خلال بطولة أمم أوروبا أطلقت «حسب قناعاتي الشخصية» لقب أم المباريات على المواجهة الروسية البولندية ولم تعجب هذه التسمية الكثيرين رغم أنني فنّدت الأسباب (غير الرياضة والحساسيات السياسية بين الدولتين والتي تعود لمئات السنين (والتي دعتني لإطلاق هذه التسمية على المباراة فقد كانت بولندا جزءًا لا يتجزأ من الإمبراطورية الروسية، وموطنًا لحلف وارسو وتحوّلت لمقر لحلف الأطلسي أي من حليف الروس الأول إلى عدوهم الأول ورأس الحربة ضدهم ولم يكن حديثي على أنها أم المباريات لقوتها وشغف الملايين بفارسيها الذين لا يتابعهم عادة سوى أبناء بلديهما وبعض الأوروبيين الشرقيين إلا أن حديثي كان عنها لأنها لم تكن فقط مباراة رياضية بل سياسية بامتياز .. وإن أردنا الحقيقة ومع كامل احترامي للمواجهة الأسبانية البرتغالية التي كتبت عنها بالامس إلا أن اللقاء الإيطالي الألماني هو أم المباريات وأبوها بعد. فقط يكفي أن نعرف أن إيطاليا بطلة العالم 4 مرات مقابل 3 للألمان أي سبعة ألقاب مجتمعة من أصل 19 وإذا عرفنا أن البرازيل نالت خمسة ألقاب فهذا يعني أن الهيمنة الأكبر على كرة العالم كانت بين هؤلاء.. وبالطبع ألا تتوّج لا يعني أنك لست بعبًا فألمانيا وإيطاليا دائمًا في النهائي أو نصف النهائي والخروج قبل هذه المراحل يعتبر إخفاقًا على العكس من أسبانيا والبرتغال.. أوروبيًا تبقى ألمانيا صاحبة لقب الأكثر تتويجًا بثلاثة ألقاب آخرها على الأرض الإنجليزية عام 1996 أما الطليان فحملوا اللقب مرة واحدة قبل 44 سنة أي في العام 1968 وهو ما قد يشكّل حافزًا إضافيًا لهم للتتويج بينما الألمان لا يحتاجون لأي حافز فهم يقاتلون حتى لو في التمارين، بينما تمرّ الكرة الإيطالية بواحدة من أسوأ أيامها الأخلاقية بعد انتشار موضة الفضائح والرشاوي وترتيب نتائج المباريات وغيرها من الأمور (المافيوزية) التي لطخت سمعة الكرة الإيطالية صاحبة واحد من اقوى أربعة دوريات في العالم إضافة للأسباني والإنجليزي والألماني.. أوروبيًا تبقى ألمانيا صاحبة لقب الأكثر تتويجًا بثلاثة ألقاب آخرها على الأرض الإنجليزية عام 1996 أما الطليان فحملوا اللقب مرة واحدة قبل 44 سنة أي في العام 1968 وهو ما قد يشكّل حافزًا إضافيًا لهم للتتويج بينما الألمان لا يحتاجون لأي حافز فهم يقاتلون حتى لو في التمارين لهذا وبعيدًا عن الفلسفة والتحليلات الفنية لنجوم المنتخبين وقوة المراكز بين حراسة ودفاع ووسط وهجوم تبقى هذه المباراة غير خاضعة لأية مقاييس، فالبعض الكثير يرجّح الماكينة التي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل وعنوانها ألماني والبعض يرى في التأهل الدارماتيكي للطليان على حساب الإنجليز فأل خير وعلامة على أنهم سيتوّجون باللقب. كل الاحتمالات واردة من مباراة تنتهي بهدف واحد خاصة في ظل الاختراع الدفاعي الطليان إلى مباراة مفتوحة يمكن أن تشهد أهدافًا إلى مباراة تنتهي بركلات الترجيح وحتى احتمالية ولكن ليس هناك أي نقاش حول احتمال واحد وهو أن هذه المباراة ستجذب كل الأرضية لأنها ببساطة أم المباريات (الأوروبية) وأبوها.