فرنسا ما زالت تبحث عن «مهلم» منذ اعتزال زيدان هكذا وصفت تقارير رياضة فرنسية حال «الديوك» بعد الإخفاق المتتالي في البطولات الدولية، فمرة أخرى يعود المنتخب الفرنسي إلى نقطة الصفر بعد إعلان المدرب لوران بلان قراره بعدم الاستمرار في منصب المدير الفني الذي شغله لمدة عامين أنهاهما بالخروج من ربع نهائي كأس أمم أوروبا يورو 2012. وعلى الرغم من البوادر المبشرة لبلان مع المنتخب الفرنسي المتمثلة في أول مباراتين في يورو 2012 حيث تعادل مع إنجلترا وتفوق على أوكرانيا، فإن النقاط السوداء بدأت تظهر منذ ختام الدور الأول لتعكر صفو جماهير الفريق الأزرق. خسرت فرنسا أمام السويد بهدفين ثم سقطت بنفس النتيجة أمام الجارة إسبانيا للمرة الأولى في مسابقة رسمية، وبين كلتا المباراتين خطف النجم سمير نصري الأضواء بسبب سلوك غير لائق مع أحد الصحفيين، فيما ترددت أنباء عن انقسامات داخل الفريق ومطالبة حاتم بن عرفة بالعودة إلى الديار قبل انتهاء البطولة. ولعل هذا المناخ هو ما ساعد على رحيل بلان خاصة أن الرجل تحمل الكثير من الضغوط منذ أول مباراة رسمية قاد فيها الفريق وخسرها بهدف بين أنصاره أمام بيلاروسيا في افتتاح تصفيات يورو 2012. ويحسب لبلان، الفائز مع فرنسا بكأسي العالم وأوروبا كلاعب، أنه نقل الفريق خطوة إلى الأمام مقارنة بما كان الوضع عليه حين تسلم المهمة من سلفه ريمون دومينيك عقب خروجين متتاليين من الدور الأول في كل من يورو 2008 ومونديال 2010. يحسب لبلان، الفائز مع فرنسا بكأسي العالم وأوروبا كلاعب، أنه نقل الفريق خطوة إلى الأمام مقارنة بما كان الوضع عليه حين تسلم المهمة من سلفه ريمون دومينيك عقب خروجين متتاليين من الدور الأول في كل من يورو 2008 ومونديال 2010. وقاد بلان عملية تشبيب للمنتخب الفرنسي بعد اختفاء آخر العناصر المتبقية ممن زاملوه في مونديال 1998 فوضع الثلاثي كريم بنزيمة ونصري وابن عرفة في الواجهة، وقدّم وجوهًا جديدة أثبتت جدارتها مع المنتخب مثل لاعب الوسط يوان كاباي والظهير الأيمن ماتيو دوبوشي. كما استقر بلان على الحارس هوجو لوريس ليحمل شارة القيادة بعد أن قام بتجربة أكثر من لاعب في هذا الدور، في حين نجح في إعادة دمج الظهير الأيسر باتريس إفرا في المنتخب بعد مشكلاته المتتالية مع دومينيك. ويرى البعض أن ما نقص بلان خلال ولايته القصيرة هو وجود نجم من طراز ميشيل بلاتيني أو زين الدين زيدان كان يقدر على توجيه دفة الفريق داخل الملعب، وهو الدور الذي عجز عنه بنزيمة ومن قبله فرانك ريبيري. ورغم التقدم النسبي لفرنسا في عهد بلان فإن قتامة المشهد الأخير مصحوبة بالفجوة الهائلة مع إسبانيا التي ظهرت في ربع نهائي يورو 2012 تدفع الجماهير للتشاؤم تلقائيًا في الفترة المقبلة حتى قبل تسمية مدير فني جديد. ففرنسا ستلعب في تصفيات كأس العالم المقبلة في مجموعة واحدة مع إسبانيا وبيلاروسيا وجورجيا وفنلندا وتبدأ مبارياتها في شهر سبتمبر المقبل أي دون حيز زمني كبير لإعادة ترتيب الأوراق. ويبدو مدرب مارسيليا وقائد المنتخب السابق ديدييه ديشامب المرشّح الأوفر حظًا لخلافة زميل الملاعب بلان بعد أن اقترب من فك الارتباط مع ناديه والتفرغ لتدريب المنتخب، خاصة في ظل عدم واقعية اختيار أسماء قديمة مثل جي رو المدرب التاريخي لأوكسير الذي أتم 73 عاما من العمر. وقد يكون جديرًا بالمسؤولين في الاتحاد الفرنسي النظر بعيدًا إلى المستقبل وعدم وضع آمال كبيرة على مونديال 2014 خاصة أن الموعد الأكبر سيكون في 2016 حين تستضيف بلادهم كأس أمم أوروبا بعد 32 عاما من إنجاز بلاتيني.