليه كانتهاك للخصوصية في معظم مجتمعاتنا العربية، خاصة مع وجود تحفظات في تداول أرقام هواتف النساء. وتسارعت وتيرة التحذيرات من قبل الخبراء من استخدام هذه البرامج واظهار الاضرار التي قد تلحق بخصوصية المستخدم، لكن السؤال المهم من الذي انتهك الخصوصية؟!.. أهو التطبيق بحد ذاته، أم المستخدم الذي حمل التطبيق واستخدمه دون التفكير في قراءة الشروط والأحكام الخاصة بهذا التطبيق، وساهم في نشر أرقام أناس ليس لهم في هذه الأمور لا ناقة ولا جمل. وللذين قاموا بتحميل هذا التطبيق على هواتفهم اقول ان التطبيق بريء من جميع التهم المنسوبة اليه، فنحن من نسمح للاخرين بانتهاك خصوصياتنا.. وأترك لكم الحكم حول المذنب الحقيقي؟. Ahmad.Bayouni@ : تويتر