صعدت ألمانيا إلى الدور قبل النهائي في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012م، بعد أن تغلبت على اليونان 4 2 في دور الثمانية البارحة. وافتتح فيليب لام التسجيل للألمان في الدقيقة 39 لكن جيورجوس ساماراس أدرك التعادل لليونانيين بعد مرور 10 دقائق من زمن الشوط الثاني. وأضاف سامي خضيرة الهدف الثاني لألمانيا في الدقيقة 61 وميروسلاف كلوسه الهدف الثالث بعد 7 دقائق. وعزز ماركو ريوس تقدم المنتخب الألماني بالهدف الرابع في الدقيقة 74، قبل أن يقلص ديميتريس سالبينجيديس الفارق بتسجيله الهدف الثاني لليونان من ركلة جزاء في الدقيقة 89. من جهة أخرى يصطدم الماتدور الإسباني اليوم بالديك الفرنسي في دونباس ارينا، وهو اللقاء رقم 27 في البطولة الأوروبية المقامة في أوكرانيا وبولندا في الدور ربع النهائي، وبصافرة إيطالية متمثلة بالحكم نيكولا ريزولي. ويعي العجوز الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، أن التوليف المثالي لمنتخب الثيران لن يكون شفيعا للفوز على الفرنسيين حتى بوجود ايكر كاسياس، والفارو اربيلوا وجيرار بيكيه وسيرخيو راموس وخوردي البا، وسيرجيو بوسكيتس تشافي هرناديز وتشابي الونسو ودافيد سيلفا، خيسوس نافاس واندريس انييستا، شيسك فابريغاس، فرناندو توريس، حيث يرفض التاريخ الوقوف إلى جوار الإسبان خلال لقاءاتهم بالمنتخب الفرنسي، حيث فشلوا في تحقيق فوز رسمي واحد على «الديوك»، رغم التقائهم في ست مواجهات رسمية فاز الفرنسيون في خمس، بينما حسم التعادل واحدة. وكانت أهم الانتصارات الفرنسية على إسبانيا، في نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 1984، وهي المباراة التي انتهت بهدف نظيف أحرزه ميشيل بلاتيني في الدقيقة الأخيرة من اللقاء. وفي يورو 2000 كان الفوز أيضا لفرنسا في دور الثمانية بجيلها الذهبي الذي ضم زين الدين زيدان وتييري هنري وباتريك فييرا وديدييه ديشامب، وكانت نتيجة المباراة 2/1، في لقاء أضاع خلاله المخضرم راؤول جونزاليس ركلة جزاء. وفي مونديال 2006 الذي وصلت فيه فرنسا للنهائي، كان اللقاء في دور ال 16، وانتهى بفوز الديوك 3/1. ورغم التفاؤل الذي يحمله الفرنسيون في قيادة المدرب الجاد لوران بلان، إلا أن خسارة السويد الأخيرة في الجولة الثالثة من الدور الأول أعادت ذكريات ما حصل قبل عامين في مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين رفض اللاعبون خوض التمارين احتجاجا على طرد زميلهم نيكولا أنيلكا من المنتخب لشتمه المدرب حينها ريمون دومينيك. ويدرك بلان أن لقاء اليوم يجب أن يتجاوز كل الخلافات، وقد اعتادت «الديوك» الصياح بعنفوان أمام هذا المنتخب الذي يحمل لقب النسخة الماضية. ومن المنتظر أن يكون وغو لوريس كما هو في المرمى الفرنسي، بينما للدفاع ماتيو ديبوشي وعادل رامي وفيليب ميكسيس وباتريس ايفرا، وفي وسط الميدان سمير نصري ويوهان كاباي وفلوران مالودا والو ديارا، على أن يظل في الهجوم فرانك ريبيري وكريم بنزيمة، رغم أن اللقاء الأخير أمام السويد أظهر الفرقة في التجانس بين المهاجمين وافتقار الانسجام مع خط الوسط، فطغت الفردية على أداء اللاعبين. يتميز المنتخب الإسباني أنه يمثل أسلوبا متفردا في الأداء وتقاسم الأدوار في تناغم يوصل مباشرة إلى أداء فريق برشلونة المفعم بالصبر والهدوء حتى الوصول إلى الهدف، فيما سيكون حريا عليه رقابة قوة الوسط الفرنسي بوجود سمير نصري ويوهان كاباي الأكثر حركة، فيما ينحصر دور ديارا على النهج الدفاعي. ويعلم المدربان في الجانبين أن ثقل المباراة سيتوالى مع الحدث الأصعب، فهما لن يستعجلا الوصول للهدف وإثارة الآخر بشكل مبكر، قدر التخطيط لخطف النتيجة من أقصر الطرق وبأسلوب آمن. ورغم اعتراف ديل بوسكي بأخطاء سابقة إبان مواجهته منتخب الديوك في 2006 باعتبار كبر سن لاعبيه، إلا أنه يسعى لكسر العقدة الفرنسية التي خلفها رفاق بلاتيني وزيدان، ويخشى بلان على الطرف الآخر أن تؤثر علاقات اللاعبين ببعضهم البعض على تعاملهم مع اللقاء، بعد خسارة مخزية للفرنسيين أمام السويد.