النرجسية تعني حب النفس، وهي اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. حيث ترجع هذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية قديمة، ورد فيها أن «ناريس» كان آية في الجمال وقد عشق نفسه بطريقة مفزعة فقط عندما رأى وجهه في الماء، هكذا يفسر معناها بعض علماء النفس. للأسف الشديد لقد انشغل الكثير من المثقفين لدينا بقضايا هامشية وصغيرة وتركوا القضايا المهمة والحساسة والتي من خلالها يتطور المشهد الثقافي وهو الدور الحقيقي للمثقف، فسقوط المثقف في المطب النرجسي وحب النفس وإشباعها بالغرور والتعالي والإحساس بالأهمية، وكأنه يطبق الأسطورة اليونانية «الذي عشق نفسه عندما رأى وجهه في الماء». النرجسية تعني حب النفس، وهي اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. المتعب للنفس وللمثقف هو التحول وتطور المرض الى الأنانية ومحاولة تهميش كل شيء أمامه سواء كان الشيء جامدا او متحركا، شخصا او شخصية، ثم يصاب بالعظمة وهي حالة متقدمة من مرض النرجسية الشعور غير العادي بالعظمة والتي تسيطر على الشخص وقراراته وحديثه مما يضطره في الكثير من الأحيان لارتكاب أخطاء مثل الكذب والابتزاز، لدرجة انه يستغل الآخرين للوصول الى أهدافه دون النظر في تحقيق المصلحة العامة، والتي بدورها تخدم الجميع وليس شخصه فقط. فعندما يصل إلى الذروة في النرجسية يعطي الأهمية القصوى لأي عمل يقوم به سواء كان مقالا او إصدار كتاب او مشاركة في مناسبة ثقافية، فتراه يتغنى بها أينما حل، ولكن في حالة الاختلاف يرفع سيف الحرب على كل شخص يحاول المساس بشخصه او أي منجز له، ومع التطور التكنولوجي وحضور «منابر» التواصل الاجتماعي، ازداد المرض، خاصة عندما يغير صورته كل يوم أربعا وعشرين مرة، ويخبر الجميع عن نوعية الفطور ومكان تناول الغداء وجهة مكان العشاء والى أين سوف يتجه هذا الصيف، ثم يضع بصماته «بنرجسية» على كل الأحداث بادئا من السياسية، ثم يصر على أن ما يكتبه هو الحقيقة ثم يعرج على سوق الأسهم كاقتصادي محنك، وكأن السوق يتوقف على بصماته التحليلية المائية، وبالطبع لا ينسى المشهد الثقافي، وهنا يبدأ بالانكشاف للجميع حيث التقلب الفكري والثقافي وحتى الأخلاقي، فتارة يرى الربيع العربي ربيعا، وتارة أخرى يصرخ بأن الربيع هو في الحقيقة خريف، ويعود من جديد لتوبيخ نفسه بأن النخبة ساقطة ولا فائدة من وجودها على الساحة الثقافية بل انه يعتبر وجودها سلبيا، وان الجمهور قد تجاوز المثقفين ويعلن أنه يتشرف بأن يكون بين الجماهير ويرفض ان يكون مع تلك التي يطلق عليها نخبة وخاصة المصابة بالنرجسية وهو النرجسية بذاتها.